كمال زاخر
الثلاثاء ٢٩ ابريل ٢٠٢٥
وسط حالة الجدل الاستقطابى الذى يتحصن ويتمترس اطرافه خلف قناعاتهم المؤدلجة، فيما يتعلق بعدم مشاركة قداسة البابا تواضروس بشخصه فى قداس وجنازة وداع قداسة البابا فرنسيس،بين عتاب وغضب قاعدة عريضة من رعية الكنيسة القبطية ضمت اطيافاً متفاوتة تجمعهم العاطفة التى تقبع فى جوانح المصريين
خاصة فيما يتعلق برحيل الشخصيات التى تميزت بالانحياز للفقراء والمعوزين والمهمومين
وكانت انسانيتهم تغلب سلطانهم.
وبين قاعدة لها ثقلها، ولجانها، تؤيد الغياب البابوى وترده الى اسباب تنوعت بتنوع خلفياتهم الفكرية
ومواقعهم التى انحازت للمحافظة والراديكالية، فمنهم من ردها للندية التى انتبهت لعدم قيام احد بابوات
الفاتيكان بالمشاركة فى وداع الراحلين من بابوات الاقباط حتى بعد التقارب الذى شهدته العلاقات
فى مطلع سبعينيات القرن العشرين، فيما ردها اخرون الى ان ان ثمة برتوكولات كنسية
تمنع هذه المشاركة، وتكتفى بايفاد وفد رفيع المستوى.
فيما جاء التفسير الرسمى متهافتاُ متعجلاً وكانه يلقى ثقلا عن كاهله، اذ رده لارتباط قداسة البابا
بمواعيد والتزامات متزامنة سبق الاتفاق عليها، وهو تفسير يغفل جسامة الحدث الذى يبرر
وربما يوجب اعادة جدولة تلك المواعيد والارتباطات.
خاصة فى ضوء العلاقة الانسانية والروحية المتميزة التى تربط بين الحبرين الجليلين.
اللافت هو التربص بين فرقاء العتاب الغاضب والتأييد المرحب، فى مفارقة لافتة ان الغاضبين من المعسكر
الداعم للبابا والمدافع عنه، فيما جاء الترحيب من المعسكر الذى لم يتوقف قبلا عن تعقب مواقف
وقرارات البابا ورفضها والتنديد بها منذ ولايته وحتى اللحظة!!، وهى مفارقة تحتاج
لتحليل علماء الاجتماع وربما الأطباء النفسيين.
فيما تأتى قراءة ثالثة من بعض الخبراء المدركين لطبيعة غالبية المصريين، التى تقودها العاطفة
ولا تفرق بين ما هو روحى دينى وما هو سياسى برتوكولى.
ترى انه ربما تكون الكنيسة القبطية الارثوذكسية قد ادركت هذا.
فإذا ذهب البابا تواضروس فسيتم التعامل معه على ارضية دينية بحكم صفته الدينية
ومن ثم سيكون موقعه فى الجانب الذى يجلس فيه الآباء الكرادلة، كما حدث مع بطاركة الكنائس الارثوذكسية المشاركين.
وليس فى صفوف رؤساء الدول الذين يتصدرون المشهد.
الأمر الذى سيختلط على المتابعين الأقباط، فى غالبيتهم، وسيرونه انتقاصاً من قدر وقامة البابا تواضروس
الأمر الذى ينعكس سلباً على مساعى التقارب وتعود الامور الى المربع صفر، وتنهار كل مساعى الوحدة المسكونية.
ومرد هذه القراءة ان الحبر الأعظم يجمع بين صفتين دينية وسياسية، فهو بابا الكنيسة الكاثوليكية
ورئيس دولة الفاتيكان، الأمر الذى انعكس على ترتيبات تنظيم مواقع المشاركين
كما شاهدنا فى متابعة احداث الوداع.
والتى تمت فى انضباط صارم، وهو سمة راسخة فى ثقافة الغرب
وقد تجلى فى سير احداث وداع البابا فرنسيس مع ضخامة الأعداد المشاركة فيه
وتجمع رؤساء الدول الأبرز فى العالم.
فيما النهج الشرقى تحكمه العاطفة والرؤى الشخصية للمنظمين وتوازناتهم، وغالبا لا يصمد التنظيم
أمام الإنفعالات العاطفية للجماهير المشيعة.
ويمكن ان نرصد هذا بسهولة فى الاحداث الجسيمة المماثلة التى شهدناها فى بلادنا على المستويين الدينى والسياسى.
هل يمكن لهذه القراءة أن تفض الاشتباك بين الفرقاء؟… ربما!!.
البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني البابا تواضروس الثاني والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان البابا تواضروس الثاني والبابا فرنسيس قداسة البابا فرنسيس والسير مجدي يعقوب قداسة البابا فرنسيس والسير مجدي يعقوب البابا فرنسيس وشيخ الأزهر البابا فرنسيس البابا تواضروس الثاني والبابا فرنسيس البابا تواضروس الثاني والبابا فرنسيس البابا فرنسيس البابا تواضروس الثاني والبابا فرنسيس