الأربعاء , ديسمبر 31 2025
أخبار عاجلة
كلية النصر للبنات
الدكتور علاء ثابت مسلم

علاء ثابت مسلم يكتب حلم ضائع بين نظامين صرخة طلاب الثانوية العامة تطالب بحق دستوري مُهمل

تجاهلُ قضية طلاب الدفعات السابقة من نظام الثانوية العامة قبل البكالوريا لم يعد مجرد قرار إداري، بل تحوّل إلى جرح مفتوح في ضمير منظومة التعليم بأكملها.

آلاف الطلاب وجدوا أنفسهم فجأة خارج الحسابات، لا لقصور في قدراتهم، ولا لتقصير في اجتهادهم

بل لأن الزمن سبقهم بقرار لم يمنحهم فرصة التعويض أو تصحيح المسار.


هؤلاء الطلاب لا يطالبون بمزايا استثنائية، ولا يبحثون عن التفاف على قواعد القبول الجامعي

بل يطلبون حقًا بسيطًا وعادلًا: السماح بإعادة السنة الأخيرة من الثانوية العامة، حتى وإن كان ذلك بمقابل

مادي مرتفع تحدده وزارة التربية والتعليم.

هم مستعدون لتحمّل التكلفة، ومستعدون لخوض التجربة من جديد

فقط ليُمنحوا فرصة عادلة لملاحقة أحلامهم التي تعثرت عند خط النهاية.


القضية هنا ليست تعليمية فحسب، بل قضية عدالة اجتماعية. كيف يمكن لمنظومة تعليمية أن تغلق الباب نهائيًا

في وجه فئة كاملة، دون بديل، ودون مسار تعويضي، ودون حتى نقاش مجتمعي حقيقي؟

كيف نقنع شابًا في مقتبل العمر أن مستقبله انتهى لأن نظامًا تعليميًا تغيّر، بينما هو عالق بين نظامين:

قديم أُغلق، وجديد لم يشمله؟


الأخطر من ذلك أن هذا التجاهل يصطدم صدامًا مباشرًا مع الدستور المصري.


فالمادة (19) تنص بوضوح لا يحتمل التأويل:


“التعليم حق لكل مواطن، وتكفل الدولة جودته، وتشجع التفكير العلمي.”


والحق الدستوري لا يُجزّأ، ولا يُربط بتاريخ دفعة، ولا يُلغى بتغيير مسمى نظام. الحق يعني الإتاحة، والتكافؤ، ووجود مسارات بديلة تضمن ألا يُقصى مواطن عن مستقبله قسرًا.


إن فتح الباب أمام هؤلاء الطلاب لإعادة السنة الأخيرة ليس عبئًا على الدولة، بل حلًّا عمليًا ومنطقيًا:


لن يزاحموا طلاب البكالوريا في مقاعدهم.


سيتحملون تكلفة مالية تخفف الضغط عن الموازنة.


سيعيدون دمج طاقة بشرية كبيرة في مسار الإنتاج والعلم بدل الإحباط واليأس.


ونحن لا نتحدث عن عشرات أو مئات، بل عن آلاف الحالات التي تعيش الإحساس نفسه: حلم مؤجل

مستقبل معلق، وندم دائم على فرصة لم تُتح. تجاهل هذه الفئة يعني ترسيخ فكرة خطيرة

مفادها أن التعليم في مصر قد يتحول من “حق” إلى “فرصة مؤقتة” من فاتته انتهى أمره.


ومن من هنا، فإن الدعوة موجّهة بوضوح إلى وزارة التربية والتعليم المصرية:


الاستجابة لهذا المطلب ليست تراجعًا، بل تصحيح مسار. ليست ضعفًا، بل شجاعة إدارية.

وهي قبل كل شيء احترام للدستور، وإنصاف لأبناء هذا الوطن الذين لا يزالون يؤمنون أن التعليم ه

و الطريق الوحيد لتغيير واقعهم.


كما أن إعادة السنة الأخيرة قد لا تعيد الزمن، لكنها بالتأكيد تعيد الأمل. والأمل حين يُغلق بقرار، يُفتح بنداء…

فهل تسمع الوزارة؟

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

تعبير معيب وغير مسؤل ..(غير المسلمين )

نطلعكم علما أن إستخدام اللغة الصحيحة الواعية للتعبير عن مضمون أي رسالة له دلالة مباشرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.