السبت , أبريل 27 2024
أخبار عاجلة

شهيد الحب فالنتينو، و سر اللون الأحمر في عيد الحب

e8be4938-fac5-4b7b-b022-8b9978975e39

بقلم ــ نانا جاورجيوس

كان فالنتينو أسقفاً بروما عاش في القرن الثالث للميلاد قبل نحو 1700 سنة جاء من ولاية أومبريا الإيطالية وأصبح أسقفاً في تيرني. و كان “فالنتينو” يزور السجون ويساعد المعترفين {أي المسيحيّين الجُدد} ويشجع الشهداء ويقويهم على تحمل عذابات الإستشهاد. حيث كانت تهمة مساعدة المسيحيين جريمة يعاقب عليها. وُكِّل لـ”فالنتينو” حراسة أحد النبلاء وكانت له إبنة عمياء، فأعاد القدِّيس البصر إليها بإسم سيده المسيح فعرفت البنت المسيح وصارت مسيحية. وما إن مضت بضعة أيّام حتّى بشّر “فالنتينو” بالمسيح أغلب عائلات الحرّاس، فذاع صيته كمبشر برسالة الخلاص .
وكانت روما تضطهد المسيحية والمسيحيين وحدث إضطهاد كبير في الإمبراطورية، في عهد الإمبراطور الوثني كلاوديوس الثاني، وحدث إضطراب كبير بالأمبراطورية الرومانية فإستدعى الأمبراطور الشباب للحرب ورفع حالة إستنفار للجيش، فرفض كثيرين منهم الذهاب لإرتباطاتهم الأسرية و إرتباط الشباب الأعزب بخطوبات أو علاقات حب في طريقها للزواج. فأصدر الأمبراطور بمنع الزواج وفسخ الخطوبات.
ولكن هل يستطيع أحد أن يحارب الطبيعة حين تتكلم ، أو يوقف شريان الحب من قلب الإنسانية؟! وهل ممكن أن يتحول اللون الأحمر من لوناً للدم إلى لوناً للحب، ليكتب الحب كلماته بحروفٍ من لون دماء قلوب تنبض بالحب؟!
هنا كان قرار فالينتاين الكاهن بدعوة جميع الشباب الذي مُنعوا من الحب والزواج وقام بتزويج كثيرين من المسيحيين و الوثنيين و ينشر الحب ويبشر بالمحبة التي نادى بها المسيح، فعلم الإمبراطور بما يفعله الكاهن فقام بسجنه، إلا أنه إستمر في التبشير بالإيمان داخل سجنه ونشر الإيمان بالإله الواحد الحيِّ حتى أن كثيرين من الوثنيين عرفوا المسيح ورسالة الخلاص الأبدي، فأصدر الإمبراطور أمراً بإعدامه وقطع رأسه حسب التقليد في الرابع من شهر شباط سنة 476 ميلادية. و دفن “فالنتينو” في شارع “فلامينيا” في الطريق المؤدّية إلى “تيرني”.
و اكتشف قبره قبل نحو نصف قرن، مهندسون مختصّون بالتنقيب عن الآثار، تحت حطام الكاتدرائيَّة المبنيَّة على اسمه. ويقال أن الأسقف يوليوس الأول Julius I بنى كنيسة قرب Ponte Mole تذكارًا للقديس فالنتين، وحاليًا الجزء الأكبر من رفاته موجود في كنيسة St. Praxedes أو Santa Prassede.
وأعلنته الكنيسة قديساً و ليس شهيداً للحب فقط ، إنما إرتبط إسم هذا القديس بمرضى الصرع الذي إنتشر في عصره وكانوا الوثنيين يعتبروا الصرع نوع من الجنون و المسّ الشيطاني، فصار هذا القديس شفيعاً لمرضى الصرع خصوصاً الأطفال، لهذا تُرسم أيقوناته وتحت قدميه طفل ملقى على الأرض يصارع هذا المرض. واللون الأحمر رمز هذا العيد، ما هو إلا رمزاً للشهداء في الكنيسة الشرقية والغربية لأنه لوناً يرمز للإستشهاد عن الحب الأعظم و هو الحب الإلهي.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …