الجمعة , يونيو 13 2025

حروب حقوق البث المباشر: كيف تحولت مباريات كرة القدم لصراع بمليارات الدولارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

لم يكن الأمر معقدًا في السابق. مجرد أريكة وجهاز استقبال ومشاهدة مباراة نهاية الأسبوع. أما اليوم؛ فقد باتت كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميدانًا لصراع شرس ليس في الملاعب، بل على الشاشات أيضًا. فوراء كل مباراة منقولة تدور مواجهة ضارية، حيث تتنافس حكومات وشركات تكنولوجية عملاقة ومؤسسات إعلامية كبرى على حقوق بث تساوي المليارات، بينما يقف المشاهدون في قلب العاصفة، ويترقّب المستثمرون وضوح الرؤية وسط زحام المنافسة.

انفجار مشاهدة كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

حاول أن تمر بمقهى شعبي في القاهرة أثناء إحدى ليالي دوري الأبطال دون أن تسمع ضجيج الجماهير أو ترى الأعين شاخصة نحو الشاشات، أو أن تتصفح القنوات الفضائية في الرياض خلال ليالي رمضان دون أن تواجهك مباراة تُبث مباشرة. ذلك الأمر يكاد يكون مستحيلًا.  بين كل هذا الحماس، تطبيقات مثل ميلبيت أصبحت جزءًا من التجربة، خاصة لمن يراهنون على كل تمريرة وتسديدة كرة القدم هنا أشبه بمعتقد جماهيري، وحماسها جارف وحضورها طاغٍ، وتأثيرها ممتد في تفاصيل الحياة اليومية. فالمسألة لا تقتصر على متابعة لقاء رياضي، بل ترتبط بالانتماء والاعتزاز وإظهار التفوق.

ولا تُعد هذه الظاهرة مجرد انطباع شعبي، فالإحصاءات تدعمها! إذ يتجاوز عدد متابعي الكرة في المنطقة 400 مليون مشاهد، وتتحول كثير من المباريات إلى أحداث قومية خلال ذروات المواسم. وعلى عكس ما يجري في الغرب، حيث تُعزز متابعة الأندية نسب المشاهدة؛ يرتفع التفاعل في المنطقة بشكل خاص خلال البطولات القارية ومباريات الديربي، مما يجذب حتى الجمهور غير المتابع عادةً. يرفع هذا التفاعل الكثيف من سقف الطلب، ويدرك القائمون على خدمات البث أن هذا السوق يمثل فرصة تساوي وزنها ذهبًا.

لماذا أصبحت حقوق البث باهظة الثمن الآن؟

في يوم من الأيام كان بإمكان القنوات الإقليمية أن تتدبر أمرها من خلال البث المشترك والبث التلفزيوني المتأخر. لكن لم يعد ذلك ممكنًا الآن. فمع تعطيل المنصات الرقمية للشبكات القديمة؛ أصبحت حرب المزايدات على حقوق كرة القدم وحشية ومكلفة للغاية. هذه بعض الأسباب الواضحة للأمر:

  • الإقبال غير المسبوق: لا تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة من الدار البيضاء إلى مسقط فحسب، بل هي أكثر أشكال الترفيه مشاهدة.
  • دخول جهات مؤثرة في مجال التكنولوجيا: تضخ تطبيقات البث المباشر مثل “شاهد” و”ستارز بلاي” الملايين في العروض الحصرية لتكوين قاعدة جماهير وفية.
  • النفوذ الحكومي: تدعم دول مثل المملكة العربية السعودية الشبكات الوطنية لاستعادة الهيمنة من الجهات الأجنبية.
  • تدابير مكافحة القرصنة: ترفع المعارك القانونية والاستثمارات التقنية لمكافحة القرصنة من التكاليف التشغيلية كثيرًا.

بالنظر لهذه الأسباب مجتمعة، يتكشّف لنا سوق يمكن أن تتخطى فيه حزمة حقوق البطولة الواحدة حاجز المليار دولار.

المنصات والسياسات: من يقاتل من أجل ماذا؟

لم تعد المنافسة على حقوق بث مباريات كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا محصورة في إطار تجاري فقط، بل تحولت إلى ساحة صراع جيوسياسي ومضمار سباق تقني ومعركة تنافسية بين العلامات التجارية. في وسط هذه المعركة، أصبح تحميل Melbet خيارًا شائعًا بين الجماهير التي تبحث عن متابعة مباشرة وفرص ربح أثناء المشاهدة. تسعى الحكومات إلى تحقيق مجد وطني على الشاشات، بينما تبحث منصات البث عن مشتركين يدفعون اشتراكاتهم. أما الجهات التقليدية فتقاوم من أجل الاستمرار. الكل يتسابق للفوز بحصة من السوق، وكل اتفاق يُبرم هو بمثابة ضربة استراتيجية.

الشبكات المدعومة من الحكومة في مواجهة تطبيقات البث الخاصة

يتتجاوز الأمر الأرباح المالية، ليصل إلى معركة من يشكل الخطاب العام. لا تزال شبكة “بي إن سبورتس” القطرية تهيمن على المشهد بفضل احتكارها لبطولات عالمية كدوري أبطال أوروبا والمنافسات الدولية، إلى جانب امتلاكها قاعدة جماهيرية واسعة في المنطقة. لكن المشهد تغير الآن! إذ بدأت السعودية، ضمن إطار رؤية 2030 وسعيها لقيادة المشهد الإعلامي والرياضي؛ في الاستثمار بشكل مكثف في القنوات المحلية، ساعية لإعادة زمام الأمور إلى السيطرة الداخلية.

في المقابل، تواصل منصات البث الخاصة مثل “شاهد” و”ستارز بلاي” التقدم بهدوء وبذكاء، متجاوزة البث عبر الأقمار الصناعية لتصل مباشرة إلى مستخدمي الهواتف المحمولة، ولا تحركها دوافع سياسية، بل تعتمد على الخوارزميات وجمهور رقمي شاب، وتتمتع بالمرونة اللازمة للمغامرة. وعلى عكس الجهات التقليدية، فهي مستعدة للخسائر في المدى القريب طمعًا في النفوذ طويل الأمد. بات الصراع على حقوق البث في المنطقة معركة بين النظام القديم والتجديد، وهو يتسارع بوتيرة غير مسبوقة.

نماذج الاشتراك والعرض الحصري وتحديات القرصنة

بات تعدد التطبيقات وتشتت الحقوق يمثل تحديًا حقيقيًا. قد يجد المشجع المغربي نفسه مضطرًا للاشتراك في ثلاث خدمات مختلفة لمتابعة فريقه المحلي ودوري أوروبي ومنتخب بلاده. هذا التشتت يزرع الإحباط ويدعم انتشار البث غير الشرعي (المسروق).

تدرك المنصات هذه الحقيقة، لكنها تتمسك بالحصرية، لأنها ترفع من قيمة بيانات المستخدم ومكانة الإعلانات المعروضة.

لكن الحصرية لا تأتي بلا ثمن. لا تزال القرصنة الرقمية متفشية، خصوصًا في ظل زيادة تكاليف الاشتراكات. يظهر البث غير القانوني للمباريات الكبيرة بسرعة تفوق قدرة المنصات على إزالته، مما يكلفها ملايين الدولارات. كرد فعل؛ بدأت بعض الشركات في فرض قيود جغرافية صارمة، ووضع علامات مائية فريدة على كل بث، والتعاون مع الحكومات لتعقب المخالفين. لكن المتقنين للتكنولوجيا يجدون دائمًا منافذ لتحقيق مرادهم. وبالنسبة للمهتمين بالمراهنات، فإن الوصول الفوري والدقيق ليس رفاهية، بل ضرورة — خاصة حين تُقدَّم حوافز مثل برومو كود ميل بيت التي تُغري المستخدمين بخدمات حصرية وعروض مباشرة. وفي هذا المشهد الإعلامي المشتت، فحتى ذلك لم يعد مضمونًا.

أثر ذلك على المشجعين وهيئات البث المحلية

لا يشعر المشجعون في الجزائر أو الأردن بمزايا البث الجديد بقدر ما يشعرون بأنه متاهة معقدة. تتطلب متابعة الدوريات أو المنتخبات اشتراكات متعددة، والأسعار تتزايد، والخيارات تتشعب، لتصبح مشاهدة المباراة تجربة إدارية مرهقة أكثر من كونها ترفيهية. وحتى مع انتشار حلول بديلة، مثل تطبيقات البث أو منصات التفاعل الجديدة، بما فيها ميلبيت للمراهنات التي تجذب بعض المستخدمين الباحثين عن تجربة أكثر تفاعلية، إلا أن الواقع يبقى بعيدًا عن متناول الجمهور الواسع الذي يفتقر إلى خيارات مبسطة وميسورة.

تعاني القنوات المحلية الصغيرة كذلك، تلك التي اعتادت تقديم الإعادات والتحليلات أصبحت عاجزة أمام متطلبات الترخيص وتقنيات البث الحديثة. فلا يمكنها تحمل تكلفة الحقوق الحصرية، وحتى إن تمكنت، فإنها تفتقر للإمكانات اللازمة للبث المباشر. هكذا تتسع الفجوة بين الجهات العالمية والمؤسسات المحلية، وتنعكس آثارها على الصحفيين وفرق الإنتاج والرعاة المحليين.

ماذا يحمل المستقبل بالنسبة لحقوق البث في المنطقة؟

ترى ما المحطة المفصلية القادمة؟ إنها كأس العالم 2026. ولن تكون المسألة محصورة في المنافسات الرياضية فحسب، بل فيمن يملك حق بثها. تُعقد مفاوضات ضخمة حاليًا خلف الكواليس، وقد تدخل جهات عالمية جديدة للمشهد، وربما جهات من الصين أو الهند، للمنافسة على الحقوق الإقليمية بقوة. وفي هذا المشهد المعقد، تتسع رقعة التفاعل الجماهيري عبر أدوات وتطبيقات مخصصة، مثل برنامج Melbet، الذي يعكس اتجاها متزايدًا نحو الدمج بين الترفيه، والتقنية، والمشاركة المباشرة في الأحداث الرياضية. ستتلاشى الفروق بين الرياضة والسياسة والخدمات التقنية مع سعي المنصات الرقمية لاحتكار قنوات التوزيع. ينبؤ ذلك بنمو متوقع في العروض المجمعة، وتصعيد للقيود الجغرافية، وتطور في أساليب مكافحة القرصنة. سيظل الجمهور يتابع المباريات بلا شك، لكن بثمن أعلى وبحواجز رقمية أكبر. السؤال لم يعد: هل سيشاهد الناس مباريات كرة القدم عبر البث المباشر؟ بل: من سيتحكم في وسيلة المشاهدة؟ تلك الإجابة ستحدد مستقبل كرة القدم على الشاشة ليس فقط في المنطقة، بل في العالم بأسره. الحرب مستمرة، بل إنها تزداد ضراوة وتكلفة وسرعة.

شاهد أيضاً

تصدر مصطفى القاضي بعد منشور صادم بالسب والدعاء على محمود الخطيب

أمل فرج تصدر مصطفى القاضي، المدير التنفيذي لنادي جرين هيلز الشروق، التريند بعد منشور مسيء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.