تعال احكيلك قصة من العهد القديم في الكتاب المقدس ـ التوراة ـ بتأكد الكلام ده. في يوم من الأيام ربنا رفض ملك إسمه شاول من المُلك، بسبب شره، وكسره لوصاياه.
وراح ربنا كلم نبي إسمه صموئيل، وقاله: تعال أبعتك لبيت واحد إسمه يسى، عنده 8 أولاد، أنا إخترت
واحد منهم إنه يكون الملك القادم! قوم يروح صموئيل النبي لبيت يسى، ويقوله هات أولادك قدامي
علشان أشوف مين منهم اللي ربنا إختاره يكون الملك.
بسرعة يسى يجري يجيب الولاد، ويعديهم قدام صموئيل واحد ورا التاني، بداية من البكري (الكبير)
لحد الصغير، اللي فيهم طويل، واللي فيهم قوي، واللي فيهم جميل، ورغم كل ده، ربنا قال لصموئيل النبي:
ولا واحد منهم!
يجي في بال صموئيل سؤال يسأله لأبوهم: هو فيه حد تاني غير الولاد ديه ؟ وجاء الرد أغرب من السؤال!! : أيوه فيه، الصغير، وهو دلوقتي في الحقل بيرعى الغنم.
قوم صموئيل يرد عليه ويقوله طب إبعت هاته، وقد كان، هو ده الملك القادم، داود النبي.
إيه الدرس اللي أطلع بيه من القصة؟ الحقيقة دروس كتير، بس عاوز أركز على درس منهم.
إنه لو ربنا رتب لشخص حاجة معينة، مفيش حاجة هاتمنع أبدًا، إن الحاجة ديه توصل للشخص ده، حتى لو
وصلت لدرجة، إن الشخص ده مش موجود لو الحاجة ديه بتحصل، أو تتوزع، أو تتقسم.
زي مثلًا فلوس، ميراث، ترقية، سفرية، مكافأة، إرتباط، شغل جديد، سَكْن جديد…. إلى أخره.
وده بالظبط اللي حصل في القصة بتاعة داود وصموئيل النبي! داود ماكانش موجود في البيت
وقت ما صموئيل النبي راح، لكن نصيبه من ربنا اتحفظ ليه! وهو مش موجود، وكمان على الرغم
إنه الصغير، يعني بالبلدي كده ممكن نقول: الضعيف! طب حد هايسألني: إيه الضمان؟
أقولك مفيش ضمان عندي الصراحه!
لكن الضمان الوحيد إن الكون ده ليه رب بيديره، والإله العظيم ده ليه مشيئه وترتيب وخطة لحياة كل إنسان
في الحياة ديه، من أول يوم ليه على الأرض ديه، لغاية ما يمشي منها. وبسبب قوة وقدرة وعظمة
وسيادة الإله العظيم، مفيش أي حاجة، أو أي حد، في أي زمان، أو أي مكان، يقدر يغير من الخطة ديه.
طب هايجي حد تاني هايسأل ويقول: طب فين بقى حرية الإنسان في إنه يختار؟ هقولك، الحرية ديه ربنا بنفسه
اللي أعطاها للإنسان، إنه يختار ما بين الخير أوالشر، وما بين الحياة أو الموت، وبناء على النتيجة اللي
هايختارها، هاياخد جزاءه. وفي نفس الوقت الله بحكمته وسلطانه وقدرته، بيحول إختيارات الإنسان
سواء كانت طاعة أو عصيان، علشان تتم وتتحق خطته. بإختصار، حرية الإنسان حقيقية، وهو مسئول عنها
قدام ربنا. وسيادة الله مُطْلقة، ومفيش حاجة تقدر تعطلها. والله في قدرته وحكمته بيجمع بين الإتنين.
هايجي سؤال تاني في بالك: طب ما أنا شوفت كتير قدامي ظُلم، أو فُرْص بتضيع على ناس، بسبب شر ناس تانيين،
أو بسبب ظروف البلد، أو تَدّخل حد بالواسطه مثلًا؟ هأرد عليك وأقولك: لو ماصدقتش في قدرة الإله اللي
إنت ماشي معاه، وفي حكمته، وتوقيتاته، وإنه ساعات بيأخر الحاجة، لحد ما تكون جاهز ليها، أو ساعات
بيمنعها من أساسه، لأن مفيهاش الخير ليك.
لو مش مصدق في الكلام ده، يبقى شمر كمامك وإنزل اتخانق!
روح هات حقك بالعافية، وإعمل زي ما الناس بتعمل، ولف ودور حوالين الحاجة. وعاوز أطمنك!
لو كانت الحاجة ديه نصيبك، هاتاخدها، بس هتكون وقتها دوست على ناس كتير، ودوست على حاجات
جواك، أتفضل، إستمتع بيها بقى! وفي نفس الوقت، لو الحاجة ديه مش من نصيبك، بالمصري بيتقال:
لو وقفت على راسك، مش هاتنولها.
وبرضه وقتها هاتكون دوست على ناس حواليك، ومباديء جواك.
في الختام عاوز أقول حقيقة أكيدة، ربنا، هو الوحيد في الكون ده اللي: بيعرف، ويحب، ويقدر!
يعرف إيه الخير والصالح ليا، ويحب إنه يعمل الخير والصالح ده، وهو كمان الوحيد في الكون ده اللي يقدر
يعمل الخير والصالح ده.
ومفيش قوة في الكون تقدر تمنع إيد ربنا، إن خيره يوصل ليك. عشان كده، إطمن، محدش هياخد نصيبك.
جريدة الأهرام الجديد الكندية
