السبت , أبريل 27 2024
المستشار مهني يوسف المحامي الدولي

حوار مع المستشار مهني يوسف المحامى الدولي بالسعودية حول ” القانون والقضاء وعلاقتهم بالاستثمار الأجنبي”

أكد مهني يوسف المحامي الدولي والمستشار القانوني بالمملكة العربية السعودية بأنه وفي ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، التي أثرت على معظم دول العامل، وأثرت بشكل كبير على الدولة المصرية، بأن الاستثمار الأجنبي في مصر هو أحد أهم دعائم الاقتصاد وأهم روافد ضخ العملة الصعبة، ولكون الاستثمار بشكل عام عاملا مهما من عوامل زيادة الإنتاج وخلق فرص عمل جديدة.

مؤكدا بأن تشجيع الاستثمار والمستثمر الأجنبي، يجب أن يصاحبه أو يسبقه دعم وتشجيع الاستثمار

والتجارة الداخلية في مصر وتحفيز المستثمر المصري وكذلك العمل على زيادة الإنتاج

وتقليل الاستيراد ودعم الصناعة والزراعة مما سيساهم بشكل عاجل في تثبيت سعر الصرف

ومعافاة الاقتصاد المصري في خلال فترة وجيزة، وقد لا يخفى على أحد أن بعض المستثمرين

المصريين قرروا حديثا الاستثمار خارج مصر بسبب الهزة العنيفة لسعر الصرف

مما كان له عظيم الأثر على تقليل الرغبة لدى المستثمر الأجنبي في الدخول للسوق المصري.

ولذلك فإن تعافي الاقتصاد وتشجيع المستثمر المصري سيجذب بشكل مباشرة الاستثمارات الأجنبية لمصر.

لذلك، فإنه يرى ضرورة النظر في ملف الاستثمار في مصر بشكل عام ولكن من منظور مختلف

لم يتطرق له أحد من قبل وهو تسخير الرقمنة والتطوير التكنولوجي لتقليص الاجراءات الورقية

مع تحديث القوانين وميكنة الإجراءات الإدارية والقضائية مما سيكون له أثر سريع في تشجيع وجذب الاستثمار الاجنبي، وهذه المقترحات إنما هي نتاج مقارنة سريعة وغير عادلة لما وصلت إليه بعض الدول العربية

في هذا الشأن، وذلك من أرض الواقع، فمصر الحضارة والتاريخ لا يجب أن تسير بخطى بطيئة في مجال التطوير التكنولوجي الذي سابقت إليه جميع دول العالم.

سبب انتقال رؤوس الأموال والمستثمرين المصريين إلى خارج مصر

ومن زاوية جديدة ومفاجئة يتطرق الأستاذ مهني يوسف إلى أهم العقبات التي أدت إلى انتقال بعض رؤوس الأموال والمستثمرين المصريين إلى خارج مصر مما أدى بشكل مباشر إلى عزوف المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في مصر.

ومن أهم هذه العقبات هي الإجراءات الورقية والروتين الذي يقتل الوقت ويكلف الوطن والمواطن مزيدا من الأعباء المالية التي لا حاجة لها، وضرورة ميكنة هذه الإجراءات وتفعيل منظومة مصر الرقمية لتغطي جميع الإجراءات والمصالح الحكومية والادارية ، وكذلك المعاملات البنكية في مصر، فلا حاجة لتضييع ساعات طوال في طوابير الانتظار في هذه المصلحة أو تلك، ولا حاجة لتعطيل الاجراء لغياب الموظف أو بسبب الضغط الشديد على هذا الموظف.

وأكد الاستاذ مهني يوسف أن كل هذا قد ينتهي بميكنة الاجراءات ببرامج مؤمنة وفعالة، ولا حرج في أن نقتبس

من أفكار من سبقونا في هذه المجالات، وبمعنى آخر فإننا لن نصنع الدراجة من جديد لكن نراقب ما

وصل إليه الآخرون ونستكمل ما قد بدأته بعض الأجهزة في مصر في هذا المجال.

وأشار إلى أن التنافس في التطور التكنولوجي لا يجب أن يتأخر عن مواكبتها أحد في عصر الذكاء الاصطناعي، فالمستثمر والمواطن على حد سواء سيجدان الوقت الكافي للانتاج وزيادته في حالة ما وفرت لهم الدولة ساعات وأيام الانتظار في انهاء الاجراءات الورقية، ويجب أن يكون شعار الدولة في الفترة القادمة ” إن لم تتقدم ستتقادم”

وأكد أن تقليص الإجراءات وتحديث القوانين ومواكبة التطور التكنولوجي الرهيب في كل دول العالم له عظيم الأثر في دعم الاقتصاد ومعافاته من الأزمة الراهنة، فلماذا لا يكون في مصر موقع لتوثيق عقود العمل إليكترونيا كما في المملكة العربية السعودية والتي نفذت

منصة” “قوى” “

ولماذا لا تتم ميكنة إجراءات التقاضي في مصر بشكل عام، كما في منصة” “ناجز” “السعودية، ولماذا لا تكون الرسائل النصية هي أداة الإعلان أو التبليغ القضائي سواء بالقضية أو بالجلسة أو بالحكم؟

ولماذا لا يتم ربط جميع خدمات وزارة الداخلية والمرور كما في منصة” “أبشر” “السعودية؟

ولماذا يحتاج المستثمر المصري إلى كثير من الاجراءات تستغرق أيام لتأسيس شركته، بينما يتم تأسيس الشركة في المملكة العربية السعودية في بضع دقائق، يتم خلالها تأسيس الشركة واختيار اسمها التجاري وإنهاء عقدها ونظامها الأساسي بل وتوثيق موافقة الشركاء إليكترونيا كما في منصة المركز السعودي للأعمال؟

ولماذا لا يتم تفعيل التحويلات البنكية من خلال التطبيقات البنكية بين المواطنين بشكل أكثر فعالية ومرونة، لا تزال طوابير الانتظار في البنوك عاملاً من عوامل التعطيل سواء للتاجر أو للمواطن.

وهذا الوقت المهدور من الممكن الاستفادة به في أمور أكثر فائدة تعود سريعاً بالنفع على الوطن والمواطن.

إن المملكة العربية السعودية حققت طفرة عظيمة في زمن قياسي في تطوير حكومتها الرقمية، ومصر ليست بالبعيد عن هذا التطوير وقد بدأت مصر فعلا في هذه الخطوة مؤخرا ولكن الواقع الحالي يفرض علينا ضرورة الإسراع وإتمام هذه الخطوة المباركة نحو رقمنة جميع الإجراءات بمصر.

وجدير بالذكر أن أغلب المنصات الإليكترونية التي نفذتها المملكة العربية السعودية ساهم فيها بشكل مباشر أو غير مباشر مبرمجون مصريون!!!كما أن هذه المنصات والبرامج ليست بالشئ المكلف مادياً لإنشائه، بل هي في ذاتها وسيلة جذب وتحصيل المبالغ للدولة المصرية في وقت قياسي، فلو تم تطوير موقع الهيئة العامة للاستثمار بمصر – على سبيل المثال – ليتم من خلالها تقديم مستندات المستثمر

وتسديد قيمة رسوم خدمة مراجعة مستنداته ومنحه الترخيص الاستثماري، لأصبح هذا البرنامج في حد ذاته وسيلة سريعة لضخ العملة الصعبة لمصر في زمن يسير.

ولعل هذه الإشكاليات، باتت محرجة لدولة بحجم مصر، فالمقارنات التي يجريها المستثمر الأجنبي بين الدول التي يرغب في الاستثمار فيها تعتمد أساسا على ميكنة الإجراءات ورقمنة القضاء وتقليص الإجراءات إليكترونيا، ونحن في مصر لا يزال لدينا العالم الورقي اللامتناهي من الإجراءات والتعقيدات التي يمكن أن تختزل ببعض خطوات إليكترونية في دقائق معدودة.”

“ومن الوازع الوطني، والإحساس بالمسئولية المجتمعية للنهوض بمصر

فقد رأي الأستاذ مهني يوسف ضرورة التركيز على هذه النقاط التنافسية الحميدة فمصر الجديدة التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي يجب أن تكون جديدة في كل شيء

وكما حققت مصر طفرة ملحوظة في البنية التحتية من الطرق وبعض المشاريع التنموية العظيمة، فإن الطفرة التكنولوجية المأمولة ليست أقل أهمية ولا أصعب مما تم تحقيقه فعليا.”

“ختاما، فإن مصر العراقة والتاريخ، بشعبها الأبي، قادرة على الصبر والإنتاج والتطوير وبإذن الله- ستحقق المعادلة الصعبة وتنتهي هذه الأزمة الاقتصادية الحالية بشيء من الصبر وبث روح التفاؤل والأمل مع مزيد من العرق والعمل.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

القمص فلوباتيرا عزيز ينعي الخادم ماهر نجيب بكلمات مبكية

نعي القمص فلوباتيرا عزيز الخادم الأمين الذى انتقل عن دنيانا الفانية قائلا الغالي جدا جدا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.