الأربعاء , أبريل 24 2024

الأهرام الكندي في منزل الشهيد وسيم الذي تجاهله كل الاعلاميين والمسؤولين.

1

الأهرام الجديد الكندى
 رضا النجار
فى شارع محمد ابراهيم المتفرع من ش المنشية من محطة الطوابق بفيصل تقطن اسرة مسيحية بسيطة مكونه من زوج وزوجه وابن صغير عمره ثلاث سنوات ، كان الهدوء هو العنوان الأول والاخير لهذه الاسرة ، الزوح رجل مصرى بسيط زى ملايين المصريين يعمل سائقا على ميكروباص بالأجرة فيخرج كل يوم لعمله فترافقه الزوجه حتى باب الشقة وهى تضع يدها على كتفه وتدعو له “ربنا يكفيك شر الطريق ويوسع رزقك ” زى كل الزوجات المحترمات ، ظل هذا الأمر يتكرر يوميا ولفترة طويلة ، الى ان جاء يوم الجمعه الماضى خرج وسيم عبد الجابر” الزوج ” الى عمله كالعادة وقامت الزوجه ” هناء اسحق عزيز وهبة ” بمرافقته لباب الشقة وهى تضع يدها على كتفه وتدعو له كالعادة ايضا ،ولم تكن تعلم بأن يدها لن تستطيع ان تلمسه بعد ذلك وأنها اللمسة الاخيرة وبأن مرافقتها له لباب الشقة ودعائها له سيكون الدعاء الأخير ايضا لان وسيم خرج
و لم يعود كعادته حاملا على يده أكياس الفاكهة لابنه وزوجته انما عاد جثة هامدة ” لان وسيم قتل برصاصة غادرة اثناء عمله اخترقت جدران الميكروباص الذى يعمل عليه واستقرت فى قلبه .
وبالرغم من بشاعة الواقعة اعتقد البعض ان الصحف والمواقع الاخبارية ستتسابق فيما بينه لتتحدث مع زوجة وسيم او اخته او ابنه او اى احد من اقاربه لكن شىء من هذا لم يحدث ذلك فقد انشغلت الصحف والمواقع بأشياء اخرى، ذهبت الاهرام الكندى الى منزل الشهيد لتسمع لاهله وزوجته المكلومه فقد ضاع منها كل شىء الطمائنية والهدوء والسند بمقتل زوجها وفوجئت بعد مقتله بأن عليها أن تدير المنزل ماليا وهى ربة منزل ولم تعمل قبل سابق ، فالشهيد لم يترك شيئا بل ترك لها أقساط شقة جديدة لا بد ان تدفعها شهريا .
التقينا ب “هناء اسحق عزيز وهبة” زوجة الشهيد وسيم فحكت لنا وهى تبكى كيف انها كانت معه على الموبايل اثناء الحادث بعدما اتصلت به لتحذره حينما شاهدت مسيرة من المسيرات تجوب الكوبرى الدائرى فقالت له خلى بالك وفجاة سمعت صوت الرصاص وهو يقول لها “أخر جملة ” الحقى يا هناء دى فيه مسيرة هنا كمان على اليمين والشرطة على اليسار وفجاه تسمعه يصرخ ويقول آه وكان ذلك عند محطة الكوم الاخضر فقد استشهد وسيم بطلق نارى روسى اودى بحياته ، اخترق زجاج الميكروباس ليسكن بداخل قلبه دون ان يعرف احد من اين جاء هذا الطلق ، صمتت هناء بعض الوقت وهى تبكى لانها تذكرت صرخة زوجها فانتظرنا حتى تهدىء لتحكى لنا عن قصة “كاراس” أبنها الوحيد من وسيم قائله بان وسيم كان متعلق بشدة بابنه كاراس الذى جاء بعد 12 سنه من زواجهم وكاراس الان لديه ثلاث سنوات يبكى كل لحظة وهو يسأل والدته بشكل مستمر ” فين بابا حيجى امتى ” فالابن يحب والده أيضا ومتعلق بحضنه الذى لا ينام الا فيه وهو الان قد حرم من هذا الحضن لتنهر دموع الزوجه من جديد وهى تنظر لابنها كاراس ذلك الطفل المسكين الذى حرم من والده وهو فى السن الصغير وننتظر ايضا حتى تنتهى الزوجه من دموعها ولكن الدموع هذه المرة لم تكن دموع اشتياق للزوج ولكن دموع خوف من القادم فالقادم لهذه الاسرة صعب فقد حكت لنا الزوجه عن ظروفها المالية وكيف ان الشهيد وسيم لم يكن له اى عائد مادى الا من خلال هذه المهنة فقط ، وكمان عليه ايصالات امانه بباقى ثمن شقة تبلغ قيمتها حوالى 60 الف جنية ووالده متوفى وهو اخ لاربعة بنات .
تركنا الزوجه لنتحدث مع ” ايفون اسحق ” شقيقة زوجة الشهيد فحكت لنا كيف ان الاعلام تجاهل مقتل وسيم نهائى متسائله ليه دم الشهيدة شيماء الصباغ يكون اغلى من دم الشهيد وسيم وليه التعتيم دا على قتل وسيم هو غلبان ايوه لكن هو مواطن وبيحب بلده ذى غيره فلماذا هذا التعتيم ؟ وسيم ليس له علاقة بالسياسة ولا بالاخوان ولا باى شئ غير شغله فقط وقالت ايضا ايفون ان وسيم قتل فى حوالى الساعة الواحدة الا خمس دقائق وظل فى الشارع داخل الميكروباص حتى الساعة الخامسة ومفيش حد سال فيه كان ممكن يكون عايش وكان ممكن أنقاذه وقتها
تحدثنا مع ” نبيل عزيز وهبة” عم زوجة الشهيد وسيم
ويعمل فى النجارة وبعد سماع خبر مقتل وسيم أصبح مريضا صحيا ولا يستطيع الحركة لانه يحب وسيم جدا سرد لنا عن ظروف الشهيد قائلا كانت ظروفه المادية صعبة للغاية علشان كده ذهب للعمل فى هذا اليوم بالرغم من خطورته ، وطالبنا عم زوجة الشهيد ان يوجه كلمه من خلالنا للارهابين مرتكبى هذا الحادث قائلا انتم محتاجين لوقفة مع النفس وحاسبوا انفسكم يا ارهابيين اولا قبل الضغط على الزناد فما هى المكاسب التى حققتموها من قتل وسيم فها هو يترك ابنا ليس له اى ذنب وزوجه ترملت ولا تعرف الان كيف ستعيش وماذا ستحمل الايام القادمة لها فهى معرضه للطرد هى وابنها اذا لم تقم بدفع اقساط الشقة .
فى نهاية الحوار اجمع الحضور على حب الناس كلها مسلمين قبل الاقباط للشهيد وسيم لانه كان محبا للجميع وكان انسان خدوم على حد قولهم وكيف ان عدد السيارات التى كانت وقت جنازته كبيرة جد فلم يكونوا متوقعين هذا العدد من المسلمين والاقباط كل هذا بسبب حب الجميع له .
ونحن نتسال فى الاهرام الكندى لماذا لم تقم الحكومة بمقابلة زوجة الشهيد واخوته ولماذا لم تقم بتكريمهم وتعويضهم وتوفيرعائد مادى ثابت لهم حتى تستطيع ان تكمل الزوجه مسيرة الشهيد فى تربية ابنه ؟

 

109

صورة ايصا الامانه وعليه اثار دماء الشهيد
صورة ايصا الامانه وعليه اثار دماء الشهيد

6 7 5 4 2 4 51

 

شاهد أيضاً

أونتاريو تعلن موافقتها بشأن الرسوم القانونية في قضية برنامج الدخل الأساسي

كتبت ـ أمل فرج  أعلنت حكومة أونتاريو مواقتها على سداد 320 ألف دولار، كرسوم قانونية …