نقلا عن الأرخن أ.فطين يحكي عن لقاء بين رهبان دير أبو مقار مع د.حسين فوزي المفكر العظيم
بناء علي دعوة من الأب متي المسكين شايفين زمن العظماء…مفرداته الرقي والثقافة والمشاركة في الفن والعلم دون التدني لفوارق المعتقدات الدينية ،كان اهتمام المتنيح الأب متي المسكين بالتعليم الليتورجي القبطي عظيماً
ليبقي في الكنيسة أصولاً وابحاثاً و ليعطي الآباء الرهبان وكل قبطي مثالاً كيف تكون الدراسة العميقة
التي تمتد لمن يصلي و يسبح لتكون الصلاة بالروح و الذهن ايضاً ، لقد دعى الأب متي المسكين
العالم الاستاذ الدكتور حسين فوزي ( ١٩٠٠-١٩٨٨ )
لزيارة الدير و حضور تسبحة نصف الليل و هو معه ، في زيارات متعددة
أبدى خلالها العالم الموسيقي الكبير اعجابه الشديد بخورس الدير وصلواتهم في التسبيح
والهارموني العذب والتناغم والدقة في ضبط اللحن
و الروحانية المؤدية الى عدم ظهور صوت الفرد بل يختفي الأفراد ليظهر صوت الخورس الواحد .
ولأنني شماس و اعرف الألحان كان ارشاد الأب متي المسكين أن يلاحظ الشمامسة صوتهم الواحد
وليس صوت الأفراد .
أرجو من الأجيال الشابة التي تلت جيلي أن يبحثوا عن اسم الدكتور حسين فوزي في محركات البحث
بالعربي لتدركوا مدى علمه وكيف كان الأب متى المسكين بأسلوبه العالي الرفيع يسلم كنيستنا
منهجاً علمياً تسير عليه الأجيال .
الصور للدكتور العالم الموسيقي حسين فوزي جالساً بين القمص متي المسكين
والقمص كيرلس المقاري في مضيفة الدير يتحدث للرهبان عن تاريخ الموسيقى القبطية
ويستحثهم على حفظها و بقاءها .
لقد ذهل الدكتور حسين فوزي من سماع خورس أبو مقار وبدا يهز رأسه في لحن خين أوشوت
بعد نهاية التسبحة قلت للأب متي المسكين هذه الملاحظة فقال لي لما أنهى مقابلته
مع العالم الموسيقي الرائع أنه قال له أن مستوى الخورس يضارع أرقى كورال
وأوبرا في العالم بالمقارنة بالمجهود والإمكانيات البسيطة لدى الدير
كان رد أبونا : ده صلاة يادكتور وليس أداء ونحن واقفين أمام الله والروح القدس يوحدنا ويوحد صوتنا .
و حينما نصلي تصبح أذن الراهب الذي يصلي ويسبح بالروح حساسة جداً
لينضبط الصوت الفردي مع صوت الجماعة فلا نصير أفراداً بل جماعة وشخص واحد أمام الله .
كان تعليق الدكتور حسين فوزي للزوار المرافقين : ده كلام تشرحوه إزاي لمستوى شعب عاوزينه
يترقى وهو يستعذب و يسمع عدوية ولا يفهم غير الموسيقى الهابطة.