تهنئة قلبية خالصة ” بعيد القيامة المجيد ” لقداسة البابا تواضروس الثاني ولكل الآباء المطارنة والأساقفة والقمامصة والقساوسة وكل الرتب الكهنوتية ولكل مسيحي مصر والعالم
“لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.” (إش 9: 6).
لابد نتذكر نتيقن أن الله الحي الذي لا يموت إلى أبد الأبد .
هو الخالق للكون وكل ما فيه ,والقدير علي كل شيء , كلي المحبة والسلام والرحمة والعدل
بمحبة أبوية خالصة خلق الإنسان وميزه بالعقل وأعطاه الحرية والسلام والأمان ليكون وراث وينعم بكل ما خلقه .
برحمته وعدله أنار له الطريق المستقيم طريق الخير.
أشار له بالتحذير أن السير في طريق الشر والظلام يكون مستوجب الحكم بالموت أي الانفصال عن الله وتكون الحياة الدائمة في الجحيم .
بالرغم من كل هذا نجد الإنسان خالف وصية الله وأستحق الموت حسب حكم الله لذك عندما قال له ” “وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».” (تك 2: 17).
مع هذا كانت لدي الله خطته العجيبة لخلاص وفداء البشرية ونجد أن المحبة والرحمة والعدل
التقيا في آن واحد دون الخلل في أحدهم .
بالمحبة مهد الله للفداء عبر القرون من خلال الأنبياء بصور وأشكال مختلفة لكن كلها كانت رموز
ليفهم ويتقبل الإنسان قدرة الله علي كل شيء كذلك ليعرف ويفهم جيداً أنه لا خلاص ولا فداء إلا بسفك
دماء إنسان غير واقع عليه حكم وعدل الله فالإنسان الأول أخطأ وخالف وصية الله وذريته
ورثت الخطية واستحق الحكم ودم الحيوان وغيره ليس به الخلاص والفداء والحياة الأبدية
ولا تصالح السمائيين مع الأرضيين .
كان ليس بمقدور الإنسان أن يقوم من الموت وهذا ما كان يسعى له ويتمناه الشيطان لكي تنتهي حياة البشر
في الجحيم .
إلا أننا نجد أن الإنجيل المقدس يوضح لنا ” والكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقًا” ( يو 1: 14)
وشهادة يوحنا الحبيب توضح لنا أنه عندما حل بيننا تعاملوا معه معاملة محسوسة
” الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا” (1يو 1: 1)
إن الله تنازل إلى مستوى الحس والإدراك وحلَّ بيننا بصورة منظورة مرئية وكشف عن أسرار الألوهية
لأن ” الله لم يرهُ أحد قط.
الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر” (يو 1: 18).
ميلاد المسيح بكلمة الله حبلت به السيدة العذراء مريم دون زرع بشر.
ولادته فَقَالَ الْمَلاَكُ للرعاة : «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:
11 أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. بحسب الناسوت كان السيد المسيح
ينمو في القامة والحكمة والنعمة، وبحسب اللاهوت هو الكامل في كل شيء أتي بالسلام جال يصنع خيراً
يعلم ويشفي يعمل معجزات ويقيم موتي .
ثم جاء وقت العذابات بالجلد واللطم والبصق والإهانات له ووضع إكليل شوك علي الرأس والصلب
علي الصليب وسط لصين وبعدها أسلم الروح طعن بالحربة وقبر ودفن ثم كانت قيامته في اليوم الثالث .
” بقيامة المسيح أبطل الموت وأنار الحياة والخلود “(2تى 1: 10) القيامه انتصار والحياة الجديدة فيها
الفداء والخلاص المجاني للبشرية جمعاء من الموت الذي دعي علينا بمخالفة الإنسان الأول لوصية الله
القيامة توضيح حقيقي وعمليا لمحبة الله للإنسان ومدى عدالته في أحكامه فبغيره لم يكن خلاص وفداء لنا
لأن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله كان لابد ان يقدم ذاته عنا وفى قيامته أقام من في القبور
معه إعلان الفداء وهزيمة إبليس وكسر شوكة الموت وبولس الرسول يقول
“ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قام “(1كو15 : 16 )
وفيها تضحية و صالح السمائيين مع الأرضيين ايضا بقيامته انتصار على قوى الشر وقهر اليأس والخوف
والفشل أيضا أتى الطريق والحق والحياة ,وابعد الموت تكون القيامة والدينونة ويقف الناس جميعا أمام الله
الذى يجازى كل واحد حسب أعماله” رؤ 22 : 12 )
“قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،” (يو 11: 25).
فطوبى لمن يكون مستحقا وإذ كنا نحن بعد في الجسد لابد ان نعي حقيقة القيامة
وننتصر على الشر والشهوات والانا و الكره والبغضة والتعصب والفتنة وفى المقابل
نعمل على نشر المحبة والسلام بلا تفرقة ولا تمييز يجول يصنع خيرا وبذل الذات من أجل الأخرين
في محبتهم بصدق بلا غش
ولا رياء لا نحسد ونتحلى بالتسامح والسماحة وقبول الآخر المختلف .
كما نصلى بقلب خاشع ورجاء للمسيح مخلصنا أن تنتهي الحروب في غزة ويتم إعمارها
ويعود سكانها ويعطي عزاء لأسر
وأهل الشهداء وتنتهي النزاعات الداخلية في باقي الدول ويعم السلام بكل مكان ويرفع البلاء والغلاء
ويساعدنا في انتصارنا علي حروب الشيطان .
كل عام وجميع الشعوب بخير وسلام .
رفعت يونان عزيز