جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
د. ماجد عزت إسرائيل
سعدتُ اليوم كثيرًا – أحد الحضور للقداس السيد مايكل صليب- بمشاركتي في القداس الإلهي للأحبار الأجلاء، الذي ترأسه نيافة الأنبا دميان، أسقف شمال ألمانيا ورئيس ديرة السيدة العذراء والقديس موريس–بهوكستر-ألمانيا، وأيضًا بمشاركة نيافة الأنبا أباكير، أسقف الدول الإسكندنافية، وبحضور أمنا تماف أكساني، رئيسة دير مار جرجس للراهبات في نيهايم – ألمانيا.
وقد ألقى نيافة الأنبا دميان عظة قيّمة ومليئة بالمعاني الروحية العميقة، حيث قدم نصائح ومناهج روحية هامة تخاطب مختلف فئات الشعب القبطي في المهجر، مما جعلها عظة غنية ومؤثرة.
وقد احتوت عظة نيافة الأنبا دميان على العديد من الرسائل الروحية العميقة التي تخاطب وجدان كل قبطي يعيش في بلاد المهجر، حيث ركّز نيافته على النقاط التالية:
رسالة المغترب القبطي :
أكد نيافته أن الغربة عن مصر والعيش في بلاد متحضرة ليست مجرد فرصة لحياة مريحة، بل هي جزء من خطة الله لكل شخص قبطي.
فالله أراد أن يكون كل واحد منا سفيرًا قبطيًا أرثوذكسيًا، يحمل في سلوكه وأخلاقه صورة وطنه وإيمانه، وينشر القيم التي تجعل وطنه يفخر به.
التمسك بالجذور مع الاندماج الواعي :
أشار نيافته إلى أن بلاد المهجر، ومنها الدول الإسكندنافية، تتمتع بمزايا حضارية عديدة، ولكن لكل بيئة إيجابيات وسلبيات.
ومن هنا، شدد على أهمية التمسك بالجذور القبطية مع الاستفادة من الجوانب الإيجابية للمجتمع الجديد، والاندماج فيه بديناميكية تحافظ على هويتنا القبطية دون أن نفقدها.
الهوية القبطية الأرثوذكسية :
شدد نيافته على ضرورة الاعتزاز بالهوية القبطية الأرثوذكسية، فنحن أبناء أرض مصر القبطية الطاهرة، التي احتضنت الأنبياء الفارين من الاضطهاد، وهي أرض الحضارة والتاريخ العريق.
وعلينا أن نظهر للعالم صورة أبناء الله الحقيقيين، ليشهد الآخرون على أعمالنا الطيبة ويمجدوا الله من خلالنا.
دعوة للحفاظ على الهوية القبطية والتأثير الإيجابي في المهجر! 
دعوة للحفاظ على الهوية القبطية والتأثير الإيجابي في المهجر!
تذكار القديس البابا كيرلس السادس(1959-1971م) :
تحدث نيافته عن أهمية هذا اليوم المقدس، الذي يوافق تذكار نياحة القديس البابا كيرلس السادس، الـ 54 رجل الصلاة والمعجزات، الذي أذهل العالم ببساطته وعلاقته القوية بالقديسين.
وأكد أن الكنيسة القبطية كنيسة شهداء، تحمل في تقويمها اسم “تقويم الشهداء”، مقدمة على مر العصور قديسين أذهلوا العالم بإيمانهم، وكان أحدث هؤلاء الشهداء شهداء ليبيا الأبرار.
حقًا احتوت عظة نيافته على العديد من المفاهيم الروحية والفكرية، بمثابة دستور مسيحي نفتخر به، وخاصة أنها خرجت من فم أبٍ أسقفٍ جليلٍ نفتخر به جميعًا، طالبين من الله أن يحفظه هو وجميع أحبار الكنيسة الأجلاء، لينيروا المسكونة بتعاليم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.
الشكر والتقدير لنيافة الأنبا أباكير :
لا يفوتنا أن نتقدم بالشكر الجزيل لنيافة الحبر الجليل الأنبا أباكير، الذي يحرص دائمًا بمحبة صادقة على تعزيز علاقات الودّ بين الكنيسة وأحبارها الأجلاء، ويدعوهم لزيارة إيبارشيتنا العامرة.
ففي الأسبوع الماضي، تشرفنا بزيارة نيافة الأنبا أنطوني، أسقف أيرلندا، واسكتلندا، وشمال شرق إنجلترا، وكانت زيارته غنية بالعظات والبركات، حيث سجلت لحظات مضيئة في تاريخ إيبارشية الدول الإسكندنافية.
الشكر لله الذي يرسل لنا رجالًا قديسين، يغنون حياتنا بتعاليم السيد المسيح، الذي أنار المسكونة بمجد لا يُنطق به.
حفظكم الرب إلهنا، آباءنا الأحبار الأجلاء، ونسأل صلواتكم عنا دائمًا.
وأخيرًا، نتوجه بخالص الشكر والتقدير للسيد مايكل صليب على جهوده في تدوين نقاط العظة
مما أتاح لنا عرضها بهذا الشكل المنظم والواضح.
بارك الله في خدمته وعمله، وجعله دائمًا سبب بركة ونفع للجميع.
