السبت , أبريل 27 2024
الأقصر
المهندس فؤاد الجرجاوى

رجال من الزمن الجميل المهندس فؤاد عبد اللطيف الجرجاوي.. عميد السادة الجرجاوية بالأقصر

كتب الطاهر علي الطاهر على الحجاجى


الحديث هنا عن السادة الجرجاوية وبالأخص عن عميدهم وكبير قومه ، ففى ذكرى رحيل رجلٱ تعايشنا معه و تعايش بين اسلافنا واعمامنا واخوالنا أنه الخال الغالى المهندس فؤاد الجرجاوى الشهير بنصار

كان رحمة الله يحب كل من حوله مواظبا على طاعة الله ومراضاته ، يبدء عمله ويومه

عقب اداء صلاة الفجر مباشرة من كل يوم ومن صفاته الجميلة التى كان يتصف بها هدوء طبعه

ذو كارزمة خاصه فهو دائم الابتسام خلوق لأبعد الحدود ودودا محبا لكل من حوله

صوته تسمعه بالكاد ذو حياء شديد لم يفارفقه حتى لاقى ربه بعد عمر تجاوز الثلاثة بعد الستين

فهو احد رموز الأقصر عامة والمنشية خاصه عاش بيننا فى هدوء ورحل عنا أيضا فى هدوء

قضى فى أقصرنا أجمل سنوات العمر بعد أن وفد اليها مع أسلافه فى ثلاثينيات القرن الماضي
وامتاز بالجمال والإبداع فى كتابة كل أنواع وألوان الخطوط العربية التى منها الفارسي والكوفي

وخطوط النسخ والرقعة والديوانى ، والثلث والطغراء والإجازة او ما يسمى بالتوقيع

والخط العكسي وغيرها من الخطوط بالاحرف الغير منقوطة وخطوط المصاحف بمختلف انواعها
وما يجهله الكثير من الناس أنه كان يهوى صنع الحلويات الشرقية

وكان ماهرا جدا فيها وذات مرة أقترح عليه والدى أن يدخل هذه الهواية فى تجارته ويصنعها

ويبتاع منها بمحله فنصحه بالتجربة وقال إن نجحت الفكرة طور فيها ونميها وإن لم تلقى نجاحا ورواجا فيكفيك المحاوله وبعد اقناع طال وطال

نفذ الفكرة التي من خلالها أصبح ثاني محل يقدم الحلويات الشرقية بالأقصر بعد محل كالوبا

وكان أشهر ما كان يصنعه البسبوسة التي تفنن فى صنعها وكانت تفد اليه أناسا كثيرين لشرائها

كما أن من أهم أعماله كما أسلفنا مهنة امتهنها الحبيب المصطفى ﷺ الا وهى التجارة

ومقر تجارته محلٱ امتاز بموقعه الفريد بأقصرنا في عمارة جدنا المرحوم أبو الحمد محمود عبد السلام الحجاجي بميدان صلاح الدين.

الذى كان الراحل العزيز يعتبر السيد أبو الحمد الحجاجي فى منزلة والده ، وابنائه بمثابة أخوته منذ مجيئة للأقصر

مع اسرته الكبيرة وأبناء عمومته فاستوطنوا بالأقصر وتمركزوا في أماكن متجاورة

وتناسلوا وتكاثروا ولأدبهم الجم واخلاقياتهم العالية وتدينهم تزاوجوا من عائلات الاقصر

فاختلطت دمائهم وانسابهم باهل الاقصر وبيوتاتها العريقه حتى صاروا منا ولهم ما لنا وعليهم ما علينا

امتهنوا ارقى الحرف


فهناك عمنا الحج عربي جرجاوي صاحب أكبر ورشه لتصنيع منابر المساجد على مستوى صعيد مصر ولم ابالغ أن قلت أن أكثر من 95% من المنابر بمساجد الأقصر وقراها ونجوعها بل ومساجد المحافظات

والمدن المجاورة جميع منابرها صنعت بورشة الحاج عربى وابنائه الكرام المهرة

فهي حرفتهم توارثوا وطوروا فيها وابدعوا والى جانبها النحت على الخشب وثنع الارابيسك

وجمعها مهن شاقه ومرهقه وتحتاج الى مهارة عالية ، ولا يزال أبنائهم المباركين قائمين على هذه الحرف

دون منافس ويتقاضون عليها بعد التكلفه أجرا زهيدا مما يجعل الأقبال عليهم لا حدود له ، ولهم أيضا أملاك متعددة

بشارع علاء الدين خلف سينما آمون والذى يعد حيا سكنيا أقاموا به منذ مجئهم لقربه من مسجد سيدى أبو الحجاج

ولوجود العديد من نسل الشيخ ابو الحجاج يقطنون فى هذا المكان وعملوا أيضا فى مجالات خاصه اخرى فانشأو فندقين كبيرين على احدث طرز معمارية حينها ولا تزال واقفة صامده شاهدة على العصر الي يومنا هذا

ومنها فندق ماجستيك الشهير بفندق الجراجوه بشارع المحطة وكانوا من الرواد فى إنشاء المقاهي ذات الخدمات الفندقية ، كانت معايشهم لا تلهيهم عن ذكر الله وأقام الصلاة وايتاء الزكاة

وكانوا وقافين عند حدود الله فاعزهم الله وفتح لهم من أبواب الرزق ما حافظ عليه الأحفاد الأن

وصاروا على نهج اسلافهم ، وقبل أن ننهى حديثنا أتذكر أن خالنا وعمنا فؤاد الجرجاوي كان سمحا اذا باع سمحا اذا اشترى

يطبع كلام الله تعالى ويعمل به ويعمل بما اؤتمر به من أحاديث الحبيب المصطفى ﷺ

فلم يرد سائلا قط فاذا كان درجه خاليا من اى فكه كان يعطى من محله للسائل اى شيئ يجبر به بخاطرة ولم يرد مشترى لاى سلعه ان نقصت نقوده.. كان يعطيه وهو لا يعلم ان كان سياتيه فيما بعد ببقية نقوده ام لا

كان يفك المعثر ويقرض الناس قرضا حسن

كان نورانى الوجه حسن المظهر بهى الطلعة جميل المحيا ولا نزكى على الله احدا

رحم الله طيب القلب وعطر السيرة والذكرى المرحوم المهندس فؤاد عبد اللطيف الجرجاوي

وبارك اللهم فى ابنائه جميعا وصل اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ونسألكم الدعاء له ولسائر اموات المسلمين اجمعين

الأقصر
المهندس فؤاد الجرجاوى

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

القمص فلوباتيرا عزيز ينعي الخادم ماهر نجيب بكلمات مبكية

نعي القمص فلوباتيرا عزيز الخادم الأمين الذى انتقل عن دنيانا الفانية قائلا الغالي جدا جدا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.