عز توفيق
المسيحية والنصرانية مصطلحان يُستخدمان أحيانًا بالتبادل، لكنهما يحملان دلالات مختلفة في التاريخ والعقيدة المسيحية تُشير إلى الإيمان الذي أسسه المسيح، بينما النصرانية كانت طائفة يهودية مرتبطة بأتباع يسوع في بدايات ظهوره
المسيحية هي الديانة التي تؤمن بيسوع المسيح كمخلص وابن الله، وتتبع تعاليمه كما دونت في العهد الجديد
وهي امتداد لرسالة المحبة والخلاص التي بشر بها المسيح
أما النصرانية فكانت في الأصل حركة يهودية تؤمن بيسوع كنبي أو مسيا، لكنها حافظت على الشريعة اليهودية، مثل طقوس الختان والسبت، ولم تعترف بألوهيته بالكامل في القرون الأولى
اختلفت النصرانية عن المسيحية التي تبناها بولس الرسول، حيث ركزت النصرانية على اتباع الشريعة
الموسوية، بينما انتشرت المسيحية بين الأمم الوثنية، مؤكدة أن الخلاص بالإيمان وليس بالأعمال
وهذا الانقسام وضح في مجمع أورشليم، حيث تقرر ألا يُفرض على المؤمنين من غير اليهود
اتباع الشريعة اليهودية مع الوقت، اختفت النصرانية كطائفة مستقلة
بينما انتشرت المسيحية في العالم، وأصبحت الديانة التي نعرفها اليوم، والتي تؤمن بالثالوث الأقدس
وموت المسيح وقيامته
أما النصرانية فظهرت كمرحلة انتقالية بين اليهودية والمسيحية، قبل أن تذوب في المسيحية العالمية هكذا
فإن المسيحية هي الإيمان القائم على تعاليم المسيح كما تطورت في الكنيسة
بينما النصرانية كانت حركة يهودية مبكرة رأت في المسيح نبيًا أو ملكًا مُنتظرًا
دون أن تتجاوز إطار الديانة اليهودية، وهذا الفرق الجوهري يظهر أن المسيحية ليست مجرد طائفة
بل ديانة مستقلة أساسها الإيمان بالمسيح مخلصًا للعالم .