جريدة الأهرام الجديد الكندية
مقالات مشابهة
في الساعات الأخيرة من مساء أمس ، ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بأنباء تزعم وفاة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
التغريدات ومقاطع الفيديو القصيرة التي حملت وسم “TrumpDead#” انتشرت بسرعة مذهلة
وتحوّلت إلى مادة دسمة للجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها.
الشائعة
البداية جاءت من تداول صور حديثة لترامب ظهر فيها بكدمات وتورم في يديه وكاحليه.
غيابه عن المشهد العام لعدة أيام، وتكتّم دوائره المقربة عن تفاصيل صحته، فتح الباب أمام سيل من التكهنات.
بعض الحسابات المجهولة على “إكس” (تويتر سابقًا) استغلت الوضع لتروّج لخبر وفاته دون أي مصدر رسمي.
التفاعل
خلال ساعات قليلة، أصبحت الشائعة ضمن الموضوعات الأكثر تداولًا عالميًا.
بعض وسائل إعلام محلية نقلت الخبر دون تحقق كامل، بينما استخدمه معارضون سياسيون
ذريعة للتشكيك في قدرته على خوض الانتخابات المقبلة.
تكذيب
غير أن الشائعة لم تعمّر طويلاً.
ففي مساء السبت 30 أغسطس، ظهر ترامب بنفسه وهو يغادر مقر إقامته متوجهًا إلى نادي ترامب
للجولف بولاية فيرجينيا. رافقته حفيدته، والتقطت عدسات الإعلام صورًا واضحة له داخل الموكب الرئاسي.
تلك اللحظة كانت بمثابة الضربة القاضية للشائعة.
كشف حقيقة التورم والكدمات
صحف أمريكية مثل The New York Post وPeople أوضحت أن التورم والكدمات
في يدي الرئيس تعود لاستخدامه المستمر لدواء الأسبرين، إلى جانب إصابته بحالة شائعة تسمى
“القصور الوريدي المزمن”، وهي مشكلة صحية لا تشكل خطراً مباشراً على حياته.
قراءة في المشهد
خبراء الإعلام الرقمي حذروا من أن سرعة انتشار شائعة وفاة ترامب تكشف هشاشة البيئة الإعلامية
في زمن المنصات الرقمية، حيث يمكن لمجرد صورة أو تأويل خاطئ أن يشعل موجة أخبار كاذبة
يتداولها الملايين.
كما اعتبر محللون سياسيون أن توقيت الشائعة لم يكن بريئًا، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية الحاسمة.
وهكذا، سقطت الشائعة أمام ظهور علني قصير لكنه كافٍ لدحض كل المزاعم. ما بين منصات
تضخ الشائعات ووسائل إعلام تنقلها بلا تحقق، يبقى Trump نفسه – بظهوره أمام الكاميرات – هو الخبر الحقيقي، فيما تظل الوفاة المزعومة مجرد قصة زائفة لم تصمد أكثر من 24 ساعة.
