الأحد , أبريل 28 2024
ماجدة سيدهم

لا أحب النهايات ولا أصدقها بل دوما ما أتركها بلا نهاية

لا أنتهي من طعامي لآخره ولا أكمل ثمره بأكملها ..لذا دوما ما أقسمها قطعا صغيرة الأمر الذي يثير غضب أمي

“دائما ماتخلفين بقايا..هذا مزعج ” .. لا أتابع فيلما لآخرة ولا أحب أعرف كيف أنتهت الأغنية ..ولا أكون آخر الصف أو المنصرفين من أي قداس أو احتفال ما

لا يروق لي الطرق القصيرة فهي تمثل نهاية لحكاية طويلة من التوقعات التى اخترعها أثناء الطريق .. وأرفض عمر الجسد المحدود لذا تناسبني فكرة الأبدية فلا نهاية لحياة الإنسان ..ها أحبه وأصدقه .. ورغم أني لا أحب النهايات ولا اكتمال الحكايات لكني أنزف بوفرة من قصص الحب الناقصة والمكتمل منها يدمعني كثيرا

لا أفهم كيمياء الوجدان المتعلق يخيوط الشجن المتشابك فكل ماهو غير مكتمل يوحي لي بأنه مازال في الأمر

بقية ومازال السر قابلا للبوح ..أنه شغف الفضول .. لا أفضل الاستقرار وقتا طويلا فدوما هناك رفقة

مخلصة مع القلق والعمل المستمر ..القلق حالة حيوية لا بأس بها قد يصنع بعضا من الإرتباك لكنه مفعم بالادراك

ويمتلك وعيا حسيا بتفاصيل مفردات المواقف كل الوقت .. لا أحب النوم كثيرا وأحرص ألا يغفو جسدي المتعب سهوا أثناء النهار أو أثناء السفر خشية أن يفلت من روحي شيئا من الضوء المشحون بالتفاعلات الحياتية

فكلها مخزون للذاكرة فيما بعد استرجعه حين انفرد في داخلي وأعانق تفاصيل غنية في المخيلة

أوقات المغيب هي اقتتال فزع .. كأنه اقتتال شخصي.. يهوي بي في جمجمة السكوت غير المفسر

لحظات المغيب هي بالفعل تمثل التعاسة البرتقالية .. تعصرني بالاكتئاب والإضطراب في المعنى

هبوب الموسيقى في ذاك الحين أمر غير محبوب لي فهي تصلب العظام بلا مسامير

فأظل معلقة في اللحظات من دون

ارتكاز على شيء يقيني السقوط في داخلي فأكاد أهوي لفرط خفقات الارتطام في بعضي

امقت جدا الغروب فهو الغرق المؤكد في الوحشة الصماء.. لذا دوما ما أجدني أعبر تلك اللحظات بتجاهل

وأذهب لأحتمي في الانشغالات البسيطة والثرثرة مع أحدهم حتى يمر الموكب الكئيب فأكون وقد قد انصهرت

سريعا في أضواء الليل والسهر المتجدد بالتفتح ويقظة المساءات وكأنه النهار الذي لا ينتهي بشموسه الزجاجية ..

مفزع ترتيب الأشياء لتبقى هكذا هامدة بلا نطق .

يقولون أنني امرأة فوضوية وهذا يميزني فأبتسم ..إذ في لحظة ما من هذا الترتيب أفقد العنوان

وتفتك بي الغربة عن الأشياء شراستها لحتى الرغبة في البكاء والإختباء من شيء ما لا أعرفه

أحب النظافة بدقة فالغبار يطفئ البريق عن الفازات والستائر ويصيب الضوء العابر عبر النوافذ بالشحوب

لكن قليل من الفوضى يمنح الحياة والمرح للأمكنة .. جيد أن تكون الأوراق والأقلام مبعثرة بعض الشيء

هنا يسكن التركيز الذي يصنع ترتيبه الخاص في الذهن.. ببنما أجد رائحة الاستقرار تنبعث من بعض الفوضى اللذيذة للثياب والأكواب وتناثر وسائد المقاعد في غير أماكنها ..مأزهى ألوانها الحية

منعش هذا الحيز المخفز للنشاط والملهم للإبداع .. لا تكن ياصديقي مرتبا إلى هذا الحد ..مهندما

ملتزما كل الوقت ..ستخرج أحلامك مليئة بالصيحات وتصيب يومك بالرتابة

فالكثير من التجاوازت تنعش خزانة الابتكار وينشط من الايقاع الحركي للأداء الأفضل .

فهل هناك يا صديقي ما يمنع أن نعيش متعة التناقضات .. رائحة الصابون وقشر البرتقال وعطن التفاح تحفز لعبة التوقعات والمراهنات إلى المغامرات المتجاوزة أحيانا..لا بأس ..

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.