الجمعة , ديسمبر 5 2025
سوريا
الشيخ مرهج شاهين

بعد وفاة الشيخ مرهج شاهين.. أصابع الاتهام تتجه إلى الجولاني ومشروعه المظلم جنوب سوريا

واصف ماجد

لم تكن وفاة الشيخ الثمانيني مرهج شاهين مجرد حدث عابر في بلدة الثعلة بريف السويداء، بل كانت لحظة انفجار رمزية في وجه واقع أمني هشّ، وغياب شبه تام للدولة، وسط توسّع خريطة النفوذ غير الرسمي للجماعات المسلحة.


الشيخ، الذي نُكّست له اللحى في السويداء، لم يمت مريضًا، بل “مقهورًا”، كما يقول أحد جيرانه.

مات بعدما اقتُحم بيته، وهُدّد، وأُجبر على حلق شاربه أمام الكاميرا، في واحدة من أكثر المشاهد

إذلالًا لرمز اجتماعي، لم يعرف الناس عنه سوى الحكمة والصمت.

فيديو واحد.. كفى لتفجير الغضب

الاعتداء الذي وثقته عدسة أحد المعتدين لم يكن مجرد مشهد عابر، بل بدا وكأنه رسالة موجّهة.

شاربٌ يُحلق، وكاميرا ترصد، وشيخٌ لا يقاوم. الفيديو انتشر كالنار، والغضب عمّ كل منزل.

لم يُعد يهم من الفاعل فقط، بل من سمح له، ومن غطاه، ومن صمت عنه.

بعد أيام قليلة، سُجّلت الوفاة رسميًا: “الشيخ مرهج شاهين، 80 عامًا، فارق الحياة متأثرًا بحالة نفسية شديدة”.

لكن ما بين السطور لا يحتاج لطبيب شرعي، بل لقراءة سياسية واضحة.

من الجاني الحقيقي؟

الفاعل المباشر قد يكون معروفًا للأهالي، وقد تتضح هويته قريبًا، لكن السؤال الأخطر:

من يقف خلف هذا النوع من الإهانات الممنهجة ؟ من يحاول تفكيك ما تبقى من تماسك اجتماعي

في محافظة تُعرف تاريخيًا بصلابة بُنيتها الداخلية؟

العيون بدأت تتجه إلى أبو محمد الجولاني، زعيم “هيئة تحرير الشام“، لا بوصفه المتهم المباشر

بل بصفته صاحب مشروع توسّع لا يتوقف، ولو عبر وسطاء، ولو خارج إدلب.

ما حدث في الثعلة يشبه أسلوب الهيئة: إذلال الرمز، تصوير الجريمة، ثم إرسال الرسالة.

ليست هذه المرة الأولى التي تتردد فيها أنباء عن وجود غير مباشر للجولاني في الجنوب السوري

عبر جماعات محلية ممولة أو مخترقة. والاعتداء على الشيخ شاهين يحمل نفس البصمة:

عقوبة معنوية تُنفذ أمام الكاميرا، بيد عناصر محليين، وتُنشر لترويع مجتمع كامل.

الهيئة تتمدّد؟

الجولاني، الذي حاول خلال السنوات الماضية الترويج لنفسه ببدلة مدنية وربطة عنق في لقاءات تلفزيونية

لا يزال يُمارس سياسات الحكم بالفوضى في إدلب، وها هو على ما يبدو يختبر هذه الأدوات في مناطق أبعد

حيث لا سلطة ولا رادع.

السويداء التي أنهكتها الخطف والفوضى والمخدرات، تبدو اليوم ساحة مفتوحة أمام جماعات لا تحمل إلا مشروعًا واحدًا: إسقاط الرموز، وفرض واقع جديد بالسلاح والمال، وعبر بث الرعب بدل الحوار.

لماذا مرهج شاهين؟

الشيخ مرهج لم يكن زعيمًا عسكريًا، ولا متصدرًا في مشهد سياسي. لكنه “رمز”.

رجل كبير، معروف، يحظى بالاحترام في منطقته.

ضربه هو ضرب للكرامة الجمعية. لذلك، لم يكن اختياره عبثًا، بل رسالة واضحة: “لا أحد بعيد عن الإهانة”.

الحلقة الأخطر: صمت الدولة

لا بيان رسمي. لا توقيفات. لا إعلان نتائج تحقيق. هذا الصمت هو الشريك الأخطر في الجريمة.

فحين يُهان شيخ أمام بيته ولا تتحرك الدولة، تصبح البلاد مفتوحة أمام كل سلاح مأجور وكل مشروع عابر للحدود.

السويداء إلى أين؟

لا يتعلق الأمر بحادث فردي، بل بمسار مقلق بدأ يتمدد بهدوء.

وإذا لم يكن هناك رد فعل حقيقي – لا من الدولة ولا من الفعاليات الأهلية – فستتكرر القصة. وربما المرة المقبلة، لا تكون الضحية شيخًا، بل بلدة، أو طائفة، أو نسيج كامل.


الخلاصة:


حادثة الشيخ مرهج شاهين ليست النهاية، بل بداية مرحلة تحتاج من الجميع أن يُسمّي الأمور بأسمائها: الجولاني يتحمل المسؤولية السياسية عن مناخ الفوضى، حتى لو لم يضغط على الزناد بيده.

السويداء ليست منطقة نفوذ شاغرة، ومن يراهن على صمتها، لا يعرف ذاكرة هذا الجبل.

شاهد أيضاً

خبراء مصريون يعلقون بشأن اتهام الخارجية الإثيوبية لمصر برفض التفاوض

بعد اتهام وجهته وزارة الخارجية الأثيوبية لمصر أنها ترفض التفاوض و الحوار وتقود حملة تخريب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.