الأحد , يوليو 13 2025
سوريا
كنيسة مار إلياس بدمشق بسوريا

دمشق تودّع أبناءها: 13 شهيدًا مدنيًا في تفجير كنيسة مار إلياس أثناء قداس الأحد

واصف ماجد


استفاقت العاصمة السورية دمشق، صباح الأحد الماضي، على مشهد مأساوي جديد هزّ الوجدان الوطني، بعد أن استهدف تفجير إرهابي انتحاري كنيسة مار إلياس للروم الكاثوليك خلال إقامة القداس الإلهي، مما أسفر عن استشهاد 13 شخصًا من أبناء المدينة، وإصابة آخرين، بعضهم في حالات حرجة.

جاء التفجير في لحظة صلاة صامتة، حيث كان المصلّون من مختلف الأعمار يؤدون شعائرهم الدينية

داخل الكنيسة، حين تمكّن انتحاري من الدخول وتفجير نفسه وسط الجموع.

ووفقًا لشهود عيان، فقد حاول البعض التحرك فور ملاحظة الخطر، لكن الوقت لم يكن كافيًا لتفادي الكارثة.

من بين الضحايا، استُشهدت مريم بشارة التي كانت برفقة شقيقها نبيل بشارة، بينما فقدت عائلة بشارة أيضًا

الشاب سليمان بشارة وابنة العائلة جوليا بشارة، في فاجعة واحدة جمعت أشقاء وأقارب في ذات الحادث .

كما قضت في التفجير الشابة إنجي عماد الشدايدة، التي كانت تشارك في خدمة القداس، إلى جانب الشاب

عبدلله نادر، الذي عُرف بروحه الاجتماعية و خدمته الكنسية .

ولم يكن المشهد أقل إيلامًا مع استشهاد لورانس الأمير، وكذلك معن كوسا .

كما فقدت عائلة جوابرة اثنين من أبنائها، هما فريد الجوابرة ومزيد جوابرة، اللذان استشهدا معًا

فيما ارتقى عبدلله عطية، أحد شباب الرعية النشطين، خلال محاولته مساعدة المصابين

قبل أن تلتقطه شظية قاتلة.

وأكملت المأساة برحيل كل من مطانيوس فياض، أحد أقدم مرتادي الكنيسة، وماريان عيسى

الطالبة الجامعية التي كانت تواظب على الحضور الروحي في كل قداس.

أجواء من الذهول والحزن

المشهد الذي أعقب التفجير كان بالغ القسوة، حيث انتشرت الأجساد والدماء بين مقاعد الكنيسة

فيما حاول من بقي على قيد الحياة تقديم المساعدة، بينما سادت الصدمة والذهول أرجاء المكان.

هرعت فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى الموقع، وتم نقل الضحايا والمصابين إلى المستشفيات المجاورة

في وقت أعلنت فيه الكنيسة الحداد وتعليق الصلوات والأنشطة إلى أجل غير مسمّى.

الكنيسة: لن نخاف.. القداس سيُستكمل

وفي بيان رسمي، نددت الكنيسة بما وصفته “عدوانًا إرهابيًا جبانًا يستهدف الأبرياء

ويضرب قدسية دور العبادة”، مؤكدة أن “ما جرى لن يكسر إرادة المصلين ولا روح الصلاة”.

وشدد البيان على أن “كنيسة مار إلياس ستبقى منارة إيمان وبيتًا لكل من يطلب السلام، مهما اشتد الظلام حولها”.

ردود فعل واسعة وتحقيقات أمنية

الحادث أثار ردود فعل محلية ودولية واسعة، وعبّرت شخصيات دينية ومدنية عن تضامنها الكامل مع أهالي الضحايا، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن الجريمة.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية أن التحقيقات جارية، مرجّحة وقوف تنظيم متطرّف خلف العملية

دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية حتى الآن.

خاتمة


في أحد الأحياء العريقة بدمشق، لم يكن المصلّون يتوقعون أن يكون هذا الأحد هو الأخير لهم في الحياة.

لكنهم، كما قال أحد الناجين، “غادروا المكان الذي أحبوه، وارتقوا بسلام من الكنيسة إلى السماء”.

والآن، تبقى صورهم وأسماؤهم محفورة في ذاكرة المكان، شاهدة على فاجعة لن تُنسى، وعلى إيمان لا يُهزم.

شاهد أيضاً

البيئة الكندية تحذر من موجات حرارة وعواصف رعدية في أنحاء كندا

الأهرام الكندي .. تورنتو أصدرت هيئة البيئة الكندية تحذيرات واسعة النطاق بسبب موجات حر شديدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.