تهنئة قلبية لكل المسيحيين بمصر والعالم كله ببدء رحلة الصوم تبدأ بصوم ( يونان النبى لمدة ثلاثة أيام من ثم يليه الصوم الكبير ) يعيدها الله علي كل الشعوب بالخير والبركة والسعادة ويمتعنا جميعنا بالصحة والعافية وتختفي الحروب ويعم السلام والأمان .
“يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!” (رو 11: 33).
منذ سقوط الإنسان الأول في الخطيئة ولمحبة الله للبشرية المحبة التي فاقت وتفوق أي حدود وزمن ومكان كان ورحمته وعدله كانت له خطة عجيبة فداء وخلاص البشرية جمعاء صارت في سلسلة وتبسيطها لكي يستوعبها الإنسان .
من سلسلة الخطة :
يونان النبي يعد من ضمن سلسلة خطة الله لخلاص البشرية قبل الميلاد العجيب للرب يسوع المسيح
ورحلة تعليمه ومعجزاته وعذابه وصلبه وموته وقيامته من بين الأموات وصعوده للسموات .
تأمل
نتأمل في ذلك لنتذكر و نتيقن في مدى علاقة الله نحو الإنسان ؟ وعلاقة يونان نحو الله وأخيه الإنسان ؟
يونان النبي وعلاقته بالله والبشرية :-
كان يحب الله وكل المؤمنين بالله من اليهود ولكن غيرته علي الإيمان دون التوسع في فهمه الشامل
للمحبة جعلته أناني متعصب لإيمانه فولدت داخله خوف دفعه بمحاولة الهروب من الله .
حين أمره الله يذهب إلي نينوى وينادي بينهم بالتوبة وتحذيرهم من الشر العظيم بمختلف أنواعه
وأشكاله قائلاً لهم الله يريدكم قديسين كما هو قدوس.
ففي هذا الأمر نجد يونان لغيرته تسرب إليه الخوف وأنه لا يضيع وقته مع هؤلاء الغرباء في توجهه
للأمم يعني رفض الله لليهود الذي هو منهم! لذا حين سافر في السفينة قال للبحارة ذاهب لترشيش
ونام نوم عميق لأنه كان متعب من رحلة سفره إلي شاطئ البحر من يافا ظننا أن الله لا يراه بهروبه
رد الله علي يونان النبي وماذا فعل يونان ؟:
يرد الله علي يونان بطريقة عجيبة ومعجزة فنجد منها المحبة الفائقة التي أوضحت ” تبشير – عقاب إيمان – وتوبة ” سمح الله بهبوب رياح شديدة جداً وكادت السفينة تتحطم
فقال أحد البحارة هذا يحدث لأنه أحد من الركاب صنع شراً وعلينا نبحث عنه
خاف البحارة ودعا كل واحد منهم لإلهه وألقوا أمتعتهم لكن زادت حدة الأمواج ووجدوا يونان نائماً
أيقظوه قائلين قم وأصرخ لإلهك “من أنت ومن أين أتيت ” هنا تنبه يونان وأدرك خطأه وبشجاعة
أخبرهم أنه عبراني هارب من وجه الله خالق السماء والأرض وكل شيء
وقال لهم اطرحوني في البحر فتسكن العاصفة لكنهم خافوا
وقالوا لنلقي قرعة لنتأكد من بسبه تكون هذه النوة الشديدة التي تهلكنا فوقعت القرعة علي يونان
فخافوا من إلهه وصرخوا لا نفعل ذلك وحاولوا إنقاذ السفينة ولم يفلحوا عندئذ دعوا الرب قائلين
” لا نهلك من أجل هذا الإنسان
ولا تحسبنا مسئولين عن حياته , بسبب ما سنفعله به . أنت يارب فعلت هذا.
ولم فشلوا بعودة السفينة للشاطئ ألقوه في البحر فسارت السفينة في هدوء فسجدوا الرجال البحارة ومن علي السفينة إلي الله ربنا.
وبهذا الموقف عرف الرجال الله خالق السماء والأرض وقدرته وعظمته ومجده.
يونان غطس ولم يقدر أن يتنفس لكن الله أرسل له حوت ليخلصه من الموت ففتح فاه الكبير
وابتلعه ودخل لجوفه وبقي بداخله ثلاثة أيام وثلاثة ليالي فماذا فعل يونان
إذ وجد أمان فصلي وقدم تسبيحة جميلة لله.
تعامل الله مع يونان بمحبة فائقة ولم يدعه يموت بل جعل الحوت يخرجه للتنفس
وشم الهواء بصعود الحوت علي سطح البحر وأحس أن أذرع الله الأبدية تحمله
وصار يسبح الله. بمحبة تكلم الله في قلب يونان لتعرف يا يونان
إنه لا يقدر أحد أن يهرب مني أو يختفي عني.
وعليك أن تذهب كما أمرتك وهذه تعد فرصة ثانية ليونان يطيعه فأمر الحوت أن يقذفه من جوفه بالبر
علي أرض جافة.
فأخذ يونان دوره قال للشعب الله يخرب ويدمر نينوى بسبب شرها فلقد سمع للتحذير الملك والشعب
وبالفعل صاموا وصلوا وتابوا من قلوبهم عن شرهم ففرح الله بهم وأخبر يونان
بأنه لا يهلك المدينة لأنهم رجع شعبها عن شرهم .
لما لم يسر يونان بما فعله لأنه ظن أن الشعب سيسخر منه وأنه ليس نبياً صادقاً مما تسبب له
في حزن فخرج خارج المدينة لينتظر ماذا يحدث ؟
ولما كان الجو حار صنع لنفسه خيمة من القش والعصي ليستظل تحتها , لكن محبة الله له
وأراد أن يعطيه درس عملي فأعد له شجرة صغيرة تسمى يقطينة نمت وغطت يونان
ففرح بها لأنها أعطته جو رطب وجميل لكن الله أعد دودة فتساقطت كل أوراقها وبهذا لم يجد سوي الحر
وأرسل الله ريحاً شرقية حارة جداً فحزن يونان وطلب أن يموت.
لكن الله أراد أن يعرفه ويعلمه معنى المحبة والشفقة علي البشرية فقال له لقد اغتظت لهلاك الشجرة
التي لم تتعب فيها فبنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت أفلا تريدني أشفق علي شعبي
وأنقذه من الهلاك فأنظر كم هم فرحين وسعداء وأنت عابس.
علاقة الله والبشرية :
كلها حب للبشرية ويريد الجميع أن يتعرفوا علي مدى قوة حبه ويحبوه ولمعرفة الحق يقبلون
فهو الطريق والحق والحياة ويريد لهم الحياة الأبدية وراثين الملك المعد لهم. فهو الفادي ومخلص الجميع .
ماذا يريدنا أن نفعل ؟
يريدنا الآن في هذا الزمان الطاعة بأن لا نهرب منه لأنه يأمر كل مؤمن أن يدع الروح القدس العامل بداخله يشتغل ويتحرك فهو يعطي أمره لكل حسب طاقته وتحمله لذلك .
واليقظة بأننا نخدر أنفسنا بالمشاغل والمسئوليات الدنيوية. ونطفئ الروح القدس داخلنا بل نكون سفراء
ونور العالم وملح الأرض بأعمالنا الصالحة بمحبة دون تمييز مع وسائط النعمة الصلاة والصوم
لكي نأتي بثمار جيدة …
رفعت يونان عزيز