السبت , أبريل 27 2024
عبدالواحد محمد روائي عربي

وتكتب الرواية مرتين !!

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي

لاريب نعيش في قلب السرد الروائي العربي القائم علي الشفافية وبث حكايات جوهرها الانتماء المجرد من كل الأهواء لعالم فيه لغة الضاد جديرة بالتوقف عندها دوما ودائما عندما تكون روايتنا الأدبية تجسد بعض من ملامحنا الشرقية التي فيها الإصالة والنقاء والقدرة علي تبني قدرات عقل يكتشف نفسه بوعي بعيدا عن إرهاصات العقل

السلبية والأفكار المتارجحة بين سرد ناقص وفلسفة وهمية في معادلته الثقافية المستنيرة التي هي فلسفة ضمير فيه تساؤلات روائية عربية تضعنا عند تماس النص وعبقية دروبها الاصيلة وعتباتها المفتوحة عبر محتواها الجدير بكتابتها بعيدا عن الانزالق السطحي في متاهات خزعبلية تفقد النص قدرته اللغوية علي بناء ثقافة رشيدة تؤمن كل الإيمان بقيمة الرواية الأدبية العربية في بلورة كل طريق يؤدي إلي الإيمان الدائم والفاعل بالوطن !!

إنها الرواية الأدبية العربية من المحيط إلي الخليج عندما تكتب مرتين مرة في عقل كاتبها

وهو يطوف بكل دروب عاصمته مدينته أو حارته أو أي ملمح من ملامح فرضت نفسها علي مشاعرة النابضة بالحب والبحث اليقيني عن محبوبته بين دروب التاريخ وبين عتبات بيت وشارع وطريق ومقهي ونادي وبحيرة

وخليج وعاصمة الخ لكي يهمس لنفسه بهذا الحوار الداخلي الذي لم يكتمل بعد في كتابة نصه الروائي لكون الرواية عندما تكتب في خيال مؤلفها تصبح بالفعل مثل جنين لم يولد بعد !! جنين ينتظر لحظة المخاض !!

لكون الرواية فكرة وقدرة علي بناء سرد عقلي يؤكد علي هوية من يحب ويعشق كل صور الحياة بكل متناقضاتها الشكلية والجوهرية والعبثية التي هي ترجمة صادقة لمعادلة عقل يمضي بين دروب وعتبات الرواية الأدبية التي هي في المقام الاول حكاية من حكايات وطن ! لذا كتابة الرواية في عقل من تمنحه تلك الصور مجتمعة تحقق متعة بناء نص قادر علي أن يكتب ورقيا في المرحلة الثانية أو عبر الوسائط الإلكترونية التي جعلت من النص طائرا

يحلق في ارجاء المعمورة دون حاجة إلي النشر في كتاب ورقي ربما يحبس تلك الفكرة ( الرواية ) حتي يخرج الكتاب للنور بعد شهور وسنوات طويلة ! لكنها الرواية التي فيها فسلفة المعني الذي يحقق بعض من غايات

المبدع الذي يعيش في زخم البيت العتيق والذكريات التي منحته بعض من طاقة متجددة تؤكد علي وجوده بين عالم الرواية الذي هو يقينا بلا حدود ويقينا كل اليقين هو الزمان والمكان والأنثي الملهمة الني سافر من أجلها ومعها إلي عالم

لا يراه غيره في رحلة البحث عن الكتابة الأولي للرواية الأدبية طي نص يؤمن أن الحب هو قلبها النابض بكل الوان الطيف التي جذبته مبكرا مع بالونات الاعياد والمناسبات السعيدة كرنفال من اعياد الميلاد وقاعات الافراح الخ لتقوده تلك البالونات الحمراء والصفراء والمزركشة بأطيافها السبع إلي عالم حبيبته التي يبحث عنها في خياله المثقل بكل ارهاصات عقل يفتش عنها حالما في دروب بيت ووطن عريق ! إنها معادلة الحب في الرواية

لأنثي مرت في خياله من خلال البالونه التي فيها شكل من اشكال من هام بها الروائي في مرحلة التحضير لكتابة روايته وهي اصعب مرحلة في كتابة النص الأدبي ( الأولي ) لأن تعثره في دروبها العتيقة وغير العتيقة وارد لا ريب لذا هي بحث دائم لكنه البحث الممتع عن حبيبته التي عانقها قلبه الفطري في اعياد الميلاد وحفلات الديار وأزهايج النفس التي فيها الأنثي المتفردة بضفائر شعرها الغجري شعاع لا يغادر عقل وقلب !!

وعندما تترفق به تلك الانثي لتلقي عليه نظرة من حرملك محرابها المقدس يكتب روايته المعذبة بكل شجون محب وعاشق ونداءات وطن ليري خياله وقد تحول لسطور ومعني اصبح ملك لكل من يقرأ هكذا فيما بعد المخاض فهما حقا الروائي والأنثي في معادلة فلسفية ! وهل تكتب الرواية اليوم مثل كانت تكتب من عقدين وقبلهما من الزمان والمكان بعدما اصبحت الأنثي بيننا في كل درب من دروب الرواية العربية ومعها في كلتا يديها الهاتف الذكي والرجل

هو الآخر لايقيم وزنا لبالونات اعياد الميلاد ! ( وتحضرني تلك الكلمات للفيلسوف اللبناني الاستاذ كمال الحاج في موسعته الفلسفية عن تلاحم الادب والفلسفة الذي يجعل من الادب ادبا خالدا في محتواه اللامحدود

ويقول ادب لا يتفلسف وفلسفة لا تتأدب يبقيان بدون بقاء لأن كل منهما واجب وجود للأخر

وهذا يعني فلسفة الادب هي ذاتها ادب الفلسفة هي نزوع إلي تلميح الغيب في كل منظور وإلي تكشف

مادة النهاية في نهاية المادة الروح الفلسفية تبني حكاية النفس من جديد من دون ان تشكو مللا ويكمل الادب الخالد هو الذي تحرقه )

يقينا للرواية شكل عميق من اشكال الفلسفة عند كاتبها في نداءها الاول القدري غير المحدد بموعد والذي يحرك الكاتب الروائي ناحية البالون الذي هو حكايته الاولي مع الأنثي في الاعياد عامة وكل مناسبات الفرح والسعادة والشقاء ومن ثم يتوالي البحث الشاق عن بيتها السعيد حتي لو لم يحظي بحبها اواهتمامها يكفيه انه طرق هذا البيت ونظر إلي عينيها بعد طول بحث وجهد طائلة الوحيد الحب والوطن !!

أنها فلسفة ان تكتب الرواية مرتين من رحم عالم فيه كل نداءات الانثي سكن لقلب وعقل وكتاب نقرأ فيه كل حكايات من عشقها من سافر من أجلها متكبدا مشاق لا حصر لها إلي عواصم وطن .

عبدالواحد محمد روائي عربي

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.