واصف ماجد
في كلمة روحية اتسمت بالوضوح والصدق، رسم نيافة الحبر الجليل الأنبا أولوجيوس، الأسقف العام لكنائس عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون، ملامح خدمته الروحية والرعوية، مؤكداً التزامه بنهج كنسي أصيل
يضع الهيبة والقداسة في مقدمة أولويات العبادة الليتورجية.
وخلال كلمته التي ألقاها أمس وسط حضور كنسي وشعبي واسع، شدد نيافته على ضرورة الحفاظ
على قدسية الكنيسة، والابتعاد عن أي مظاهر قد تنتقص من رهبة المكان أو قداسة اللحظة، قائلاً:
«لا للتصفيق في الكنيسة… لا للمارشات الكشفية في استقبال الكهنة أو الأساقفة
لا للحركة والكلام أثناء القداسات».
وفي المقابل، دعا إلى الالتزام بما تسلمته الكنيسة من تقاليد روحية أرثوذكسية، قائلًا:
«نعم لاستقبال الآباء بالألحان كما تسلمنا من الكنيسة»، في إشارة واضحة إلى أهمية الحفاظ
على روح الطقس الكنسي وهدوئه.
واعتبر نيافة الأنبا أولوجيوس أن عبارة «ببيتك يا رب تليق القداسة» لا ينبغي أن تُردد بوصفها
مجرد آية محفوظة، بل يجب أن تُترجم إلى مبدأ روحي نعيشه ونتنفسه داخل كل فعل ليتورجي
بدءًا من دخول الكنيسة وحتى نهاية الصلاة، وهو ما يتطلب وعيًا روحيًا بأبعاد العبادة وهيبة المذبح.
وأكد نيافته أن الكنيسة ليست ساحة للاستعراض أو مظاهر الاحتفال الدنيوية، بل موضع للقاء العميق مع الله
حيث يسود الصمت والتأمل والخشوع، موضحًا أن البساطة لا تعني التساهل، بل هي تعبير عن عمق روحي أصيل.
وقد لاقت كلمة نيافة الأسقف ترحيبًا واسعًا، واعتبرها كثيرون بمثابة إعلان مبكر عن توجه روحي
واضح يميز خدمته، ويعكس فهمًا كنسيًا ناضجًا وحرصًا على إعادة الاعتبار للنسق الليتورجي الأرثوذكسي.
كما أعرب عدد من أبناء الإيبارشية عن فرحتهم البالغة بوجود نيافته ضمن آباء القاهرة
متوقعين أن تكون خدمته نقطة انطلاق لنهضة روحية مباركة تشمل قطاعات الخدمة كافة
من خلال خطاب كنسي متزن، يجمع بين العمق والبساطة، وبين الحفاظ على الهوية
والانفتاح على احتياجات العصر.
الأنبا أولوجيوس الأنبا أولوجيوس