في زمنٍ بات فيه الحديث عن النزاهة والكفاءة عملة نادرة، يظهر من بين الصفوف رجلٌ لا يحتاج إلى حملة دعائية، ولا إلى وعود براقة، يكفيه اسمه وتاريخه ليتقدّم بثقة نحو ثقة الناس. إنه المستشار أحمد مصطفى العادلي، الذي لم يطرق باب صناديق الاقتراع إلا وقد سبقه احترامه، وسبقه تاريخه، وسبقته سمعته
التي لم تتلوّث يومًا.
لم يكن فوزه بمقعد مجلس الشيوخ مجرّد نتيجة انتخابية عابرة، بل كان تتويجًا لسنوات من العمل الجاد
والالتزام الوطني، والحضور المجتمعي الوازن. فمن يعرف الرجل، يعرف تمامًا أنه لم يكن يومًا
بعيدًا عن قضايا الناس، ولا عن آمالهم، ولا عن تطلعاتهم، بل كان دائمًا في قلب المشهد
حاضرًا بحكمته، ومتحدثًا بصمته الذي يحمل أكثر مما تقوله الكلمات.
ينتمي المستشار أحمد العادلي إلى مدرسة نادرة في الأداء العام، مدرسة الصدق أولًا
والعدل أساسًا، والتواضع رغم المقام. لم يكن بحاجة إلى الضجيج، ولا إلى الاستعراض، فالرجل ابن قضاء
وابن مواقف، وابن بيئة علمت أبناءها أن العطاء لا يحتاج إلى ميكروفون، بل إلى نية صادقة ويد نظيفة.
وما فعله أبناء سوهاج حين وضعوا اسمه على ورقة التصويت، لم يكن فقط تعبيرًا عن تأييد انتخابي
بل كان بيانًا شعبيًا بالإجماع: هذا الرجل أهلٌ للثقة، وجديرٌ بالمسؤولية.
أحمد العادلي لا يمثل حزبًا فقط، ولا دائرةً بعينها، بل يمثل جيلًا من الكفاءات الوطنية التي ترفض
أن تبيع صمتها، أو تشتري مجدًا زائفًا. رجل أثبت أن النجاح لا يُقاس بالصوت العالي
بل بالأثر الطيب، والسيرة النقية، والعلاقات التي تُبنى على الاحترام لا المصالح.
في مجلس الشيوخ، لا شك أن وجوده سيكون إضافة حقيقية، لأنه لا يعرف سوى لغة واحدة: لغة الوطن.
ولأن الذين مثله، حين يتكلمون، يُصغى إليهم، وحين يصمتون، يُفتقدون.
هكذا يُصنع النبلاء.
وهكذا يُكتب التاريخ بأسماء لا تُنسى.. مثل أحمد مصطفى العادلي.

المستشار أحمد العادلي وسط محبيه بعد الفوز 
المستشار أحمد العادلي وسط محبيه 
المستشار أحمد العادلي يحصد مقعد الشيوخ 
المستشار أحمد مصطفى العادلي
جريدة الأهرام الجديد الكندية
