الجمعة , ديسمبر 5 2025
كلية النصر للبنات
الدكتور علاء ثابت مسلم

علاء ثابت مسلم يكتب : بين رؤية الرئيس وقرارات الوزير من يعيد للغة الثانية مكانتها في الثانوية العامة؟


لم يعد خافيًا على أحد ما يعانيه معلمو اللغات الثانية في مصر.

فبعد أن جرى استبعاد لغاتهم من حساب المجموع في الثانوية العامة، وجدوا أنفسهم فجأة بلا دور حقيقي

داخل مدارسهم.

غابت عنهم رسالتهم التي حملوها سنوات طويلة، وهي تعليم لغة أجنبية وثقافة وحضارة، ليجدوا أنفسهم

في عزلة قاسية وكأنهم خارج المنظومة التعليمية تمامًا

هذه الأزمة لم تقتصر على المعلمين وحدهم، بل امتدت لتصيب الطلاب والباحثين بالقلق، بعدما أصبح

مستقبل دراسة اللغات الأجنبية في الجامعات مهددًا، خاصة الفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والصينية.

وبالتوازي، فقد مئات المعلمين مصدر دخلهم الأساسي من الدروس الخصوصية والكورسات

بعد أن كانت هي الملاذ الذي يحفظ لهم حياة كريمة. النتيجة أن آلاف الأسر وقعت في أزمة اقتصادية

ونفسية عميقة، بينما تحولت مكانة المعلم من الاحترام إلى السخرية والتهميش.

ولم يكن الأمر مجرد أزمة اجتماعية، بل انعكس على مستوى الطلاب، حيث أثبتت الأرقام أن العام الماضي

شهد رسوب أكثر من ٦٦ ألف طالب، بينما نجح ٣٣ ألفًا فقط “بالرأفة”، وهو ما يطرح سؤالًا خطيرًا:

هل كان استبعاد اللغات الثانية من المجموع خطوة صائبة فعلًا؟

من هنا يبرز الأمل في الحل.

الحل لا يأتي من الخارج، بل من الداخل، من رؤية إصلاحية شجاعة تقودها عقول تربوية واعية.

ومؤخرًا، طُرح مقترح علمي مدروس يعيد تشكيل الثانوية العامة بالكامل، وهو مقترح تقدّم به

الدكتور عبدالرحمن ناجي – عضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس – ليكون طوق النجاة

الذي ينتظره المعلمون والطلاب معًا.

هذا التصور لا يقوم على الحذف أو التهميش، بل على إعادة البناء. إذ ينص على أن هناك مواد أساسية

لجميع الطلاب، هي اللغة العربية، واللغة الأجنبية الأولى، واللغة الأجنبية الثانية، بحيث تبلغ درجة

كل مادة 40 درجة، بإجمالي 120 درجة للمواد الأساسية.

ثم تنقسم الثانوية إلى ثلاثة مسارات رئيسية :

المسار العلمي (رياضيات):

يضم الرياضيات (80 درجة)، الفيزياء (80 درجة)، الإحصاء (40 درجة)

بإجمالي 200 درجة.

المسار العلمي (علوم) :

يضم الكيمياء (80 درجة)، الأحياء (80 درجة)، الجيولوجيا (40 درجة) بإجمالي 200 درجة.

المسار الأدبي :

يضم الفلسفة والمنطق (50 درجة)، علم النفس والاجتماع (50 درجة)، التاريخ (50 درجة)

الجغرافيا (50 درجة)، بإجمالي 200 درجة.

وبذلك يصبح المجموع الكلي لأي مسار 320 درجة، مضافًا إليها المواد الأساسية

ليعود التوازن والعدالة بين الشعب المختلفة، ويستعيد معلمو اللغات مكانتهم ودورهم الحقيقي داخل المدرسة.

إن ما يميز هذا التصور أنه لا يهمش أي مادة، بل يضع لكل علم وزنه الطبيعي، ويمنح الطالب فرصة

لاختيار مساره بما يتناسب مع قدراته واهتماماته.

والأهم أنه يُعيد الاعتبار للغات الثانية، لتكون جزءًا أصيلًا من المنظومة، لا مجرد “خيار خارجي” بلا قيمة.

فخامة الرئيس… إذا كنا نؤمن أن مصر لن تتقدم إلا بالعلم، فإن هذا المقترح هو الطريق لبناء جيل متوازن

يجمع بين العلم واللغة، بين المعرفة والانفتاح على العالم.

إنه ليس مجرد “تصور أكاديمي”، بل حل عملي ينتظره آلاف المعلمين والطلاب والأسر.

شاهد أيضاً

أحلام الهجرة لبلاد الفرنجة

 أشرف حلمى مازالت احلام الهجرة تناوب الملايين من شعوب دول العالم الثالث بقارتي أسيا وأفريقيا …

2 تعليقان

  1. عبدالمجيد محمد

    https://www.facebook.com/share/v/1B9r6qtNKF/

    وهو التعليم الدولي بدون لغات أجنبية تانية يامعالي الوزير

    لما بنتكلم عن الشهادات الدولية في مصر. الموضوع ده مختلف تماماً عن اللي بيحصل في المدارس الحكومية والشهادة المصرية.
    اللغات الأجنبية الثانية في الشهادات الدولية: ضرورة وليست رفاهية
    في الشهادات الدولية زي الـ IB (International Baccalaureate)، و الـ IGCSE/A-Levels البريطانية، والـ Abitur الألمانية، وحتى النظام الأمريكي (SAT)، اللغات الأجنبية التانية ليها وزنها وأهميتها الكبيرة:
    * الـ IB (البكالوريا الدولية):
    * نظام الـ IB معروف إنه بيركز على تنمية الطلاب بشكل شامل، ومن أهم جوانبه هو تنمية الطلاب متعددي اللغات (multilingual students).
    * للحصول على دبلومة الـ IB، الطالب لازم يدرس لغتين على الأقل، عادةً بتكون “لغة أ” (اللغة الأم أو لغة قوية) و”لغة ب” (لغة إضافية). يعني مافيش كلام عن إن اللغة التانية تكون “بره المجموع” أو غير أساسية، دي جزء أصيل من المتطلبات الأساسية للدبلومة.
    * الهدف من ده هو إن الطالب يكون عنده وعي ثقافي أكبر ويقدر يتواصل بفعالية في عالم متعدد الثقافات.
    * الـ IGCSE/A-Levels (المنهج البريطاني):
    * في نظام الـ IGCSE، بيتم تقديم مجموعة واسعة من اللغات الأجنبية كاختيارات للطلاب، زي الفرنسية والألمانية والإسبانية وغيرها.
    * رغم إن اللغة الإنجليزية (كلغة أولى أو كلغة ثانية) بتكون إجبارية في الغالب، إلا إن دراسة لغة أجنبية تانية بتكون اختيار مهم جداً للطلاب، وبتضاف للمجموع الكلي، وبتعزز من فرصهم في القبول بالجامعات المرموقة دولياً.
    * جامعات كتير بتفضل الطلاب اللي عندهم خلفية لغوية قوية، وبتكون درجات اللغات الأجنبية ليها وزنها في التقديم.
    * الـ Abitur (الشهادة الألمانية):
    * النظام الألماني معروف بتركيزه الشديد على اللغات. المدارس الألمانية في مصر بتهتم جداً بتدريس لغتين أجنبيتين أو أكتر (عادةً الإنجليزية والفرنسية بجانب الألمانية كلغة أساسية أو لغة تدريس).
    * الحصول على الـ Abitur بيتطلب مستوى عالٍ في اللغات، وهي جزء لا يتجزأ من المنهج والمجموع الكلي.
    * النظام الأمريكي (SAT):
    * الـ SAT نفسه بيركز على اللغة الإنجليزية والرياضيات بشكل أساسي. لكن الجامعات الأمريكية، خاصة الجامعات الكبرى، بتهتم جداً بمدى إتقان الطالب للغات الأجنبية الأخرى.
    * لو الطالب قدم على جامعة دولية، أو حتى جامعات في مصر بتقبل بالنظام الأمريكي، بيكون عنده أفضلية كبيرة لو قدر يثبت إتقانه للغة تانية عن طريق شهادات إضافية أو كورسات معتمدة. بعض الجامعات قد تطلب أو تفضل أن يكون لدى الطالب خلفية في لغة أجنبية أخرى.
    الخلاصة:
    يا معالي الوزير، واضح إن هناك فرق كبير جداً في النظرة لأهمية اللغات الأجنبية الثانية بين النظام التعليمي الحكومي في مصر والشهادات الدولية. في حين أن الشهادات الدولية بتعتبر اللغات الأجنبية التانية مكون أساسي لتعليم شامل ومواطن عالمي، وتدخل ضمن التقييم الكلي، إلا أن التوجه الأخير في التعليم الحكومي بيقلل من شأنها وبيخرجها من المجموع.
    ده بيخلي ولادنا اللي في التعليم الحكومي في موقف ضعيف مقارنة بزملائهم في المدارس الدولية، وبيحد من فرصهم في المنافسة العالمية أو الحصول على منح دراسية في الخارج اللي بتشترط إتقان لغات إضافية.
    ياريت نراجع الفروقات دي ونفكر إزاي نجهز ولادنا لمستقبل محتاج مهارات لغوية متعددة، بغض النظر عن نوع الشهادة.

  2. إبراهيم ناظم

    أحسنت أستاذ علاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.