الأحد , ديسمبر 7 2025
الكنيسة القبطية
مكسيم عبد المسيح

اخبروهم عن قيامتي!

قيامة المسيح هي قيامة كل إنسان ، ولكل إنسان يؤمن بالمسيح نصيبه المبارك والأبدي في هذه القيامة ، لكن هناك من لم يعرف بعد عن هذه القيامة المجيدة ، وهناك من يجهل بمافي كنز القيامة من غني يستطيع

أن يجعل الروح في ازدهار وقوة وارتفاع ، وهناك من يشك في قوة هذه القيامة

وما تستطيع فعله في السلوك والإرادة والماضي والتوجه والمستحيل ..

وكأن السيد يريد من خلالنا أن نخبر و نبشر كل إنسان ، أي إنسان ، عن مجد عظمة

وصنيع هذه القيامة ، ويريد أن يقول لنا :

اخبروهم بأن الشركة في هذه القيامة لا تحتاج سوى لإرادة مستعدة لفعل مشيئة الله

وإتمام وصايا المسيح تحت قيادة وتدبير الروح ، والغلبة مضمونة بفعل النعمة المعطاه في هذه القيامة..

اخبروهم بأن فعل هذه القيامة قد جعل من الأموات أحياء ومن الضعفاء مقتدرين بقوة المسيح ، ومن المنبوذبن شركاء في الطبيعة الإلهية ومن الفقراء ورثة لأمجاد أبدية و غني حقيقي و ميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل..

اخبروهم عن ثقل المجد الأبدي المعد للغالبين ،عن الميراث السماوي الذي ينتظر المؤمنين بالقيامة ، عن الاكاليل المجهزة للظافرين ، عن الإرث الأبدي لشهود القيامة وأبطال الإيمان والكرازة..

قولوا لهم أن قيامة السيد قد أعطت الإنسانية مزيداً من الرقي والسمو و التجديد ، وصار الإنسان الجديد المتجدد بالقيامة هو دليل محبة الله الدائمة والقوية الإنسان وإصراره على إبقاءه معه في شراكة وتواصل واتحاد..
أخبروهم بأن قوة القيامة تستعلن في أعماقنا بالافخارستيا، كما أن بالافخارستيا نتحد بالمسيح القائم من الموت ونثبت فيه متمتعين بعمل قيامته في ضعفنا وعجزنا وما نواجهه من تحديات وصعوبات وتجارب..

قولوا لهم أن فرحنا بهذه القيامة المجيدة يجب أن يعلو على فرح السمايين ، إذ وهب لنا بهذه القيامة

العتق والرحمة والنور والحياة المليئة بغني السعادة ،الامور التي كنا في أشد الحاجة إليها

وبدونها لا يصير في حياتنا إلا الشقاوة والندم والصغر واليأس بلا انقطاع..

قولوا لهم أن هذه القيامة قد خلقت في البشرية جمال فائقا وجبروت لا يحد وقوة تعلو على كل قوة

وطوبي للذين صار اشتياقهم للامتلاء بقوة هذه القيامة لأن لهم ما للمسيح من قوة وسلطان ومجد وغلبة

اخبروهم بأن القيامة فتحت لنا باب الرجاء ، والذي لا يستطيع أحد أن يغلقه ، ونحن الآن ننتظر سماوات جديدةً وأرضًا جديدةً يسكن فيها البر..

اخبروهم بأن في هذه القيامة قد أعلن فيها عن آدم الجديد ، شخص الرب يسوع ، للخليقة الجديدة ، والذي نجح فيما فشل فيه آدم الأول وعجز عن إتمامه… 

اخبروهم بأن القيامة هي سر رجاء وفرح وسلام الإنسان الداخلي ، وبدونها يصير هذا الإنسان في صراع لا ينقطع مع الموت و الخوف واليأس والمجهول ..

اخبروهم بقوة الشفاء التي في هذه القيامة والتي بها يصير للمتشككين والمجروحين والضعفاء كل التئام وقوة ويقين..

اخبروهم بأن الكرازة بالقيامة هي عمل كل قائم مع المسيح ، هي مسؤولية كل من هو في النور

هي واجب على كل من يؤمن بالحق ، هي ضرورة موضوعة على عاتق كل من يسلك في درب السماء

وإن كنا قد قمنا مع المسيح فويل لنا إن لم نبشر

اخبروهم عن قوة الحضور الإلهي الذي يتبع كل قائم مع المسيح ، وما يحمله قوة هذا الحضور من تغيير و فرح وقوة وظفر اكيد ودائم

أخبروهم عن قوة التغيير التي قدست حياتكم ، عن البركات السمائية المعدة للقائمين مع المسيح.. عن السمو والفرادة والمجد المعطي لكل من يحيا القيامة ويموت على رجاؤها ، عن عظمة البركات التي مُنحت للخليقة الجديدة، عن الإنسانية الجديدة التي تجددت بالقيامة، عن الوعود الإلهية التي أُعطيت لمن يجاهد ويغلب بسيف الرجاء والإيمان..

اخبروهم عن سيرتنا التي أصبحت في السماوات ، عن الثراء السماوي الذي ينتظر المنتصرين

عن الاكليل المعده لشهود القيامة ، عن روعة الأمجاد السمائية التي دفعت المؤمنين لممارسة

أفعال الاماتة والشهادة للمسيح ، بكل إيمان وفرح وإصرار ورجاء..

اخبروهم عن القوة التي نقلتكم من العبودية والموت و الاضمحلال إلى الحرية والحياة والخلود

والتي تصاحبكم طوال اليوم لكي يكون لكم كل ما في المسيح من غلبة وفرح وسمو وقداسة..

اخبروهم بأن إشراقة نور القيامة قد بددت كل وجود للظلمة والخطية واللعنة والفساد فصار بر ونور

وسلام وفرح لكل الذين يعيشون ويموتون على رجاء القيامة..


اخبروهم بأن القيامة طرحت اللعنه والموت والعار إلي خارج ، والان تسود على أبناء الله البركة

والسلام والافتخار وامجاد الحياة الجديدة..

اخبروهم بأن التحرر الكامل من سلطان المادة والجسد الخطية لا يتاتي بحكمة وقدرات بشرية بل بروح

هذه القيامة المقدسة وعملها في في القلب والفكر والإرادة والضمير..

اخبروهم بأن القيامة قد سكبت في قلب الإنسان الرجاء والمثابرة والسلام و التحدي

ومن خلالها ينتقل الإنسان كل يوم من مجد إلى مجد ومن فرح إلى فرح ومن حياة يسكنها الفشل

والضعف والجمود إلى حياة تنطق وتشهد لمجد عمل المسيح غالب الموت والخطية والشيطان

والذي له مفاتيح الهاوية والموت (رؤيا 1: 18). 

اخبروهم بأن القيامة صنعت خليقة جديده مطهرة نقية مرضية لدى الله ، وأن سقوط الإنسان في الخطيئة

بعد التجديد ماهو إلا حرب تشنها مملكة الشر والتى تحاول سلب أبناء الرب ما يؤهلهم للأمجاد الباقية

والوراثة مع المسيح، ويبقي على الإنسان أن يصرخ طالبا المعونة والغلبة والوصول إلى نصيبه

من الفرح الأبدي مع المسيح والمقدسين .

اخبروهم بأن القيامة طرحت الخوف إلى خارج ، ولا مكان له بعد في حياة المتمتعين بروح هذه القيامة

بل هم في ملء السلام والسكينة والطمأنينة ، رغم كل يجتازون به من ضيقات ومخاطر وتحديات ومحن..

قولوا لهم أن هذه القيامة قد أعطت للفرح مفهوما جديداً ومباركا ، إذ جعلت الفرح الحقيقي

هو فرح الغلبة على الموت ، موت الخطية والمشاعر والضمير والإنسانية والسعادة..

اخبروهم بأن بركات هذه القيامة توهب للذين وضعوا في قلوبهم العيش بمبدأ تقديس النفس

لأجل خلاص الاخرين ، وانه لا نصيب لعابدي ذواتهم في أمجاد هذه القيامة وبركاتها.. 

قالوا لهم أن القيامة عربون الحياة الأبدية كاملة السعادة، هي غني لا يحد ، مجد لا يوصف

سر فرح وسعادة ورجاء الخليقة الجديدة. 

اخبروهم بأن القيامة تجعل الإنسان المؤمن يهتف ليل نهار لمن اعطاه الحرية والكرامة والحياة

وروح الخليقة الجديدة ، بصلوات وتسابيح وفرح ودموع ، ولسان حاله يقول “الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (2 كو 5: 17).

اخبروهم بأن قوة القيامة ستظل تساند كل الذين وضعوا في قلوبهم الحياة حسب فكر الروح وخطته

رافضين كل نداءات الجسد وأفكاره ، وإن كلفهم ذلك مزيداً من الصبر والتعب والمعاناة ومواجهات مع التحديات والمعوقات والاغراءات


اخبروهم بأن القيامة قد صنعت سلاما ومصالحة وشراكة بين الله والإنسان بين السمائيين والارضيين

قد استعادت سعادة الإنسان وكرامته ، قد نجحت في فعل ما يساعد الإنسان على مواجهة الموت

والصعاب والمجهول بكل رجاء وقوة وثبات وإيمان..

اخبروهم بأن القيامة أبطلت سلطان الموت ورهبته، وجعلت من الموت حدثا مفرحا للمؤمن يقدُم ومعه كل سلام وفرح وطمأنينة 
يا احبائي خبروا بعظمة الذي نقلكم من الظلمة إلى نوره العجيب ، ومن الفساد واللعنة والموت إلى حرية مجد أولاد الله وشركة الملكوت المبارك…

شاهد أيضاً

انتخابات البرلمان المصري

انتخابات وانتخابات

عرفت الانتخابات التي شهدتها مصر عقب ثورة يناير نسب مشاركة كبيرة وقوة في المعارك السياسية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.