جريدة الأهرام الجديد الكندية
مقالات مشابهة
في البداية لا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الشكر والعرفان إلى فخامة السيد رئيس الجمهورية، داعيًا الله أن يوفقه ويسدد خطاه في مناوراته السياسية الخارجية، وفي مجهوداته الكبيرة لاحتواء الملفات الإقليمية المحتقنة في فلسطين العزيزة و ليبيا و السودان.
جهودكم يا سيادة الرئيس محل تقدير كل مصري مخلص يدرك حجم التحديات التي تتعاملون معها بحكمة واقتدار.
وبقراءة هادئة للمشهد الانتخابي الحالي، أرى – من واقع المتابعة الدقيقة – أن السبب الرئيسي
لحالة عدم الرضا لدى عدد كبير من المواطنين والمرشحين هو عدم توازن توزيع عدد المقار
واللجان الانتخابية بين المدن والمراكز والقرى.
فقد شهدنا مناطق كانت تضم ٥ لجان تم تقليصها إلى لجنة واحدة فقط، وأخرى كانت تضم ٧ لجان
تقلصت إلى لجنتين، بل ومناطق احتوت سابقًا على ٢٢ مقرًا انتخابيًا تم تخفيضها إلى ٩ مقار فقط.
هذا الوضع تسبب بطبيعة الحال في عزوف بعض المواطنين عن التصويت نتيجة الزحام الشديد
فكيف يمكن للجنة واحدة أن تستوعب ٢٠ ألف ناخب خلال ١٢ ساعة فقط لمدّة يومين؟!
وعلى الرغم من أن المشهد المزدحم يُظهر للعالم عرسًا ديمقراطيًا يعكس استقرار الدولة سياسيًا بفضل الله
إلا أن الواقع الداخلي يفرض علينا قراءة أدق وأكثر وضوحًا.
وقد تردد في الشارع أن النائب الفلاني أو المسؤول العلاني هو من تدخّل لتقليل عدد اللجان في المنطقة (س)
وهذا – في اعتقادي الكامل – عارٍ تمامًا من الصحة، لأن أحدًا منا لا يملك ولا يجرؤ أصلًا على التدخل في اختصاصات الهيئة الوطنية للانتخابات.
وأميل إلى أن الهدف من هذا الإجراء قد يكون تعزيز تأمين المقار الانتخابية، أو تقليل عدد السادة رؤساء اللجان نظرًا لارتباطاتهم الوظيفية ومسؤولياتهم الأصلية.
ولكن…إن حدثت إعادة للانتخابات، فأعتقد أن السبب الأصيل سيكون بلا شك عدم كفاية عدد اللجان
والمقار الانتخابية، وربما بعض التجاوزات الفردية هنا أو هناك، بينما سيؤدي زيادة عدد المقار – إن تمت – إلى
مضاعفة أعداد الناخبين أمام اللجان، وهو ما يعيد للناس ثقتهم وحقهم الكامل في المشاركة دون معاناة.
وللأمانة، فإن الهيئة الوطنية للانتخابات تضم قامات قضائية من المستشارين الأجلاء
ونسأل الله أن يعينهم على اتخاذ القرار الصائب في هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب حكمة وروية
وتوفيق من الله عز وجل
وفي الختام…السيد رئيس الجمهورية… شكرًا ألف مرة، وأدامك الله قائدًا للوطن.
شيخ نواب الأقصر الدكتور بهجت الصن
