السبت , أبريل 27 2024
محمد عبد المجيد

زيارة قصيرة إلى العالم الآخر!

قضيت سبعة أيام ما بين الموت والحياة في المستشفى النرويجي الأنيق حيث لا أدري أين تستقر قدماي في نهاية مشوار عمري إثر سقطة عنيفة على الأرض من جراء ارتفاع مفاجىء في ضغط الدم فوجدت نفسي بين أيدي ملائكة الرحمة، من أطباء وممرضات وعلاجات تُحيي العظام وهي رميم.

قضيت في المستشفى أسبوعا كاملا وكلما استيقظت؛ ظننت أنني وُلدت من جديد!في يوم مغادرتي المستشفى كادت السماء تمنحني شهادة حياة جديدة.

نظرتْ الملائكة فوجدت أمامها جسداً مليئا بأمراض متزاحمة منها سرطان العظام، والسكري، والكليتين

هذا فضلا عما خفى مما يحتاج إلى كونسلتو طبي متكامل.

كانت الذاكرة أضعف من خيط العنكبوت، وكادت نتائج الاختبارات الذهنية والعقلية

التي اجريت لي في المستشفى تنتهي إلى الصفر في وسط دهشة الأطباء

فتأكدت أن الموت حياة، والحياة موت!خرجت بالأمس

(11 يناير 2024 من غرفة ملامسة الاثنين، الحياة والموت!

حاولت الكتابة في اليومين الأولين فإذا بقلمي كأنه يقترض عظاما من مومياء من العالم الآخر ليكتب بها!

انتابني الخوف مرتين عندما شاهدت عالما آخر ومن حسن الحظ أن ممرضة بارعة الجمال

أيقظتني من الموت الخفيف، واصطحبتني برقة عجيبة كأنها روح تريد مني العودة

إلى الجسد المسجى بين عالمين.

أكتب هذه الكلمات في اليوم السابع لموتي الذي لم يكتمل بعد.تجربة مخيفة اختلط فيها

الحلم بالحقيقة حتى جاري النرويجي في الغرفة الذي تحوّل جسده إلى اللون الأحمر الفاقع

وكلما مررت بجواره متجها إلى الحمّام أدرت وجهي خوفا لأنني كنت أجهل عن أي من العالمين أتحدث!

سبعة أيام قمت خلالها باعادة تركيب وترتيب الكلمات لعلى أحظى بألف باء الحكاية بعدما اختفى منها الجزء الأكبر.

حتى هذه اللحظة ما يزال جسدي يرتعش، وأرى الحلم الكابوس يعيد تركيب نفسه بنفسه

فالجلطة في مؤخرة الرأس كانت مؤلمة، والذاكرة تروح وتجيء، فتلتقط في كل مرة مشاهد وهمية

أكثرها مخيف.

المدهش أن الأشعة، التي جسدها طبيب المخ والأعصاب بدت في المرات الثلاث كأنها انشطارية نووية.

لا أدري هل شُفيت أم لا، لكنني في منتصف الطريق للموت أو لحياة الجديدة.

ربما من المبكر الدخول في التفاصيل، لكن المؤكد أنها تجربة ستكون لها نتائج مذهلة على ما بقي لي من عُمْر .

محمد عبد المجيد

طائر الشمال

عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين

أوسلو 11 يناير 2024

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

تعليق واحد

  1. واحد من الناس

    أخى اافاضل بكل الود والاحترام أدعو لكم بالشفاء العاجل والتام ولا نملك من أمرنا شيئا الا الدعاء لكم وللجميع . كل عام وأنتم بخير بمناسبة السنه الميلاديه الجديده وبمناسبة عيد الميلاد المجيد . أنا واحد من المعجبين بكم وبكتاباتكم وبضميركم الحى وثقافتكم المستنيره وتفكيركم الانسانى الراقى . لا تعتقد أن كتاباتك لم تأتى بثمر ..تأكد أنك لكم تأثير ايجابى عند الكثيرين . تحياتى دائما . .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.