الخميس , أبريل 18 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

هل نظلم كل مسلمي كندا بسبب شخص إرهابي؟

بالحقيقة يصعب على جدا ما يتعرض له اخوتنا المسلمون من تجريح بسبب حادث البرلمان في اوتاوا، فالكثيرون يرونهم إرهابيين بسبب هذا المريض نفسيا الذى دخل الإسلام واطلق الرصاص على البوليس وارداه البوليس قتيلا، وأيضا بسبب داعش وكل المنظمات الإسلامية، ووصف المسلمين بالإرهابيين ليس حقيقيا او صحيحا بالمرة.

لست اختلف ان التعليمات التي يسير عليها هؤلاء الارهابيون سواء استمدوها من صحيح الدين او من الاحاديث هي إرهابية وفى صميم الإرهاب، ولكن ليس كل المسلمين يفهمونها او يطبقونها او حتى يقرأونها، ومنهم من يجاهر بانها ليست من صحيح الدين، ولكن دمغ المسلم بالإرهابي في المجتمعات الغربية هو ظلم كبير ينبغي ان يدركه كل من له عقل، وأيضا خطأ كبير وصف كل مسيحى انه رحيم، فليس أيضا كل المسيحيين يعرفون او يستوعبون او يطبقون تعاليم السيد المسيح بل منهم من يظلم ويفترى على الآخرين. ومن يظن ان مصر لو كانت فقط قبطية لتغير حالها هم واهمون.

اعيب على اخوتى المسلمين انهم يفرحون ويهللون لأن أحدهم استطاع ان يجذب غير مسلم للإسلام، وها هو مريض اوتاوا الذى اقتحم البرلمان واطلق الرصاص على البوليس قد دمغ المسلمين بالإرهاب!

فالمسلمون يهللون لسماعهم اجنبى لا يتكلم العربية وهو يقول “اسهد ان …لا… اله…. الى….اله…..” وهو لا يفهم ما يقوله، ويضيفون هذا الشخص فورا لتعدادهم ويهللون ان الإسلام ينتشر، بالطبع انا لا أتكلم عن هؤلاء البلطجية الذين يخطفون بنات المسحيين ويعتدون عليهم لإرغامهم على الإسلام فهؤلاء مجرمون.

ولقد تقابلت بالصدفة مع البعض مما ارغمتهم الأوضاع او الظروف على اعتناق الإسلام سواء بسبب عمله في دولة عربية او لظروف أخري قهرية، وكان كل منهم يقص قصته وهو يشعر بانه قد مر بفترة ضعف لسبب او لآخر، ولا يعتبر نفسه مسلما بالرغم انه ما زال معدودا في تعداد المسلمين، ولقد تقابلت أيضا مع مسلمة أراد أحدهم ان يستغل أموالها بقبوله الإسلام وتزوجها، وعندما ذهبت لشيخ الجامع بعدها تسأله، هل هذا الانسان صار مسلما بهاتين العبارتين؟ قال لها الشيخ “نعم صار مسلما، ولكنى لا اعلم ماذا بقلبه”!

في كنيستنا المسيحية لا يستطيع الشخص ان يصير مسيحيا بمجرد كلمتين كما هو فى الإسلام، بل لا بد له ان يمر بفترة اختبار طويلة انه ممكن له -ولا أقول مستحقا- ان يصير مسيحيا، لان المسيحي الحقيقى يفهم انه أعطى الخلاص مجانيا ولكنه فقط قبله بدون استحقاق من جهته.

هل مريض اوتاوا يجعل بعض من اخوتى المسلمين يفهمون انه ليس بترديد شهادتين يخلص الانسان؟! وهناك فرق بين الايمان بوجود الله والشهادة بهذا، لان الايمان هو بالغيبيات، ولكن من يقوم بالشهادة لأى شيء عليه ان يكون قد عاين هذا الشيء والا يكون شاهد زور، وينطبق عليه وصف “شاهد ما شفش حاجة”!

د. رافت جندى

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.