بقلم: عـز تـوفــيـق
إن المشهد الذي نعيشه اليوم يحمل في طياته هزة عنيفة تهز قلوب بسطاء المؤمنين فهم يشاهدون بقلق بالغ موجة من التطاول غير المسبوق على الكهنوت ورعاته هذه الهجمة التي تتنافى مع كل ما تعلموه من إجلال
واحترام للخدمة الكهنوتية التي تمثل استمرارية لرسالة المسيح على الأرض لطالما
نظر المسيحيون إلى رعاتهم بعين التقدير فهم ليسوا رجالا عاديين بل هم مختارون لخدمة مقدسة
تحمل في جوهرها سرا إلهيا عظيما
هذا التقديس للكهنوت ليس من صنع البشر بل هو تقليد رسولي متوارث عبر الأجيال
يستند إلى كلمة الله المقدسة التي تنص على تكريم خدام الربإن ما يحدث اليوم من تجريح علني
واستخفاف بالرعاة الروحيين يمثل جرحا غائرا في جسد الكنيسة الجامعة فالبسطاء الذين تربوا
على حب كنيسة المسيح واحترام أساقفتها وكهنتها يصابون بحيرة شديدة فهم لا يستوعبون هذا التناقض
بين ما تربوا عليه وبين ما يشاهدونه من هجوم غير مبررإن الكنيسة في مسيرتها التاريخية
لم تخل من أخطاء بشرية وهذا أمر لا ينكره عاقل لكن هذا لا يبرر أبدا التحول إلى لغة التطاول
والتهجم فالنقد البناء يختلف كل الاختلاف عن التجريح العلني الذي يهدم ولا يبني
ويجرح ولا يشفيإن المسيح نفسه أسس كنيسته على أساس من الحب والاحترام المتبادل
وعندما نتأمل الإنجيل المقدس نجد أنه حتى في لحظات التصحيح كان يتحلى بالرفق والحكمة
فكيف يصح إذن أن نستخدم أساليب التهكم والسخرية مع من يمثلون المسيح على الأرضإن البسطاء
يتألمون لأنهم يشعرون أن قدسية الخدمة تهتز أمام أعينهم وهم حائرون بين ولائهم لكنيستهم
وبين الصورة المشوهة التي يروجها البعض إن هذه العثرة تهدد سلامة القطيع المسيحي
وتضعف ثقة المؤمنين بمؤسسة الكنيسة التي ظلت عبر القرون ملجأ للروح ومعينا للإيمانإن
الطريق الصحيح لمعالجة أي خلل هو الحوار الهادئ البناء المبني على المحبة المسيحية الأصيلة
وليس عبر التشهير العلني والتحريض فالكهنوت يستحق منا كل تقدير واحترام لأنه يمثل استمرارية
لخدمة المسيح نفسه علينا أن نذكر أنفسنا دوما بأن الكنيسة هي جسد المسيح السري
وأن رعاتهم هم أعضاء مكرمون في هذا الجسد فليتعلم الجميع فن النقد البناء
وليحفظ البسطاء من العثرة وليحفظ الله كنيسته من كل شر
جريدة الأهرام الجديد الكندية 

تحيه كبيره لك عزيزى الكاتب على هذا المقال الجميل والكلام المحترم …الحقيقه أن الكنيسه هى المؤسسه الوحيده أو الجهه الوحيده المأمونه الجانب لكل من يسئ الأدب حيالها …ومن أمن العقاب أساء الأدب …والكل يعرف ذلك ..ولذلك تجد كل السفهاء والمنحطين ومعدومى الضمير والأدب يتطاولون على الكنيسه ..بل كل من هب ودب ولا يعرف كوعه من بوعه يتطاول على الكنيسه لأنه يعرف لا عقاب لمن يتطاول عليها . أكرر تحياتى لكم .