كتبه: واصف ماجد
أثار كاهن أرثوذكسي موجة جدل واسع بعد نشره تصريحًا علنيًا يدعو فيه إلى “استعادة الدولة الأموية الحديثة”، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل امتدادًا لما وصفه بـ”فخر مسيحيي سوريا وعائلته”، ومُشيرًا في السياق إلى القديس يوحنا الدمشقي.
وجاء في التصريح المنسوب إلى الكاهن سبيريدون طنوس: “سأساهم باستعادة الدولة الأموية
كما فعل فخر مسيحيي سوريا وعائلته”، معتبرًا أن القديس يوحنا الدمشقي (منصور بن سرجون)
وعائلته كانوا جزءًا من إدارة الدولة الأموية، مضيفًا: “نحن سنتبع خطى قديس سوريا يوحنا الدمشقي
وسنكون جزءًا من الأموية الحديثة”.
الطرح المعلن، والذي ورد بصيغة تبشيرية، أثار ردود فعل متباينة داخل الأوساط المسيحية السورية
خاصة في ظل ما تمثله الدولة الأموية تاريخيًا من حقبة صعبة ارتبطت عند كثيرين بتهميش المسيحيين
وإقصاء دورهم الثقافي والروحي. كما أثار التصريح تساؤلات حول مدى انسجام هذه الدعوة مع الثوابت
اللاهوتية والكنسية الأرثوذكسية، التي تنأى تقليديًا عن الارتباط بأي مشاريع سلطوية أو أيديولوجيات سياسية.
الحديث عن “دولة أموية حديثة” بصيغة استلهامية من كاهن في موقع رعوي، اعتبره بعض المتابعين
خروجًا عن السياق التاريخي والكنسي، لا سيما أن الاستناد إلى القديس يوحنا الدمشقي جاء بطريقة
يُنظر إليها على أنها اجتزاء انتقائي لتجربة شخصية كانت تحيا في ظل ظرف سياسي قسري
لا يمكن تعميمه أو إسقاطه على الحاضر.
عدد من الأصوات الكنسية والثقافية عبّرت عن قلقها من هذا التوجه، مؤكدين أن استحضار رموز
الإيمان المسيحي في سياقات غير لاهوتية يضر بالصورة الجامعة للكنيسة، ويهدد بخلط غير مسؤول
بين الرؤية الروحية والدعوات السياسية التي تتطلب حذرًا بالغًا، خاصة في بيئات متعددة الأديان
والطوائف كالساحة السورية.
ورغم أن الكاهن لم يُصدر توضيحًا حتى الآن، إلا أن ما ورد في تصريحه يطرح ضرورة فتح نقاش
أعمق حول حدود التعبير السياسي في الخطاب الكنسي، ومدى توافقه مع الدور الرعوي والرسولي للكهنة
بعيدًا عن أي استقطاب أو توظيف تاريخي لا يخدم وحدة الكنيسة ولا استقرار المجتمع.

جريدة الأهرام الجديد الكندية
