الإثنين , أكتوبر 14 2024
صورة تعبيرية
فتاة ترسم

صورٌ خيالية مزيفة

ابتسام سلامة

كم من شعورٌ مؤلم يمر بنا يكون بمثابة صدمة تجعلك فى كثير من الأحيان أقوى

كم منا يحاول إخفاء شعور بداخله يحن إليه ويشتاق له عندما يظن أنهُ وجد من يحيى هذا الشعور والإحتياج له

كم منا رسمَ صورةِ فى خياله لشخصِ ما وقدس هذه الصورة بعد أن اتقنَ رسم ملامحها وقلبها

وخُيّلَ له أنه يعرفها من سنين مضت ويرتمى فى أخضانها ويحكى لها كل يوم عما بداخله

وما يمر به من حزن و فرح ويشعر معها بأجمل شعورُ عفوى وارتياح نفسى خاصة

ً وإنْ كان هذا الشعور الرائع لا يتنافى مع إرضاء الله والضمير و كأن الله ارسل لك هذه الصورة

لتطبطب عليك بحنان بعد معاناة وشقاء سنين ، ولكنى لم أتوقع يوماً أن هذه الصورة المثالية

التى قمت برسمها أنا بيدى وتحديتُ بها كل منْ حولى وقدستها هى نفس الصوره التى كانت سبب

فى صدمتى بقوة أتصدقونا أنها كانت صورةٌ مزيفه خاطئه ؟!!!!!

نعم للأسف هذه هى الحقيقة المؤلمة فقد أخطأتُ فلأول مره أصبحُ غبية ومتسرعة

ويخوننى ذكائى وعقلى وقلبى وإحساسى

نعم فقد كانت متناقضة مع الواقع كنتُ أدقق النظر فى صاحب هذه الصورة فى الواقع والصورة

التى رسمتها فى خيالى واسألُ نفسى : كيف؟ ولماذا ؟

كيف أخطأت رسمى لك ؟

ولماذا اخترتُك انتَ لرسم هذه الصوره ؟

ولكننى أدركتُ لوهلةٍ انه ليس خطأه وذنبه فأنا وحدى المذنبه والخاطئه

وقررتُ أن أجلد نفسى و أعقابها بكل قسوه وادفع ثمن خطأى ولأول مره اتحدى نفسى بهذا الشكل

فأمسكتُ بالصورة وبكل قوة وجبروت كسرتها بداخلى لأجزاءٍ صغيره جداً

وبعدها تنهدتً تنهيدةُ ارتياحٍ وطبطبتُ على نفسى بكل حنانٍ وهدوءٍ وقلت لها

(الصدمةُ التى تضعفك حوليها لقوةٍ ودرسٌ لكى فى حياتك )

( لا ترسموا صورٌ فى خيالكم لأحدٍ ابدا فلا أحد يستحق أن يكونَ مثالى إلا أنفسكم ثم أنفسكم ثم أنفسكم )

خذوا من قصتى عبره لكم ولغيركم

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الطعم الذى بلعه الطيبون

كمال زاخر الاثنين ١٤ أكتوبر ٢٠٢٤ * دعونى افترض ان هناك اشخاص يخالفون الكنيسة فى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.