نجاح بولس Nagah Boulis
اعتقد البعض أن علامة الصليب على جبهة وزير الخارجية الأمريكي خلال لقاء تليفزيوني لها دلالات سياسية
أو اشارة لإستدعاء مشهد ما سمي بالحروب الصليبية على دول الشرق الأوسط منذ عدة قرون
لكن حقيقة الأمر أن الصليب المرسوم على جبهة الوزير الأمريكي هو مجرد عادة دينية لدى بعض الطوائف المسيحية الغربية
للاحتفال بأربعاء الرماد Ash Wednesday، وهو يوم مقدس للصلاة والصيام في العديد
من الطوائف المسيحية الغربية، ومنهم : الكاثوليك واللوثريون والمورافيون
والأنجليكان (الأسقفيون) والبروتستانت المتحدون، والكنائس المعمدانية.
وتحتفل شعوب الكنائس الغربية بأربعاء الرماد لكونه بداية الصوم الكبير الذي يسبق عيد الفصح
أو عيد القيامة، وتخصص تلك الأيام للتوبة والصلاة ، ومن عادات الشعوب الغربية في هذا اليوم
تحضير الرماد من خلال حرق زعف النخيل من احتفالات أحد الشعانين العام السابق
ثم وضع الرماد على الرأس والجبهة في صورة علامات مسيحية مثل الصليب
وكانت عادة وضع الرماد علامة على التوبة والحزن في العصور التوراتية قبل المسيحية
حيث ورد ذكر وضع الرماد على الرؤوس في مواضع كثيرة في العهد القديم، عند التوبة عن الخطية
والحزن والندم ، وللتذكرة ان الإنسان خلق من تراب والى التراب يعود
ويذكر بعض المؤرخون انه بحلول نهاية القرن العاشر، كان من المعتاد في أوروبا الغربية
أن يتلقى جميع المؤمنين الرماد في اليوم الأول من الصوم الكبير.
وفي عام 1091، أمر البابا أوربان الثاني في مجمع بينيفينتو بتوسيع هذه العادة إلى الكنيسة في روما.
وبعد فترة وجيزة من ذلك، تمت الإشارة إلى اسم اليوم في الكتب الليتورجية
باسم “Feria Quarta Cinerum” (أي أربعاء الرماد).
وفي بعض الدول مثل جمهورية أيرلندا، يعتبر يوم أربعاء الرماد هو اليوم الوطني للامتناع عن التدخين.
حيث تم اختيار التاريخ لأن الإقلاع عن التدخين يرتبط بالتخلي عن الرفاهية في الصوم الكبير
وفي المملكة المتحدة، أقيم يوم الامتناع عن التدخين لأول مرة في يوم أربعاء الرماد في عام 1984
ولكنه الآن ثابت باعتباره ثاني أربعاء من شهر مارس.
ولا تحتفل الكنائس الشرقية الارثوذكسية بأربعاء الرماد، بإستثناء بعض أتباع الكنائس الارثوذكسية
في الغرب يحتفلون به ولكن في يوم مختلف وفقاً لحسابات تاريخ عيد القيامة لديهم
وزير الخارجية الأميركي وضع الصليب على الوجه