الخميس , ديسمبر 11 2025
فاطمة بدران

الطلاق نهاية زواج، لا نهاية أبوة.

رسالة إلى الوالي:

الطلاق هو انفصال شرعي بين الزوجين؛ قد يكون أحيانًا حلاً لتجنب مشاكل أكبر أو لإنهاء صراعات مستمرة

 لكنه من أخطر القرارات التي يمكن أن يتخذها أي إنسان في حياته، لأن مسؤولية هذا القرار تقع أحيانًا

على الأبناء فهم من يدفعون الثمن.

الأب هو السند الأول في حياة الطفل؛ هو من يزرع الأمان ويتحمل أعباء الحياة.

لا يمنح الأب المال فحسب بل يمنح القوة والدعم النفسي.

الأب هو القدوة في الصبر والعطاء وتحمل المسؤولية.

إذا طلقت زوجتك فهذا حقك، لكن أن يطلقك أبناؤك أيضًا — فهذه جريمة إنسانية لا يبررها أي قانون.

الأبوة ليست عقدًا ينتهي بالتوقيع، بل التزام أخلاقي لا ينتهي أبدًا.

فلا تكن ذلك الأب الذي يأتي يومًا فيسمع من أبنائه: «كنت موجودًا في البطاقة فقط».

رغم قساوة الجملة، إلا أن تلك حالة بعض الرجال؛ كانوا قلة، لكن اليوم يتزايد عدد هؤلاء الآباء للأسف.

الأب الحقيقي لا يتخلى؛ وجوده لا يكون موسميًا أو شكليًا.

 الطلاق لا يبرر غياب الأب، بل يفرض على الأب مسؤولية مضاعفة ليعوِّض غياب الاستقرار بعد الطلاق.

التخلي عن الأبناء ليس مجرد إهمال، بل هو جرح نفسي عميق لا يندمل بسهولة.

قد ينجح الطفل في حياته رغم غياب الأب، لكنه سيحمل داخله دائمًا علامة استفهام: «لماذا تركني أبي؟»

وجود الأب بعد الطلاق هو رسالة حب واستقرار لا تُقدَّر بثمن.

من خلال الوعي والاحترام والاستمرارية يمكن أن يكون الأب عنصر الأمان والنجاح في حياة أبنائه رغم كل التحديات.

ومع وجود هذا النوع من الآباء، ما زال بيننا رجال يقدمون معنى الأبوة ويلتزمون بتربية أبنائهم والوجود باستمرار في حياتهم بعد الانفصال.

إلى ذلك الأب الذي لم تهزه العواصف، ولم تبعده قرارات الطلاق عن دوره: شكرًا لأنك حاضر

رغم الغياب، وسندًا رغم المسافة.

شكرًا لأنك اخترت أن تبقى أبًا وتتحمل المسؤولية.

أنت لست فقط أبًا..

بل أنت رجل نبيل وضمير حي وإنسان عظيم

فاطمة بدران

شاهد أيضاً

الزواج مودة

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي الزواج المبني علي الاحترام والمشاعر الطيبة وعدم الظن وتقليل الذات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.