الجمعة , ديسمبر 5 2025
فاطمة بدران

قانون الجذب بين الإيجابية والدجل في ميزان الإسلام

من بعض الظواهر التي ظهرت في السنوات الأخيرة ما يُسمى “قانون الجذب”، وهو مفهوم يُبسط جدًا بأن الإنسان قادر على أن يجذب لحياته ما يفكر به باستمرار.

لكن في الواقع، هو مثار حوله جدل واسع؛ لأن البعض يراه بابًا للشرك والدجل.

استغل الدجالون “قانون الجذب” لبيع الوهم من خلال دورات مدفوعة باهظة الثمن، تحت شعار

“فتح بوابة الطاقة” أو “اتبع خطوات قانون الجذب”.

ومن الطقوس الغريبة التي ظهرت: كتابة الأمنيات على ورق الغار وحرقها، استخدام البخور

والأحجار الكريمة وبعض الخواتم والأساور اعتقادًا أنها تجلب الحظ والطاقة الإيجابية.

بعض المدربين يزعمون أن الكون أو الطاقة تحقق الأمنيات! وهذا اعتقاد باطل؛ لأن الله وحده

هو القادر على كل شيء، قال تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ [الأعراف: 54].

الإسلام يحث المسلم على التفاؤل وحسن الظن بالله، فقد قال رسول الله ﷺ: “تفاءلوا بالخير تجدوه”.

إذن، التفكير الإيجابي مقبول ومطلوب إذا كان لتحفيز النفس على العمل وبذل الجهد، مع اليقين

بأن الثقة بالله هي أساس كل شيء.

أما أي خلط بين “قانون الجذب” والتعاويذ الغريبة واستحضار طاقات غيبية، فهو دجل وشعوذة

محرمة في القرآن الكريم.

وقد حذر القرآن الكريم من اتباع الكهنة، قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن: 6].

لكن بعض الدجالين الذين يدّعون العلم يبثون السم في العسل، ليسيطروا على الأشخاص الجاهلين

مقنعين إياهم بأن الطاقة تجلب الرزق وتحقق المستحيلات دون مشيئة الله، وهذا يفتح بابًا للشرك بالله.

قد يكون “قانون الجذب” وسيلة تحفيزية إذا استُخدم بعقلانية وبإيمان تام بأن للكون ربًّا قادرًا

على كل شيء، لكنه – مع الأسف – تحول إلى خدعة خطيرة استغلها الدجالون لبيع الوهم.

في بعض الحالات، وُلِّد عند الأشخاص شعور بالذنب؛ لأن المدربين أقنعوهم أن فشلهم سببه أفكارهم السلبية.

بل إن بعض العلاقات الزوجية تأزمت؛ لأن أحد الأطراف انشغل بطقوس “الجذب”

بدلًا من مواجهة المشكلات على أرض الواقع.

وبعض المدّعين يتخذون “قانون الجذب” وعلوم الطاقة ستارًا لممارسة طقوس شيطانية

خطيرة قد تؤدي إلى كوارث حقيقية تهدد المجتمع العربي.

عزيزي القارئ، لا تنخدع بالكلمات والشعارات الزائفة. فالحياة لا تُبنى على الأوهام، بل على الإيمان بالله

والثقة به والعمل الجاد.

وهذا ما يحثنا عليه ديننا الإسلامي: أن نتبع نهج القرآن الكريم، وتعليمات الأزهر الشريف، ونلجأ إلى شيوخنا الأفاضل للنصيحة والإرشاد والتوعية.

شاهد أيضاً

كلية النصر للبنات

علاء ثابت مسلم يكتب : ماذا سأفعل لو أصبحت وزيرا للتعليم ؟!

طرحت عليّ إحدى طالباتي سؤالاً يبدو بسيطاً لكنه يحمل ما وراءه:”لماذا لا تصبح وزير التربية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.