الجمعة , ديسمبر 5 2025
الكنيسة القبطية
الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي المصري للسينما وعضو الرهبنة الفرنسيسكانية

مشاركة الأب بطرس دانيال في إكليل أرثوذكسي تُشعل جدلًا لاهوتيًا واسعًا : بين التحفظ العقيدي والانفتاح المسكوني

واصف ماجد

أثار ظهور الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكي المصري للسينما وعضو الرهبنة الفرنسيسكانية، وهو يرتدي زيه الكهنوتي الرهبانى ويشارك في طقس إكليل داخل كنيسة قبطية أرثوذكسية، موجة من الجدل الواسع

في الأوساط الكنسية والإعلامية، خاصة بعد تداول مقطع مصور يُظهره يتلو جزءًا مما يُعرف

بـ”وصية العريس” ضمن الصلوات الطقسية، في حضور كاهن أرثوذكسي ووسط أجواء الطقس الرسمي للسر.

مواقف متباينة: بين أربع اتجاهات داخلية

الاتجاه الأصولي

يرى أن ما حدث يُعد “تجاوزًا لاهوتيًا وطقسيًا صارخًا”، يتناقض مع العقيدة الأرثوذكسية التي تشترط وحدة الإيمان

لمشاركة أي طرف في الأسرار. ويعتبر هذا التيار أن مشاركة كاهن كاثوليكي – يرتدي زي الخدمة

ويؤدي قراءة طقسية – تشكل انتهاكًا مباشرًا لقدسية السر، وتعديًا على وظيفة الكاهن الأرثوذكسي.

هذا الاتجاه يُحمّل المسؤولية للرعاة الأرثوذكس المعنيين، ويطالب المجمع المقدس بفتح تحقيق رسمي

وبتجديد التشديد على الانضباط الليتورجي، ورفض “المجاملات المسكونية التي تفرّغ الطقس من مضمونه”، بحسب تعبيرهم.

الاتجاه الوسطي

يتبنى مقاربة تعتمد على التمييز بين النية الرعوية والأثر العقيدي. فبينما لا يرى في حضور الأب بطرس دانيال نية لتعدي عقيدي، إلا أن مشاركته داخل طقس سرّ مقدس، وبالزي الكامل، تجاوز لا يمكن تجاهله.

هذا التيار يطالب بتوضيح من الجهات الكنسية الأرثوذكسية، دون تهويل أو تسييس، ويقترح إصدار

إرشادات طقسية واضحة حول كيفية إدارة المناسبات المشتركة، تجنبًا لتكرار هذا النوع من الجدل.

الاتجاه المسكوني المنفتح

رحب بالمشاركة باعتبارها علامة على المحبة المسيحية والوحدة المرجوة بين الكنائس، واعتبر الانتقادات الموجهة للحادثة “إقصائية وغير ملائمة للروح المعاصرة”.

يرى هذا الاتجاه أن التمييز بين الكنائس لا يجب أن يمنع التعاون الرمزي، معتبرًا أن ما حدث

“مبادرة رعوية جميلة” تعكس تقاربًا روحيًا.

لكن هذا الطرح يلقى رفضًا واسعًا من باقي الاتجاهات، التي تعتبر أن الوحدة لا يمكن أن تكون شكلية

أو على حساب الإيمان المشترك.

البُعد اللاهوتي والطقسي

وفق التعليم الأرثوذكسي الرسمي، يُعتبر سر الزيجة من الأسرار التي تُمنح فقط داخل الكنيسة الواحدة، بواسطة كاهن يحمل نفس الإيمان والعقيدة.

والشركة في الأسرار تتطلب وحدة لاهوتية كاملة، وهو ما يجعل مشاركة كاهن كاثوليكي – بحسب الموقف الأرثوذكسي – غير مقبولة، حتى وإن كانت رمزية أو بروتوكولية.

صمت رسمي ومطالب بإيضاح

حتى لحظة إعداد هذا التحقيق، لم تُصدر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانًا رسميًا بشأن الواقعة، ما فتح المجال لتأويلات واسعة بين الأوساط الكنسية.

وتطالب أطراف عدة بضرورة إصدار توضيح رسمي يحدد الموقف اللاهوتي، ويوضح الإجراءات المنتظرة لتفادي اللبس.

السياق الأوسع: مجاملات أم فوضى مسكونية؟

تأتي هذه الواقعة في سياق حساس تعيشه الكنيسة الأرثوذكسية عالميًا، وسط نقاشات محتدمة حول المسكونية، حدود الشراكة، وطبيعة الحوار بين الكنائس.

ويشير مراقبون إلى أن التساهل في بعض السياقات المحلية قد يتحول إلى سابقة تُضعف موقف الكنيسة العقيدي.

شاهد أيضاً

الصين

حمزة 3”.. مصر تبرم اتفاقية مع تشينغداو الصينية لإنتاج مسيّرة بنسبة مكون محلي 85%

أبرمت الهيئة العربية للتصنيع اتفاقية تعاون مع شركة تشينغداو هنغروي تكنولوجي الصينية لتصنيع طائرة مسيّرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.