السبت , مارس 15 2025
عز توفيق
عز توفيق

التغرير والتحايل في اختفاء القبطيات

عـز توفيق

تعد قضية اختفاء القبطيات واحدة من القضايا الشائكة التي تواجه المجتمع المصري، خاصة في ظل تزايد حالات الاختفاء التي يتم الإبلاغ عنها بشكل متكرر.

تشير العديد من التقارير إلى أن التغرير والتحايل يلعبان دورًا رئيسيًا في هذه الظاهرة، حيث يتم استغلال الفتيات القبطيات عبر وسائل مختلفة تتراوح بين الخداع العاطفي والتهديد المادي والمعنوي.

هذا التحقيق يهدف إلى تسليط الضوء على الطرق التي يتم من خلالها التغرير والتحايل لاختفاء القبطيات

مع تحليل الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة وآثارها على المجتمع.

أولاً: مفهوم التغرير والتحايل

التغرير هو عملية إقناع شخص ما باتخاذ قرار أو القيام بفعل معين عن طريق الخداع أو الإيهام بمعلومات مغلوطة.

أما التحايل فهو استخدام الحيل والأساليب الملتوية لتحقيق غرض معين، غالبًا ما يكون غير قانوني أو أخلاقي.

في حالة اختفاء القبطيات، يتم استخدام هاتين الآليتين لاستغلال الفتيات وإجبارهن على الاختفاء، سواء كان ذلك عبر الزواج بالإكراه أو التحول الديني القسري أو الاستغلال الجنسي.

ثانيًا: الطرق المستخدمة في التغرير والتحايل

1. الخداع العاطفي:

يعتبر الخداع العاطفي من أكثر الطرق شيوعًا في التغرير.

يتم ذلك عبر إنشاء علاقات عاطفية وهمية مع الفتيات، حيث يتم استغلال مشاعرهن

وإقناعهن بالزواج أو الهروب من المنزل.

غالبًا ما يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لإنشاء هذه العلاقات الوهمية.

– يتم التلاعب بمشاعر الفتيات عبر إظهار الحب والاهتمام الزائف، مما يدفعهن إلى الثقة بالشخص المحتال والاستجابة لطلباته، والتي قد تشمل الهروب من المنزل أو التخلي عن عائلاتهن.

2. التهديد والترهيب:

في بعض الحالات، يتم استخدام التهديد المباشر أو غير المباشر لإجبار الفتيات على الاختفاء.

قد يتضمن ذلك التهديد بالعنف الجسدي أو الإساءة المعنوية أو حتى التهديد بفضح أسرار شخصية.

– يتم أيضًا استخدام الترهيب الديني، حيث يتم تهديد الفتيات بالعقاب الإلهي أو الحرمان من الحقوق الدينية

إذا لم يمتثلن لرغبات المحتالين.

3. الاستغلال الاقتصادي:

– يتم استغلال الفتيات من خلال وعود كاذبة بتحسين أوضاعهن الاقتصادية.

يتم إقناعهن بأن الهروب أو الزواج من شخص معين سيؤدي إلى حياة أفضل، سواء من الناحية المادية أو الاجتماعية.

– في بعض الأحيان، يتم استخدام الفقر كأداة للتحايل، حيث يتم استغلال حاجة الفتيات المادية لإجبارهن على القيام بأفعال معينة.

4. التحول الديني القسري:

– تشير تقارير إلى أن بعض حالات الاختفاء تكون مرتبطة بالتحول الديني القسري.

يتم إجبار الفتيات على تغيير دينهن تحت ضغط نفسي أو جسدي، مما يؤدي إلى انقطاعهن عن عائلاتهن ومجتمعاتهن.

– يتم استخدام الترهيب الديني كوسيلة لإجبار الفتيات على الاختفاء، حيث يتم تهديدهن بالعقاب إذا لم يمتثلن لرغبات المحتالين.

ثالثًا: الأسباب الكامنة وراء ظاهرة اختفاء القبطيات

1. التمييز الدينى

– يعاني الأقباط في مصر من تمييز دينى في بعض الأحيان، مما يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال.

يتم استغلال هذا التمييز في التغرير والتحايل، حيث يتم إقناع الفتيات بأن تغيير دينهن سيؤدي

إلى تحسين أوضاعهن الاجتماعية.

– يشعر بعض الأقباط بالعزلة الاجتماعية، مما يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال من قبل المحتالين

الذين يستغلون هذه العزلة لإجبارهم على الاختفاء.

2. الفقر والضعف الاقتصادي:

– يعتبر الفقر أحد العوامل الرئيسية التي تسهل عملية التغرير.

الفتيات اللاتي يعانين من ضعف اقتصادي هن أكثر عرضة للوقوع في فخ الاستغلال، حيث يتم إغرائهن بوعود كاذبة بتحسين أوضاعهن المادية.

– يتم استغلال حاجة الفتيات المادية لإجبارهن على القيام بأفعال معينة، مثل الهروب من المنزل أو الزواج بالإكراه.

3. ضعف الوعي المجتمعي:

– يلعب ضعف الوعي المجتمعي دورًا كبيرًا في تسهيل عملية التغرير.

العديد من الفتيات لا يدركن المخاطر التي قد يتعرضن لها عند الثقة بأشخاص غرباء، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

– يتم استغلال هذا الضعف في الوعي لإقناع الفتيات باتخاذ قرارات خاطئة، مثل الهروب من المنزل أو التخلي عن عائلاتهن.

رابعًا: آثار ظاهرة اختفاء القبطيات على المجتمع

1. تفكك الأسرة:

– يؤدي اختفاء الفتيات إلى تفكك الأسرة، حيث تعاني العائلات من صدمة نفسية كبيرة بسبب فقدان أحد أفرادها. يشعر الأهل بالعجز والخوف على مصير ابنتهم، مما يؤثر على استقرار الأسرة ككل.

– يتم تدمير العلاقات الأسرية بسبب الشكوك والاتهامات المتبادلة، مما يؤدي إلى زيادة التوترات داخل الأسرة.

2. زيادة التوترات الطائفية :

– تؤدي حالات الاختفاء إلى زيادة التوترات الطائفية في المجتمع، خاصة عندما تكون مرتبطة بالتحول الديني القسري.

يشعر المجتمع القبطي بالظلم والاضطهاد، مما يؤدي إلى زيادة الاحتقان الطائفي.

– يتم استغلال هذه التوترات من قبل بعض الجهات لزيادة الانقسامات داخل المجتمع، مما يؤثر على الاستقرار الاجتماعي.

3. انتشار الخوف والقلق:

– تسبب ظاهرة اختفاء القبطيات انتشار الخوف والقلق بين أفراد المجتمع، خاصة بين الفتيات اللاتي

يشعرن بعدم الأمان. يتم تقييد حريتهن خوفًا من الوقوع في فخ الاستغلال.

– يشعر الأهل بالقلق الدائم على بناتهم، مما يؤثر على حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية.

خامسًا: الجهود المبذولة للحد من الظاهرة

1. التوعية المجتمعية :

– يتم تنظيم حملات توعية لتثقيف الفتيات وأسرهن حول مخاطر التغرير والتحايل.

يتم التركيز على أهمية الحذر عند التعامل مع الغرباء، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

– يتم توعية الفتيات بحقوقهن وكيفية حماية أنفسهن من الاستغلال، مما يساعد على تقليل حالات الاختفاء.

2. تعزيز دور القانون:

– يتم العمل على تعزيز دور القانون في حماية الفتيات من الاستغلال. يتم تشديد العقوبات على من يثبت تورطهم في عمليات التغرير والتحايل.

– يتم توفير الدعم القانوني للعائلات التي تعاني من اختفاء أحد أفرادها، مما يساعد على تسهيل عملية البحث والتحقيق.

3. دعم الضحايا:

– يتم توفير الدعم النفسي والاجتماعي للفتيات اللاتي يتم العثور عليهن بعد الاختفاء. يتم مساعدتهن على تجاوز الصدمة والعودة إلى حياتهن الطبيعية.

– يتم توفير الدعم المادي للعائلات التي تعاني من ضعف اقتصادي، مما يساعد على تقليل فرص استغلال الفتيات.

اخيرا

ظاهرة اختفاء القبطيات تعد واحدة من القضايا التي تحتاج إلى اهتمام عاجل من قبل المجتمع والحكومة.

يجب العمل على زيادة الوعي المجتمعي وتعزيز دور القانون لحماية الفتيات من الاستغلال.

كما يجب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا وعائلاتهن لمساعدتهن على تجاوز هذه المحنة.

فقط من خلال الجهود المشتركة يمكن الحد من هذه الظاهرة وحماية الفتيات من الوقوع في فخ التغرير والتحايل.

شاهد أيضاً

كبير أطباء كندا يطالب سكان أونتاريو بالتطعيم ضد الحصبة

الأهرام الكندي .. تورنتو أعلن الدكتور كيران مور،كبير أطباء كندا، أن معدلات الإصابة بمرض الحصبة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.