الأحد , أبريل 28 2024
صوت مفاتيحه في قفل الباب

صوت مفاتيحه في قفل الباب

مصادر تشكيل السلوك التربوى عند الأباء و راء الخلفية الثقافية للتربية بالفطرة اى المرجعية والثقافة المكتسبة خلال نشأة الوالدين من تصرفات أبويهم والبيئة المحيطة (الضرب .. العصبية والصراخ.. أو التفانى في الأهتمام بالطفل ، أو الاهتمام المَرَضي ….الخ ) وأحيانا يقع الآباء فى اختبارات أمام اولادهم فى التعامل والتواصل غير حكيمة ومنها ،

القدرة على الحكم على الامور:

مثل أب لديه ابن يُضرب من زملائه في المدرسة يقول له (اللى يضربك أضربه) كان يجب أن تعلمه إلا يتنازل عن حقه وفي نفس الوقت لا ننمى السلوك العدائي لديه ،وانما يعلمه اللجوء الى السلطة الأكبر لاسترداد حقه (مدرس الفصل ،المشرف الاجتماعى ،مدير المدرسة….)..

مثال اخر

فتاة استيقظت باكرا لتجلس بالمقعد الأمامى بأتوبيس المدرسة ،وأمام رغبة أخوها في الاستئثار بالمقعد

قام الأب بتعنيفها وأجبارها على التنازل عن حقها حبا لأخيها وتتسامح فى ذلك كونه أخيها الصغير وهى الكبيرة

ربما يكون الهدف نبيلا ،لكن تصرف هذا الأب ربما يؤثر سلبا في علاقة الفتاة بأخيها لشعورها

بأنه حصل على شيء تستحقه هى ،كذلك فالتسامح لا يصلح لأن يكون أجباريا.. هو كسر شخصية أبنته وحرمها فرحة الحصول على شيء بذلت جهدا فيه للحصول عليه.

قد يكون أهداف الآباء نبيلة لكن عدم القدرة على الحكم على المواقف والأمور ومعالجتها بشكل تربوي جيد قد يؤدى الى نتائج عكسية تؤثر سلبا على شخصيات الأبناء وتصيبهم بإضطرابات نفسية أو سلوكية.

 مدى القدرة على التحكم في الانفعال:

 لا يمكن أن تكون مربي جيد دون التحكم في الانفعال.. فمن خلال الانفعالات يعطى الوالدان نموذجا انفعاليا للطفل ينتقل الى شخصيته لا إراديا  ،غير أن هذه الانفعالات يكون لها اثرا سيئا كبيرا اذ تُصَدِّر الى الأبناء بعض الأحاسيس السلبية كالرفض والكره والإهانة وعدم القبول.

هنا يأتى دورى كمرشد تربوى يجب أن اتبنى فكرة ترويض انفعالات الآباء وضبط القدرة على التحكم في تلك الانفعالات من أجل أطفال أسوياء بمعرفة و توعية الاباء بأدوارهم  مع الأبناء مع مراعاة اختلاف الأنماط الشخصية بينهم والتى يختلف معها طريقة اداء كل منهم لدوره تجاه ابنائه.

ضرورة فهم الاباء لانماط شخصية الابناء:

هل كونك كأب ومربى تعرف أنماط شخصية ابنائك ؟؟ هل تعرف أنهم من الممكن يكونوا توأم ومختلفون فى الطباع والأنماط  الشخصية ؟ عليك التأكد من التعامل معهم بصورة تتناسب مع كل نمط.. وتفهم سمات كل مرحلة عمرية والتمييز بين الاشارات الحمراء (التى تحتاج منه كأب الى التدخل والحوار وإيجاد سبل لعلاج المشكلة ) وبين الاشارات الطبيعية التى تشير الى أن الأمور على ما يرام و يستوعب اختلاف طريقة كل طفل في فهمه للحياة.

الأب السلبي :

علم النفس بيقول غياب دور الأب يضعف شخصية الطفل ويقلل شعور الفتاة بدورها الأنثوي وذلك يعود الى حالة اللامبالاة التي تنتاب هؤلاء الآباء وعدم قدرتهم على تفهم معنى الحياة الزوجية ومسؤوليتها نحو ابناءهم ،

الأب الفزاعة :

هو اب يحكم بيته بالعقاب والتخويف  و التهديد و المقارنة بأبناء الآخرين ( أولاد العم ، اولاد الجار .أولاد الصديق …) وتستخدمه الام كوسيلة لتخويف ابنائها وردعهم.

الأب الجلاد :

هو أب يرجو من ابنائه الكمال والمثالية في كل شيء ، لا يرضيه ما هو أدنى من ذلك ،ويكون أسلوبه محبطاً اذ يتبع طريقة العنف الجسدى أو العقاب النفسي من خلال التوبيخ واللوم والسخرية وغيرها من الضغوط النفسية المختلفة..

 الأب البنك : ( ATM)

نموذج الاب البنك هو النموذج الاكثر انتشارا في مصر والوطن العربي .

 هذا الاب يرى ان دوره ينحصر في الانفاق على الابناء وتلبية احتياجاتهم وطموحاتهم المادية.

لا يعرف شيئا عنهم وعن مشكلاتهم وشخصياتهم واحتياجاتهم النفسية وعدم تقبل صفاتهم و طباعهم ، ولا يتحاور معهم و يناقشهم وبالتالى لا يسهم في بناء شخصياتهم .

الأب البنك هو أب قطع الألفه والحب بينه وبين أبنائه ، لذا غالبا ما تغيب عاطفة الأبناء تجاهه ،فلا يجدهم بالجوار عند مرضه ،وربما يتمنون موته لميراثه ،لان وجوده فقط وجود مادى.

دور الأب مهم جدا بالنسبة للولد كقدوة وبالنسبة للابنة في مرحلة المراهقة كاحتواء ،ففكرة الاب البنك هى تهميش لدور الاب المفترض في حياة ابنائه.

التواجد الكمى قد يكون صعبا بسبب ظروف العمل (الضابط .. الطبيب .. المغترب…) لذا يجب تعويضه بالتواجد النوعى من خلال تخصيص جزء من الوقت الذي يتواجد فيه بالمنزل لمناقشة الابناء وخلق جو من الصداقة والالفة من خلال القصص والحكايات التى تسهم في بناء شخصياتهم ..

عزيزى الأب الرسالة التربوية هى وسيلة مثل الوصول لأهدافك .. اذ لا يمكن ان ينجح إنسان في الوصول لهدف ما دون أن يحدد الهدف بوضوح اولا..

الرسالة التربوية تؤدى الى المرونة في التعامل مع الأبناء..  يجب إلا نربي أبناءنا للآن فقط ولكن للمستقبل ايضا

وأن يكون لدى الاباء مهاره  في حكمهم على الاشياء وتفاهم العصر المواكب والتقدم التكنولوجي فى التواصل الاجتماعى .

 ماذا تريد من ابنائك؟

عند مواجهة الاباء بهذا السؤال نجد انهم يدرجون مجموعة من الأهداف هي في الواقع أهداف جزئية و شخصية يريد تحقيقها فى ابناءه، بغض النظر عن ما هى اهدافهم لتحقيق ذاتهم .

 لماذا تريده  هكذا بالذات؟

الأبناء هم امتداد لنا والهدف من تربيتهم هو (ولد صالح يدعو له) ويعينه كذلك على الدنيا في الكبر.

ومن أجل الوصول برسالتنا إلى هدفها المرجو يجب مراعاة عدة امور:

 عدم التركيز على الاهداف الجزئية بصورة مطلقة وانما التركيز على الاهداف الاساسية ووسائل تحقيقها .

عند وضع اهدافي كأب / ام  يجب ان تكون تلك الاهداف تمثلنى وتتوافق مع شخصيتى و ايضا مع ابنى  .

 عدم استهلاك نفسى فى الأهداف الجزئية مثل عاوز اعلمه سباحة  ،عاوز أعلمه يرتب سريره ، عايزه متفوق مثل فلان و علان .. عايز يتعلم يتجاوب مع الآخرين (شخص اجتماعى زى ) ، لا يجب أن يكون التركيز الأساسي عليها

وأنما يكون التركيز على الأهداف الاعلى بل يكون جسمه رياضي وبنيانه سليم و يكون شخص يعتمد على نفسه

ويعرف مسئولياته ودوره في الأسرة و المجتمع ، تنمية مهاراته على تحقيق ذاته و بناء شخصية سويه تصلح لزوج و اب فى المستقبل .

لا اضع فى الرساله على الاشياء التى اريد تحقيقها انا و لا التحقيق فى ابنى ولكن ( انا مع ابنى ) .

 مريم توفيق

ماجستير فى  الصحة النفسية و الأسرية و التربوية

دبلومة العلاج المعرفى السلوكى

مدرب معتمد للأطفال و المراهقين

الصحة النفسية
مريم توفيق

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

تعليق واحد

  1. د.أمير فهمى زخارى

    بصراحه مقال من واقع الحياه فى مصر … شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.