الأربعاء , مايو 1 2024
عصام الجوهري

من يفعل هذا ؟ (2). هل الله سبب أوجاعنا ؟!!

بقلم /عصام الجوهري

وقف الواعظ الشهير في الجنازة الرهيبة لشاب صغير يحاول أن يعطي كلمات تعزية وراح يقول في ثقة يحسد عليها : إنّها إرادة الله ..يجب أن نتقبّل الشر من يد الرب .. يجب أن نسلّم بأمر الرب ومشيئتهإنّ الله يفعل هذا لحكمة قد لا

ندركها الآن..إنّ الرب إذ أحبَّ ابناً أدّبه بشدة ..وهنا تعالت صرخات الأم الثكلى وهي تبكي وحيدها:_وأنا ربنا

بيكرهني كده ليه ؟ وليه بيأدبني بالطريقة الوحشية دي ؟ أيه الإله القاسي ده ؟

هو مفيش في قلب ربنا ده رحمة ؟ فصمت الواعظ .. وصرخ البعض في وجهها :حرام عليكي الكلام ده

انتي كده هتكفري .. ماتفقديش ايمانك .. استغفري ربنا وخرجت أنا من الجنازة وصرخات الأم

وكلماتها مازالت تدوّي في رأسي :_هل الله قاسي لهذه الدرجة ؟هل يؤدّب بكل هذا الغضب ؟

هل يقتل ليؤدّب ؟

كيف نكون نحن البشر أكثر محبّة وحنان من الله إن كنت أنا وأنا أبٌ بشري لا يمكن أن أؤدب ابني بأذيته

هل لكي يؤدب الأب ابنه يذهب الي معهد الأورام ويحضر إبرة ويحقنه لينتشر السرطان

في جسده كنوع من التأديب ؟

هل يحطم الأب كبد ابنه أو قلبه كنوع من التأديب ؟ هل يمكن أن يوصي الأب جماعة من الأشرار

بضرب ابنه واذلاله ليعلّمه ويؤدبه ؟؟ اعلم أن إجابة كل هذه : مستحيل أن نفعل هذا لأولادنا

أيّاً كانت حالتهم وعصيانهم علينا ؟؟فكيف إذا يا أحبائي تقبلون هذه الفكرة عن الله ؟؟ هل نحن أكثر حُبّاًمن الله ؟

هل نحن أكثر رحمة ولطف من الله ؟ لقد دافع السيد المسيح عن الله أبوه ضد هذه الفكرة الشريرة اسمعوا

ماذا يقول :”فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!” (مت 7: 11)

الله يهب خيرات فقط لا يعطي أمراض ولا يقتل أحداً ولا يسلّم أحد الي الضيقة إن كانت تلك فكرتنا عن الله

فنحن أسوأ من العبد صاحب الوزنة الواحدة الذي وجّه حديثه الي سيده ( الله )

قائلاً:”ثُمَّ جَاءَ أَيْضًا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ، تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ، وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ.” (مت 25: 24)

نحن نرى الله قاسي ظالم وغير حكيم يفعل كل الأمور لإتعاسنا وحزننا لقد أعطانا الله لمحة من حب الأبوة

لديه فصرنا نحب أولادنا بهذا الحد أما حب الله لأولاده فهو حب غير محدود غير مشروط

هو حب agape اغابي أي حب بلا مقابل والسؤال الأهم ألم يقل الكتاب إنّ الله يؤدب وهناك تأديبات إلهية ؟

فكيف إذاً يؤدّب الله دون أن يؤذي ؟ ما نوع التأديب الإلهي إن لم يكن بالمرض والضيقة ؟

والأهم من المسؤول عن كل هذا الحزن والألم والوجع إن لم يكن الله ؟؟

انتظرونا

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

أَرْبَعاء أيّوب فِي ضَوْءٍ الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ

 د.ماجد عزت إسرائيل أربعاء أيوب طبقًا للتقويم الميلادي يوافق يوم ١ مايو ٢٠٢٤ أي  رابع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.