د. ماجد عزت إسرائيل
في إحدى أروع صفحات التاريخ الكنسي، شهدت مدينة القدس في عهد البابا بطرس السابع الجاولي-1809- 1852م البطريرك الـ 109 في تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية- وإبراهيم باشا، والي الشام
وابن محمد علي باشا(1805-1848م)، معجزة انبثاق النور المقدس من قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة
وسط حضور جماهيري غفير.
فشكّ إبراهيم باشا في حقيقة ظهور النور، فطلب حضور البابا بطرس بنفسه ليقيم الصلاة مكان بطريرك الروم.
وبحكمة روحية، رفض البابا التعدي على حقوق الكنائس الأخرى، واكتفى بالمشاركة إلى جوار بطريرك الروم.
وعندما حان الموعد، انبثق النور من القبر المقدس بشكل رهيب، أرعب إبراهيم باشا
فصرخ قائلًا: “أمان بابا… أمان بابا”، حتى سقط في حضن البابا بطرس من شدة الدهشة والانبهار.
وبينما ازدحم الداخل، كان الفقراء بالخارج شهودًا على المعجزة، إذ خرج النور من شق بأحد أعمدة
باب الكنيسة، فأنارهم وتباركوا به، وظهرت آثاره أيضًا على أعمدة الرخام في الداخل.
وقدعاد البابا بطرس الجاولي إلى الديار البطريركية مكرمًا، بعد أن شهد هو والباشا واحدة
من أقوى شهادات السماء على قيامة المسيح الحي، وصدق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وهكذا، يبقى سبت النور شاهدًا حيًّا عبر الأجيال على صدق القيامة، وانتصار النور على الظلمة
والحياة على الموت.
فما يحدث في القبر المقدس في كل عام ليس مجرد طقس، بل إعلان إلهي متجدد، يذكّرنا أن النور الحقيقي
لا يُحجَب، وأن الرب القائم من بين الأموات هو حاضر وسط شعبه إلى الأبد.
وما أروع أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقيادة البابا بطرس الجاولي آنذاك
كانت من بين الشهود الأمناء على هذا النور، الذي يُضيء لنا الطريق نحو الحياة الأبدية.
البابا بطرس السابع المعروف بالجاولي محمد على باشا