الإثنين , أبريل 29 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

أين هي عيونكم

ماجد سوس

في خضمّ ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي والميديا والذكاء الاصطناعي ووسائل التكنولوجيا، باتت حياتنا نحياها في عالم افتراضي مليء بالصخب والضجيج، مُفعم بالخلافات والاختلافات التي تُولّد الخصومات التي قد تفقد

الإنسان سلامه الداخلي وتأججت مشاعر كراهية بين البعض وظهر أتباع فلان أمام أتباع علان

وأطل علينا معيار الروح وهو المحبة وكأنها ثانوية لا حاجة لهم بها.

وتبارى نفر في هجاء البشر وآخرون في مدحهم.

وآخرون في التجارة بالإيمان والعلوم اللاهوتية الجافّةً الخاليةً من روح المسيح المتضع وديع القلب، يتصيدون أخطاء الناس ناظرين عيناً على ذواتهم وعيناً على المخلوق لا الخالق، فراح البعض يلهث وراء الغيبيات

والمعجزات وحق للرب يسوع أن يقول: ” جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ” (مت 16: 4) بينما هُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا!” (مت 12: 41).

ماذا حدث يا شعب المسيح لماذا حولتوا عيونكم عن الخالق. أتذكر يوما أن صليت قداسا في إحدى الكنائس يوم الأحد وهو يوم عطلة رسمية وكان عدد الحاضرين قليلا جدا، على غير العادة.

قبل العظة، سأل الأب الكاهن أحد الشمامسة عن سبب عزوف الناس عن الحضور اليوم.

فأجاب الشماس وقال: ” أصل شال القديس فلان موجود عند الأخ فلان، اليوم فقط، فالشعب ذهب إليه ليتبارك منه”

هنا ظهر الحزن الشديد على وجه الكاهن وقال بتأثر شديد: لا أصدق، هل ترك الشعب المسيح يسوع على المذبح

وذهب وراء شال، أنا حزين وبعد كلمات عتاب أخرجها من صدره أنهى العظة.

حكي لنا ابونا المستنير المثبتة عيناها على الرب يسوع القمص تادرس يعقوب أنه يوما

زار بيت الكنيسة في أبو تلات ووجد المسؤول عن البيت يضع صورة كبيرة لمارجرجس

وبجواره صورة لأبونا القديس بيشوي كامل، فسأل الخادم، لماذا لا تضع صورة للمسيح يسوع فوقهما

فكان رد الخادم غريبا جدا استوقف أبونا حين قال له عذرا يا أبي لم يأت على بالي، بصراحة نسيت.

فقال له منفضلك ضع صليبا وصورة للمسيح ثم يعلق أبونا قائلا، أحيانا أزور بيوتا أجدهم

يضعون صورة كبيرة لقديسين ولا يتذكرون أن يضعوا صورة للمسيح.

منذ عدة سنوات ومع الانتشار الكبير لكتب المعجزات، خشي أبونا تادرس يعقوب أن يسرق البعض

مجد المسيح فقرر قرارا جريئا لا يقدر عليه سواه وهو أن يمنع بيع كتب المعجزات في كنيسة مارجرجس باسبورتنج وطلب من القائمين على المكتبة بيع كتب سير القديسين وسير الشهداء

والكتب الروحية والآبائية بجانب الكتاب المقدس وتفسيراته، حتى لا ينسى شعب المسيح أن المعجزة الفردية

عمل شخصي مادي لغرض معين

أما المعجزة العظمى هي فداء المسيح وخلاصه وتقديمه جسده ودمه لنا على المذبح كل يوم.

مع انتشار ظاهرة المزارات والتماثيل وعرض المتعلقات الشخصية حتى الأحذية والسيارات، بل

وأجزاء من شعر المنتقل.

حذا أبونا تادرس يعقوب وكهنة كنيسة مارجرجس حذو الأب متي المسكين الذي رفض أن يدفن

داخل سور الدير الأثري لئلا يقام له مزارا بل ورفض أن يدفن أسفل المذبح وقال كيف للجسد الفاسد

والعظام التي يأكلها الدود أن توضع تحت مذبح الرب المعطي الحياة، أصدر أبونا تادرس يعقوب

ومع كل كهنة كنيسة مارجرجس باسبورتنح بيانا وقعوا عليه بل أكثر من هذا أصدر بيانا أمهروه بتوقيعهم

بأنهم لا يريدون أن يقام لهم مزارات ولا أن تكتب عنهم كتب بعد انتقالهم، ليبقى المجد للمسيح وحده.

آبائي وأخوتي الأحباء لنرفع عيوننا ناحية المشرق ولنثبت عيوننا على يسوع المسيح، رئيس الحياة ومكمله

(عب ١٢ :٢) ليكون له هو وحده المجد والكرامة ويكون هو محور حياتنا وحديثنا وتسبيحنا

ولنحيا معه كما عاش آبائنا وقديسونا مثبتة عيونهم عليه هو وحده، حتى لا نغرق كما كاد أن يغرق بطرس

حين أنزل عينه عن عين المسيح.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.