السبت , أبريل 27 2024
حبيب نادي

أحيانًا تتوقف الحياة على فكرة!

فالإنتحاري الذي يُفجّر نفسه في هدٍف ما، لديه فكرة! ورجل الإطفاء الذي يقتحم النيران مُخاطرًا بحياته ليُنقذ إنسان، لديه فكرة! والأب

الذي يُنفق كل دخله على أسرته متناسيًا إحتياجاته الشخصية ولو لفترة، لديه فكرة! والفكرة قوية لأنها تُؤثر على سلوك الإنسان، وتُحدد أهدافه ، وتُرتب أولوياته.

الفكرة قد تُوقظ الشخص من نومِه، أو أن تذهب بالنوم بعيدًا عن أجفانه طوال ساعات الليل، والفكرة قد تذهب بصاحبها مئات الأميال بحثًا عن شيءٍ ما أو شخصًا ما!

أو أن تهبط به في حفرة عميقة بحثًا عن كنزِا ما. ومن الداعي للضَحِك أننا كثيرًا ما ننسى هذه الفكرة!!

أقصد أن سلوكنا يتحدد بناء على أفكارنا. فأنت تقرأ هذا المقال بناء على فكرة، قد تكون هذه الفكرة أنك تبحث عن معرفة جديدة، أو أمل جديد يعطي الحياة طعم ولوْن بعد أن فقدت الكثير منهما بسبب كثرة المشاكل والتحديات

و الأزمات.

يتضح من هنا أهمية أن يجلس كُلًا منا مع نفسِه جلسة خاصة هادئة مع النفس، ففي هذه المنطقة توجد الأفكار والتي ينتج عنها مشاعر والتي تكون الدافع الحِسي الذي يقود سلوكنا في النهاية .

إذًا إذا أردت مشاعر حُرة مُنطلِقة إيجابية، تكون دافع لسلوك جيد منضبط مُثمر ومؤثر، فعليك بأفكارك.

ولأننا بشْر، فأننا نحا في واقعيّن، أحدهما مادي جسدي ملموس، والأخر روحاني غير مرئي.

وفي حقيقة الأمر وواقعه أيضًا، من الصعب جدًا أن أحيا كإنسان وسط هاذين الواقعين بدون أن يُساعدني ويساندني ويقويني شخص أقوى مني وأكبر وأكثر حكمة ودراية بدروب الحياة في واقعيها الإثنين.

شخص يحنو عليَّ، يحتضنني، يحتملني بل ويحملّني في كل حالاتي السيئة قبل الجيدة والمُرة قبل الطيب منها.

شخص يُحب بلا مُقابل وبلا شرط.

شخص يُحب ليا الخير ويريد الخير ويستطيع أن يصنع هذا الخير لي.

شخص لديه من المعرفة والحكمة والقدرة والقوة، حين أسير بجانبه، أمتلىء بالأمان ويملاء كياني الهدوء والإستقرار وسط عالمين، أحدهما تُحريكه تويته أو بوست أو فيديو على منصة إلكترونية، والأخر يهز أرجاءه دعوّه أو صلوه من قلب خاشع، حتى لو كان ضعيف.

والأن أدعو نفسي وأدعوك معي أن تُغلق هذه الشاشه لدقائق، مُصاحبًا معك كوب من مشروب ساخن تُفضّله، والجلوس على أقرب كرسي مُريح بجوارك، مُمسِكًا بقلم رصاص وورقة صغيرة، لنُراجع معًا ما يدور في نفوسنا من أفكار.

فاتحين أبواب وجداننا، مُطلقين أرواحنا، للبحث عن هذا الشخص، ويالسعادة من يجده، وأدعوك إن وجدته، أن تُخبرني أين هو، لأذهب إليه بمشاعري المُضطربة ليُهدئها، وأفكاري العاصفة الشاردة، ليُراجعها، ويُنقحّها، ويُصّوبها.

لأنه أحيانًا، تتوقف الحياة على فكرة!

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.