علق الناشط المعروف باسم الجنوبي على اعتذار الدكتور ماهر صموئيل بعد تكفيره للفنانة شيرين عبد الوهاب ووصفه أغاني الفنانة شيرين عبد الوهاب بـ “الهرطقة” وتكفيره لها بأحد مقاطع الفيديو خلال الأيام القليلة الماضية
فائلا
في الحقيقة د. ماهر صموئيل عمل مشكلة ثقافية أكبر باعتذاره، إن سمينا كلامه “اعتذار”
أصلا، لأنه فعليا اعتذر عن معايرة شيرين عبد الوهاب بإنها “مطلقة” فقط!
بينما في مسألة “تكفيرها” مثلا فصيغة كلامه فيها تبرير لغوي بإن ده “يصح”
فاتحا المجال لكل من هب ودب.المجتمع البروتستانتي الإصلاحي اللي كان بيفخر بالأداء الحركي
والفن في الترانيم اللي بيوصل لمرحلة الرقص حرفيًا، بدل ما يدافع بشجاعة عن مساره التنويري
انضم لقافلة التخلف! والأسوأ على الإطلاق هو الموقف الشعبوي الإنجيلي اللي بيدافع
عن د. ماهر صموئيل ومسحنة المجال العام و”تديين” الغناء في حين إنه ضد أسلمة المجال العام مثلا
أيضا ازدواجية مقززة جدا الصراحة إن “شعب” احترف في السنوات الأخيرة الهجوم على رجال الدين الأرثوذكس، ووصل للسخرية من بعض الممارسات الدينية الكلاسيكية
مازال طفل في تقبّل النقد ولا يري بشكل موضوعي لمجرد إن “الرجعي المتخلف” المرة دي من تبعنا!!
د. ماهر صموئيل غير مدرك حتى الأن إنه إنتقد كلمات الشاعر “أمير طعيمة”
وأن شيرين هي المؤدية مش الكاتبة! رجل دين مركز مع النساء فقط
فإنتقد كلمات أغنية عاطفية لا علاقة لها بكنائس ولا مساجد ، واصفا إياها بأنها “كفر”
لطالما الحب موجة لغير الله وموجة لإنسان.. كيف “حب عاطفي” يصل لهذا القدر؟
الحب المبالغ فيه ده لله وحده! (وخلي بالك ده رجل دين بتاع دين بيقول “أحبوا أعدائكم”.. مش أي دين يعني!!
قابل وقعد بقى مع أصوليين الأديان التانية لما يستجدعوه ويحبوا يزايدوا عليه!)
أيضا بقية العظة هي كارثية! الرجل الطبيب النفسي غادر “شرف المهنة”
واستخدم مهارات التحليل الفرويدي على خدام الكنيسة! يعني على ناس أسوياء لم يطلبوا
علمه الخارق وﻻ نبوته عليهم، للوصول لنتيجة مفادها إن كثير من كاتبي الترانيم في حب الله
هم فشلة اجتماعيًا فبيوجهوا “كلام الحب” لله في حين إن الكلمات -شق هو عن صدور كاتبيها
فوجد إن كل واحد مشاعره وضميره لحبه الرومانسي الضائع، وطبعا الله وفق النظرة صار مجرد كوبري
للعشاق، وقابل مع الغيورين على الله، وحماة “حق الله” مش “حقوق الإنسان”!
أنا حتى الأن لا أفهم غير إن ده شكل ديني رجعي ذكوري جبان جدا وسطحي جدا ويعادي الفنون والحب
وجميعها أشياء اعتدنا عليها من رجال الدين في أي دين ويذكرنا بالشيخ كشك وشتائمة لأم كلثوم
وعبد الوهاب، أو حتى الأنبا بيشوي مطران دمياط الأسبق في خضم إتهاماته للدكتور جورج حبيب بباوي
حينما وضع ضمن الاتهامات الدينية: التشجيع على مشاهدة الأفلام العالمية!
المفجع إن د. ماهر صموئيل ليس بالقس وإنما علماني وأيضا طبيب نفسي، وتخصصه أمراض عصبية! ومن المفترض إنه مطور برنامج تدريبي للأطباء والصيادلة!!
فيما يعني أنه من البارزين المستخدمين للمنهج العلمي الاستقرائي.. البارز الذى يعاقب “امرأة”
على كلمات “رجل”، وبيعاقب كتبة الترانيم ويعمل لهم اضطرابات نفسية بعد ما قدم الإعلاء والتسامي
على إنه دلالة تعلق وفشل عاطفي، مفصحًا بذلك عن كمية أمراض محتاجة علاج نفسي،
مش اعتذار استعراضي بإيد ورا وإيد قدام!!
نص اعتذار الدكتور ماهر صموئيل
أود قبل أن أشرح موضوع هذا الفيديو أن أؤكد على أمرين، وأعتذر عن خطأين
أولا: أؤكد على احترامي الشديد للفن عامة، وللغناء الذي يرتقي بوعي وكيان الإنسان شعورا وفكرا وخلقا.
ثانيا: أؤكد على أني أقدس الحب الرومانسي، وأراه نعمة من نعم الحياة، بشرط أن يوضع في مكانه الصحيح.
أما الاعتذار الأول، فهو خطأى في استعمالي لكلمة “كُفر”، وعلى الرغم من صحتها لغويا في هذا السياق
فالكفر هو تغطية الحق بالباطل وتعني في هذا السياق تغطية الحق، وهو الاحتياج للإله ليعطي معنى الحياة
بباطل هو كفاية المحبوب لذلك، لكن بلا شك قد جانبني الصواب في استعمالها بسبب دلالتها عند المستمع العربي
اذ ارتبطت بالعنف والخروج عن الدين وهذا ما لا أقصده قط ( زلة لسان خجلت من نفسي بسببها)
والاعتذار الثاني، هو أني اخطأت اذ استطردت في التأكيد على فشل هذا النوع من الحب الكارثي
وتعميم انتهائه بطلاق من يتغنون به، مما يسيء للمغنية، والإساءة لإنسان هي خطية في حقه
وفي حق الله، (سقطة غير مقصودة، أرجو من المُساء إليه العفو، ومن ربي المغفرة )
هذا الفيديو مقتطع من محاضرة لي بعنوان “الإنسان كائن عابد ضل الطريق”.
كنت اتكلم عما يسمى حاليا الحب الكارثي، وهو نوع من الحب يجعلنا نتوقع من الجنس والرومانسية
أن يمنحانا التسامي والمعنى اللذين كان البشر يستسقيانهم قديما من الإيمان بالله.
يتكلم إرنست بيكر عن هذا الحب في كتابه “إنكار الموت” في الفصل الثامن تحت عنوان الحل الرومانسي
مشيرا إلى انتشاره بعد استبعاد الإله من السردية الغربية.
وقد أكدتُ على هذه الفكرة لأني أؤمن أن هناك فراغ في قلب كل إنسان لا يملأه إلا حب الإله
وهذا هو جوهر العبادة.
وإذا تحول الإنسان بعيدا عن الله لن يكف عن أن يكون عابدا، وسيظل يبحث عن الحبيب المعبود.
ولأن أقرب التجارب الإنسانية إلينا التي تتشابه في حميميتها مع العبادة، هي الحب الرومانسي
يخطئ المحب ويتوقع من محبوبه حالة الامتلاء التي لا يحققها له إلا الحب الإلهي.
هنا يُحَمِّلُ المحبُ محبوبَه بما لا طاقة له، إذ يجعله إلها معبودا.
وعندما يفشل المحبوب في ملء فراغ المحب، لا يرجع المحب هذا لخطأ توقعاته، بل لعجز هذا المحبوب بالذات فيغيره أو يعيش مكتئبا إن عجز عن تغييره.
وقد قدمت تأكيدات لهذا الفكر من مفكرين عالميين أخرين مثل إريك فروم (فن الحب}
وداڤيد فوستر والاس (إنه ماء) وغيرهم.
وقدمت أمثلة لأغاني رومانسية يغنيها عرب وأجانب منها هذه الأغنية
وأغنية “Because you loved me” by Celine Dion
وعندما شرحت هذا إنما قدمته من قلب متألم لكثرة ما أرى من نساء ورجال
يتم استغلالهم أسوأ استغلال، في علاقات بدأت رومانسية وانتهت سامة، حياتهم تتحطم
وإنسانيتهم تُهدر بسبب هذه العلاقات لكنهم يستمرون فيها لأنهم يخشون العيشة بدون معبود.
وعلى العكس رأيت رجالاً ونساءً يهدمون عائلاتهم بالطلاق بدون داعي، لمجرد عجز الشريك
عن أن يكون إلها يملأ فراغ الحياة.
وقد ركزت على الأغاني بالذات لأهميتها القصوى في تشكيل العقل الجمعي لشعب ما
ولأني أؤمن بمقولة المفكر الأسكتلندي أندرو فليتشر الذي قال
“أعطني أن أكتب أغاني شعب ولن أعبأ بعد هذا بمن يكتب دستوره”.
للأسف فريسي العصر
النفاق والتظاهر
خلينا ايه لأكثر المتشددين ضيق أفق
أعيد انه الرياء
وشكرا علي كل كلمه في المقال