الإثنين , يونيو 17 2024
المرأة

حلمٌ طويل

ابتسام سلامة

السلامُ عليكم أيُها الحكيم : ياااه !! أين كنتى ؟! وماهذه الغيبةُ الطويلةُ؟!! كنتُ فى الدنيا أقعُ فيها وانهضُ من جديدٍ وأقعُ وانهضُ مره أخرى وهكذا كنتُ فى البحرِ تحدُفنى أمواجاً من مكانٍ لمكانٍ أبعد كنتُ فى السماءِ أطيرُ

وأحلقُ مع الطيورِ وفجأه أجدُ نفسى واقعةٌ على الأرض مرةٍ أُخرى كنتُ مع الناسِ أحبُ أن أقضى وقتاً

معهم وفجأه أجدُ نفسى وحيدةٌ وأفضلُ العزلةَ بعيداً عن كل البشر وأينَ حبيبُك وسط كل هذا الزحام ؟

لا أعلمُ يا حكيم أهو أيضاً حقيقةُ أمْ سراب ؟! أوقاتٌ يجعلُنى ملكةً على عرشها وأميرةٌ وهو أميرى، اتنفسُ بهِ ولا يفارقُنى إلا عندَ النومِ وإن لم نتكلم يقولُ لى يكفينى أشمُ رائحة أنفاسُك ، حتى فى أحلامى كانَ لا يُفارقُنى

أنامُ على صوتهِ الدافىءُ العذبُ و أستيقظُ من نومى على رناتِ هاتفه لى لاسمعُ منهُ أجمل صباحٌ

تشرقُ معهُ شمسُ نهارى ، وتتفتحُ معهُ الورودُ و الأزهارُ ، وتصفا معهُ السماءُ

هذا كلُهِ بمجردِ سماعَ صوتهِ فى الصباحِ

فأجمل صوت تسمعهُ أذنى فى أول رنة هاتف منهُ ، وبين كل هذا وذاك لا يقطعُ عنى رسائله طوال اليوم

بأجملِ وأرقِ كلام الحب لى مع أغانى عشقٍ كانت تُفْرحنى كثيراً ، كنتُ أشعرُ اننى لا اُفارقُ عقله

وقلبه على الرغم من انشغاله المستمر بعمله ومسؤولياته واعبائه التى يتحملها وحده إلا

إننى كنتُ أولَ اهتماماته وأغلى ما يملُك كنت أشعر معهُ إننى دائما طفلتهُ المُدلله وعشيقته وصديقتهُ

واختُه ونفسه وعقله وقلبه ونبضه بلْ صدقنى كنتُ أشعرُ معهُ بأكثرُ من هذا ، شعورٌ رائعُ لا يُوصف ولكن !!

ولكن !!! ولكن ماذا ؟!!

لم يعُد معى كما كانَ ، تغيرَ لم يعُد هوَ حبيبى متى أحسستى معهُ بهذا التغيّر ؟ مع مرور الأيام بيننا

عندما بوحتُ لهُ بكلِ مشاعرى تجاهُه ، واعترفتَ لهُ اننى لا أستطيعُ العيشَ بدونهِ وبدون صوته

وأنَ حبِه أصبحَ ادمانى وانهُ انفردَ وحدُه بواقعى وأحلامى ولا أستطيعُ العيشَ فى بعده ولا أحيا إلا بقربه

وعندما اهتزت ثقتى بنفسى أمامه وتركتُ كل العالم وارتميتُ فى أحضانه فهمتُكِ يا بسمةُ الابتسام:

تغيرَ عندما امتلكك كُلِك عقلك وقلبك ووجدانك وكل كيانك (هكذا هى طبيعةُ البشر يا بنيتى )

طبيعة البشر أم طبيعة كلِ الرجال قلْ لى يا حكيم ؟ أيُهما أقوى فى عشقه الرجل أمْ المرأه ؟

و أيُهما أصدقَ فى حبه ؟ أتُريدينَ الحقيقةُ ؟ بالتأكيد : انى اثقُ بكْ ، و أُصدقُ كل كلامك الرجلُ أقوى

فى مشاعره عندما يعشق، لأنَ طبيعة المرأةُ تعشقُ بقلبها قبل عقلها عكس الرجل يعشقُ بعقله قبل قلبه

وليس من السهل أن تمتلك مرأه عقل رجل وبطبيعة المرأه هى مخلوقة حساسةٌ فى مشاعرها تُحب الإهتمام

والأمان ، و إن فقدت اياً منهما مع عشيقها تستطيع أن تنتقم منهُ بالبعدِ عنهُ ، وتحولُ عذابِها فى بُعدِها عنهُ

إلى قوة إراده منها تتحدى بها حتى نفسها ، فالمرأةِ كالأسد جبارة فى انتقامها لكرامتها

أما الرجل فى عشقه كالطفل يرتمى فى أحضان عشيقته باكياً ويتجرد معها من كل شىء حتى كرامته

فهوَ كالطفل دائما مع عشيقته وفى كل الأوقات أما المرأه تتجسد معهُ فى الطفله والأم والأخت والحبيبة والعشيقة

والزوجة والصديقة مع كل وقت اسمعي نصيحتي لكى كما اعتدتُ منكى يا بسمةُ : إذا كنتى عشقتيه اصبرى

عليه والتمسى لهُ الفَ عذرٍ وعذر ، وحاولى أن تعيدى طفلك إلى حضنك من جديد و بذكاءٍ دافعى عن حبِك

وعشقك لهُ ، وإذا نفذَ صبرك ابتعدى دونَ رجوع فى قرارك ، ولكن لا تتسرعى أيضاً بالحكم عليه

فربما تكاثرت عليه ضغوط الحياة والأعباء والمسؤليات التى يحملها على عاتقه وحده كما قلتى لى من قبل

دونَ أن تشعرى

انتى بها كونى مصدر حنانه وحبه وأمانه كونى أمه واختِه وكل كيانه خففى عنهُ أحزانِه وتحملي معهُ أعبائِه

لا تتخلى يوماً عنه لانكى لم تجدى إلا كل جميلٍ منه لا تنسى يوماَ تضحياتِه وانكى كنتى اول اهتماماتِه

كونى دائماً مصدر ثقتِه و كاتمتٌ لاسرارِه ياااه يا حكيم : كم ارحتُ قلبى بكلامُك

وفجأه : استيقظتُ بعد نومٍ عميق وكلامُ الحكيم يردده لسانى وانا اتساءلُ مع نفسى أهذا حلمٌ طويلٌ رأيتهُ

فى منامى ؟؟؟!!!!!

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

العِميان وبطريرك هذا الزمان

ماجد سوس ما قام به قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك هذا الزمان من تطوير وإصلاح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.