جريدة الأهرام الجديد الكندية مقالات مشابهة
الأهرام الجديد الكندى
قد تتخيل أن يصل هوس مواقع التواصل الإجتماعي إلى أي مدى ممكن، لكن أن يصل إلى أن يشارك زعماء المافيا الإيطالية صورهم، ويتحدثون بشكل صريح عن عملياتهم على الصفحات المفتوحة، محطمين تقاليد وقوانين المنظمة، فهو ما لم يتخيله أحد، فيما يبدو وأن شباب زعماء المافيا يكتبون تاريخ جديد للمنظمة الإجرامية الأشهر في العالم.
يعرف عن المافيا في جزيرة صقلية، منبع المنظمة الإجرامية الأبرز، قوانينها الصارمة وحفاظها على هويتها وسرية أعمالها على مدار الأجيال المتتابعة، لكن يبدو وأن تطور الزمن وصل إلى المافيا فأصبح زعمائها الشباب يظهرون بشكل صريح على مواقع التواصل الإجتماعي، بالأكواد التي وشمت على أجسامهم، غير مبالين، مباشرين أعمالهم الإجرامية على مواقع التواصل الإجتماعي، كما ذكرت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية.
زعماء المافيا على لنش فيما تظهر الأكواد الخاصة بهم موشومة على أجسادهم
الجيل الجديد من زعماء المجرمين كانوا قد بدؤوا في استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية كـ«فيس بوك» عن بحسابات وهمية وأسماء مستعارة، حسب قول الشرطة، مستخدمين تلك الحسابات لعقد صفقات المخدرات والمطالبة بأموال «البيتزو» للحماية، وهي أموال يدفعها رجال الأعمال للمافيا ك«إتاوة»، حتى لا يتم التعرض لأعمالهم.
لكن هذه الفترة تشهد استخدامهم لنفس الموقع للتباهي بقوتهم وثرائهم، فنشر دومينكو بالاسوتو، زعيم المافيا في سيسيليا، صور له وهو يستجم على أحد اللنشات، وفي سيارة ليموزين. المجرم صاحب الـ28 عامًا، والذي أضاف صفحة «زعيم الزعماء» ماسيمو ماسينا دينارو إلى قائمة صفحاته المفضلة، نشر فيديو لنفسه يوضح فيه طريقته ليصبح «العراب الأصلي».
كذلك كان «بالاسوتو» منفتحًا تجاه أسئلة «المحبين»، فرد مازحًا على سؤال أحدهم حول ضرورة إرسال سيرة ذاتية للإلتحاق بالمنظمة، قائلًا: «نعم يا أخي يجب أن نقيم تاريخك الإجرامي، فنحن لا نضم من هم بدون سوابق»، فيما أضاف: «انضم لفريقي.. نحن الأقوى».
ونشر زعيم آخر من زعماء المنظمة، صور لحياته الفخيمة، فشارك صور لوجباته ولنشاته قائلًا: «في هذه الآونة، أنا أحد أسماك القرش الصغيرة تصطاد في الأعماق»، مستطردًا: «لكن الوقت سيأتي لأصعد إلى السطح ولن يكون لدي شفقة بأحد».
وربما يعتقد زعماء المافيا أن الأسلوب الجديد يرسخ لقوتهم وسيطرتهم، إلا أن المحققين يرون أن التباهي على الإنترنت بهذا الشكل قد يكون سببًا في سقوطهم.
