السبت , أبريل 27 2024
السينما المصرية
توجو مزراحى المخرج المصري

رائد الإخراج السينمائي الفنان المصري العريق توجو مزراحي في تصريح نادر جداً له حول فيلمه البديع ( أولاد مصر )


إعداد / الشاعرة المصرية الأرستقراطية والكاتبة الراقية النبيلة هند الرباط

يُعتبَر أمير السينما وفارسها المتفرد المخرج الفنان المصري الأرستقراطي الراقي النبيل توجو مزراحي المؤسس الحقيقي والرائد الفعلي لفن الإخراج السينمائي في مصر والعالم العربي  ، فلقد كان أبرز وأكثر السينمائيين غزارة في الإنتاج في عصره على امتداد مسيرته المهنية المثمرة التي دامت ستة عشر عامًا في صناعة الأفلام المصريّة ، من عام 1930  حتى عام 1946 .

ولقد كانت مصر الدولة العربية الأكثر إنتاجاً في السينما، وكان اليهود والمسيحيون والمسلمون المصريون من روادها في الثلاثينيات.


من القرن الماضي ، فكان للأستاذ العظيم توجو مزراحي دور فعال ورئيسي في تأسيس صناعة السينما المصرية منذ الثلاثينيات وحتى نهاية الأربعينيات، وعندما قامت دولة إسرائيل

كان الفنان المصري الأصيل توجو مزراحي وغيره من اليهود المصريين جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري.

لذا وقف الفنان المصري الوطني الشريف توجو مزراحي وآخرون من يهود مصر الوطنيين الشرفاء مواقف مشرفة لاعتزازهم وفخرهم بكونهم مصريين وطنيين، ولقد كان تطوّر صناعة سينما مصرية وطنية مصدر فخر كبير للسينمائيين المصريين، وللنقّاد وللمشاهدين معًا في وسط مرحلة كفاح ضد الاستعمار.

ولقد اعتبر الفنان المصري الكبير توجو مزراحي نفسه ملتزمًا بهذا الواجب الوطني، ولهذا مهَّد المخرج الفنان الكبير توجو مزراحي لأهم التجارب السينمائية في مصر والعالم العربي

حيث اهتم بإرساء مؤسسات فعالة لتحويلها إلى صناعة راسخة الأركان سواء في سنوات تألقه أو بعد رحيله مُرغَماً عن مصر التي أحبها من أعماق وجدانه ، فقام بترسيخ جميع مقومات النجاح والتفوق في مجال صناعة السينما

فهو صاحب أول ستوديو سينمائي في الإسكندرية والذي شهدت بلاتوهاته إرهاصات صناعة السينما هناك ، حيث قام بإنشاء أول ستوديو سينمائي خاص به يحمل اسمه “ستوديو توجو” لإنتاج الأفلام الروائية الطويلة، وشركة إنتاج سينمائي بإسم ( شركة الأفلام المصرية )

وسرعان ما أصبح مِن أهم وأبرز الفاعلين في هذا المجال، فبدأ باستقطاب المواهب مستفيدًا من حالة الانتعاش الثقافي التي عاشتها مدينة الإسكندرية في تلك الحقبة نتيجة التنوع الكبير في الأعراق التي قطنت المدينة في ذلك الوقت…

السينما المصرية


وفي عام 1933 أنتج الفنان الكبير توجو مزراحي وأخرج وكتب قصة فيلمه البديع ( أولاد مصر) بإسم أحمد المشرقي ، ولقد قام بتجسيد دور البطولة فيه أمام الممثلة جَنان رفعت  وشقيقه فليكس الذي كان يمثل أيضا بالفيلم تحت إسم  مستعار هو عبد العزيز المشرقي.

وحينما سأل أحد المراسلين الصحفيين الفنان الكبير توجو مزراحي عقب تصوير الفيلم عن المغزى الذي يقصده المخرج الفنان الكبير من فيلمه المتميز ( أولاد مصر ) فأجاب قائلاً : ( فيلم أولاد مصر يتناول مشكلة اجتماعية مهمة وهي مشكلة الفوارق الطبقية )

ثم استطرد قائلاً : (حرصت من خلال قصة الفيلم تناول تلك المشكلة الاجتماعية من أجل إيجاد حل لها )

وحينما سؤل عن سبب تسميته الفيلم ب ( أولاد مصر )

فأجاب قائلاً  :  نحن في مرحلة كفاح ضد المستعمر ولهذا أردت إبراز الهوية المصرية ودعمها وتعزيزها من خلال إسم الفيلم )

ثم استطرد الفنان المصري الكبير والأصيل توجو مزراحي قائلاً : ( أحرص دائماً أن تكون أفلامي انعكاساً

للثقافة المصرية بشكل عام وثقافة التسامح بشكل خاص لأن مصر بشكل عام والإسكندرية بشكل خاص

تعيش فيها جنسيات وأديان مختلفة ولهذا أحرص على بث رؤيتي الثقافية والسينمائية والأخلاقية والإنسانية

من خلال أفلامي ، وأؤمن بثقافة التسامح وقبول الآخر واحترامه وأرفض التمييز سواء من حيث الدين أو العرق أو الطبقة الإجتماعية)  .

وبشأن قصة فيلم أولاد مصر يقدم لنا الفنان الكبير توجو مزراحي قصة أحمد ابن الرجل البسيط ، الذي يلتحق

بكلية الهندسة ، يقوم بدور (أحمد ) الفنان الكبير توجو مزراحي ، يُعجَب أحمد  بدولت شقيقة زميله في كلية

الهندسة ، تقوم الممثلة جَنان رفعت بدور دولت ، وبعد أن يتخرج أحمد بدرجة إمتياز، يتقدم للزواج من دولت ، لكن الفارق الاجتماعي بينهما يجعل والدها يرفض فكرة زواجهما لأن والد أحمد كان يعمل على عربة كارو

لم يكن أحمد يتصور أو يتوقع أن مهنة والده ستكون حجرعثرة أوعقبة في طريق زواجه ، خاصة أنه الفتى المتفوق علمياً وثقافياً وأخلاقياً ، فيُصاب أحمد بأزمة نفسية تجعله يفقد الذاكرة ويُنقل على أثرها لمصحة علاجية.

تبذل دولت جهداً كبيراً هي وشقيقها لمساعدة أحمد على الشفاء ، ينجحان في ذلك وينتهي الفيلم نهاية سعيدة


هكذا يتمكَّن الفنان النبيل توجو مزراحي عبر أفلامه الهادفة البديعة والمتميزة دائماً مِن التوصل بعبقرية

إلى التماهي مع الصراع الوطني المصري ، لأنه مصري الروح والوجدان والضمير ، فلقد كان مصرياً صميماً

وأصيلاً روحاً ونبضاً ووجداً ، إنه الشخصية المصرية الوطنية الراقية المضيئة العريقة والأصيلة المرتبطة بتاريخ مصر العريق وبتراثها الفني والحضاري والإنساني , وستبقى ذكراه الحبيبة العاطرة باقية ما بقيت الحياة وما بعد الحياة
 

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.