السبت , ديسمبر 6 2025
حبيب نادي

يا جماعة رَبَّوا عِيَالكًمْ!

ديه رسالة لنفسي، ولكل أب وأم، شاءت رحمة القدير وعنايته ومسّرته إن يكون عندهم عيال. لأن اللي عنده، ده من عند ربنا، واللي ماعندوش، ده برضه بسماح من ربنا، وفي كل الأحوال، اللي بيسمح بيه ربنا، بيكون هو أفضل حاجة للإنسان.

للي عنده عيال، من فضلك ربّيهِم كويس! ربيهم على الأدب والإحترام والرحمة والتعاون.

ربيهم على الأمانة والصدق، ربيهم يقولوا الحقيقة ومايخافوش، ربيهم يخافوا على حاجة الغير زي حاجتهم، وأكتر.

ربيهم إنهم يتصرفوا في الضلمة، لما يكون محدش شايفهم، زي ما بيتصرفوا في النور قدام كل الناس.

ربوهم يساندوا الضعيف، ويساعدوا المحتاج.

ربوهم، ده العالم محتاج شخصيات محترمة، قوية، عندها مبدأ. وبقول العالم، عشان محدش عارف هي عيالنا هيفضلوا معانا في نفس البيت، أو الحي، أو المدينة، أو حتى البلد ؟ ولا ممكن يسافروا في أي وقت لظروف دراستهم، أو شغلهم، أو جوازاتهم!

أي ما يكون المكان اللي هايكونوا موجودين فيه، الدنيا محتاجه ناس أصيلة، ناس بتحب الناس، ناس عايشة لنفسها ولغيرها في نفس الوقت، ناس ذوق، لطيفة، طيبة.

ربوهم على كده عشان يطلعوا الشخصيات اللي تدي للحياة طعم ولون.

افتكر نفسك لما بتقابل شخصية محترمة، خلوقة، ملتزمة، مستقيمة، إفتكر كده إيه اللي بيتردد جواك ؟

بتقول: الدنيا لسه بخير، ومقابلتك للشخصية ديه بيستفذ، ويستنفر الحلو اللي جواك، اللي غطاه التراب، ويمكن الطين!

سامع صوت بيقول : العيال كده هاتتاكل! احنا عايشين في عالم متوحش، شرس، القوي فيه بياكل الضعيف.

ونفس الصوت بيكمل ويقول: أنا مش عاوز عيالي يتاكلوا، أو يتظلموا، أو حقهم يتاكل!

الصراحة عندك حق! إحنا عايشيين في عالم شرير، والشر أكتر من الخير، والظلم أكتر من العدل.

ولو تحب أزيد كمان، الحزن أكتر من الفرح.

وكمان عندك حق إنك تخاف على عيالك إنهم يتظلموا أو يتاكل حقهم.

بس مين ضحك عليك وقالك إنك لما تربي عيالك على قلة الإحترام للغير، وإنهم يدوسوا على اللي قدامهم علشان ياخدوا حقهم، ويغضوا الطرف عن الظلم أو احتياج الغير، إنهم كده هايعيشوا مبسوطين وغالبين؟

ماهو حضرتك المقوله بتقول: القوي، فيه اللي أقوى منه! والمفتري، فيه اللي مفتري أكتر منه!

والظالم وقليل الأدب وقليل الذوق، فيه اللي أكتر منه بمراحل!

سكة الشر، أخرتها شر، بدون أي مواربة أو تزييف.

الحياة كلها زرع وحصاد، البذرة اللي زرعتها في حياة إبنك، أو بنتك، هتطلع شجرة، والشجرة ديه هاتطلع ثمر، من نفس نوع البذرة اللي اتزرعت.

الأخطر بقى، إن أول حد هايدوق من الثمر ده هو حضرتك، وتاني حد هو أغلى حد عندك، اللي هو إبنك أو بنتك، وتالت حد هو الناس اللي حواليه!

يعني بذرة المُر والعلقم اللي هي: حقي أنا وغيري مش مهم، وأنا ومن بعدي الطوفان، ودوس عليه قبل

مايدوس عليك، وغمض عينك على غلطتك وأفتحها أد كده على غلطتك غيرك، وشوه صورة وسمعة اللي

بينافسك أو متخاصم معاه عشان تكسب إنت. كل المر والشر اللي بتذرعه، هاتاكل منه، أنت وابنك أو بنتك، وكل اللي حواليكم.

عملت إيه كده حضرتك؟ غير إنك مليت الدنيا مر ومرار؟

هي مش برضه الحياة زرع وحصاد؟ أليس ما يزرعه الإنسان، إياه يحصد أيضًا؟!

نيجي بقى لأهم نقطة في موضوع التربية، وهو الحُب! الكلمة اللي إتشوه معناها وسط أفلام ومسلسلات

وفيديوهات، واتقدمت لينا بطريقة مشوهه، وإحنا شربناها، وبنشّربها لعيالنا!

ببساطة، الحُب هو ربنا ! وأي تعريف غير كده، هيكون ناقص.

اللي فينا هايعرف ربنا كويس، هايستقبل منه حُب يكفيه، ويكفي غيره، وأول حد، هيكون ولاده.

هايطلعوا شبعانين ومرويين ومكتفيين، وهم كمان هايطلعوا عارفين ربنا وبيحبوه، لإننا كلنا، أول، وأخر، وأكتر، حاجة محتاجينها، هي الحُب.

كلمة أخيرة بقى. اللي بيمشي في سكة، صاحب السكة بنفسه هو اللي بيكون رفيق الرحلة.

فيه سكة شكلها صعب وضيق، حدودها شمال ويمين هي الأمانة والإخلاص والمودة والرحمة والإستقامة

والتضحية والعدل والصدق واللطف والأدب والذوق والأخلاق، وكل قيمة ومبدأ نقي وطاهر، اللي بيمشي

في السكة ديه، ما أكدبش عليك، بيتعب أكيد، لكنه طول الوقت من جواه رافع راسه، وصاحب السكه ديه

ماشي معاه، وسانده وبيحميه وبيرعاه وبيعوضه طول ما  هو ماشي، وفي أخر السكه بيهاديه بالخير

والنور والحياة الحقيقية.


وفيه سكة تانيه شكلها حلو وجميل، وكمان واسع، حدودها يمين وشمال الكدب، والظلم والزيف والسرقة

والقسوة والانانية، وكل ماهو ضلمة وزيف، وهنا برضه صاحب السكه ديه بيمشي معاك ومع إبنك

طول حياته، وهايوصله برضه لأخر السكه، اللي هو موت أكيد، ولو مش موت بالجسد، يبقى موت لكل حاجة حلوة

وحقيقية ونقية وجميلة وأصيلة، يعني في الأخر موت برضه. ماهو إنت اللي إخترت!

عندك سكتين، ليك، ولإبنك وبنتك.

الحكمة بتقول: إختار الرفيق، قبل الطريق. لأنه هو اللي هايمشي معاك طول الرحلة، وهايوصلك للنهاية المحتومة.

علشان كده ربوا عيالكم، في سكة أخرتها يلاقوا حياة، ويكونوا لغيرهم سّند، وسبب تشجيع، ونور، وسط عالم ضلمة.

يا جماعة، ربوا عيالكم!

م

شاهد أيضاً

كلية النصر للبنات

علاء ثابت مسلم يكتب : ماذا سأفعل لو أصبحت وزيرا للتعليم ؟!

طرحت عليّ إحدى طالباتي سؤالاً يبدو بسيطاً لكنه يحمل ما وراءه:”لماذا لا تصبح وزير التربية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.