مرة أخرى تسقط الأقنعة عن أولئك الذين يتاجرون باسمنا ويستخدمون معاناتنا كسلعة رخيصة يروجون لها في الإعلام لجمع التبرعات واصطياد التعاطف نحن الأقباط لسنا ضعفاء ولا نحتاج إلى شفقة أحد نحن أقوياء
بإيماننا ووطنيتنا وبإرادتنا التي تتحدى كل الصعاب لكن للأسف هناك من يصر على تصويرنا
كضحايا عاجزين وكأننا لا نملك إلا أن ننتظر من يدافع عنا .
هؤلاء الذين يرفعون شعار الدفاع عن الأقباط لا يريدون إلا الشهرة والظهور الإعلامي
يتحدثون بلغة العواطف ويقدمون صورة مشوهة عنا كأننا غرباء في وطننا بينما نحن جزء أصيل
من نسيج هذا البلد نعيش ونعمل ونبني مع إخوتنا المسلمين منذ قرون طويلة نشاركهم الفرح والحزن
ونقف معهم في السراء والضراء .
لكن بعضهم يريد أن يحولنا إلى ورقة سياسية أو مشروع تجاري يصرخون أمام الكاميرات
ويجمعون المال باسمنا ثم يختفون عندما نحتاج إلى دعم حقيقي لا يريدون حل المشكلات
بل يريدون إبقاء الجرح نازفا لاستمرار العرض المسرحي الذي يقدمونه للعالم .
ونحن بطيبتنا الزائدة نساعدهم على ذلك نصدق كلامهم المعسول ونمنحهم الثقة
وكأننا ننسى أن الكثيرين منهم لا يهمهم مصلحتنا بل يهمهم الظهور
وكسب التعاطف كم مرة حذرنا من هؤلاء كم مرة قلنا إنهم يستغلون آلامنا لأغراضهم الخاصة
لكن البعض يفضل أن يبقى سجين الصورة النمطية التي يرسمونها عنا .
كفى كفى استخداما كأداة في معارك لا نريدها كفى تصويرا لنا كضحايا عاجزين نحن لسنا ضحايا
نحن أصحاب حق وقضية عادلة لكننا نرفض أن تكون قضيتنا مجرد وسيلة للترويج أو جمع التبرعات
نرفض أن يتم اختزالنا في صورة البكاء والعجز نريد حلا حقيقيا لا عطفا مؤقتا نريد عدلا لا شفقة .
لقد آن الأوان لأن نرفع أصواتنا ونقول كفى استغلالا كفى تلاعبا بمشاعرنا آن الأوان
لأن نثبت للجميع أننا أقوياء بإرادتنا موحدون في وطننا ولن نسمح لأحد أن يستخدمنا
كأداة في ألعابهم السياسية أو الإعلامية نحن الأقباط أبناء مصر الأوفياء ولن نكون غير ذلك .