الخميس , مارس 28 2024
مدحت موريس
مدحت موريس

الذبيحة

مدحت موريس 

قد يختلف المكان والزمان، لكن المشهد واحد….ومعبر. على ساحل البحر المتوسط يُساق ابناء يسوع المسيح الى الذبح، يُساقون الى الموت وتهمتهم انهم ابناء المسيح. وفى طريق الجلجثة سار رب المجد يسوع حاملاً صليبه حتى يصل الى موضع الذبح ويذوق الموت بالجسد…وتهمته انه هو المسيح .

هذه هى القصة الحقيقية لهذا العدد….فكيف لى ان احاول كتابة قصة جديدة من وحى خيالى وقد رأيت بعينى قصة حقيقية…ظاهرها انتصار الشر على الخير او انتصار الشيطان على الملائكة…لكن حقيقتها هى هزيمة نكراء للشيطان.

الشيطان يكبل من يظن انهم اسرى له…يركعهم ثم يلقيهم على وجوههم وبنصل حاد يجز اعناقهم فى قسوة غير غريبة عنه. اما الاسرى او من ظن الشيطان انهم اسراه فقد صرخوا…نعم صرخوا لكنها ليست صرخة الالم ولا صرخة الخوف من الموت فالموت فى حالتهم هذه هو الاكليل بل هو النعيم الابدى فكانت صرختهم هى صرخة نداء من الاعماق…نداء للملك القدوس لكى يكون اسمه هو آخر ما ينطقونه.

تأملت المشهد اكثر من مرة، لم اشأ ان اركز على صورة الشيطان لكنى تأملت وجوه المساقين الى الذبح فى سلام….توقعت بكاءاً ونواح تصورت ان اعصابهم ستنهار وسيجرونهم جراً على امتداد الساحل الى موقع الذبح…لكنى وجدت خطواتهم منتظمة فى حركتها. تأملت الوجوه لا بكاء ولا دموع….فقد تركوا الدموع لاعيننا نحن لنبكيهم. رأيت بعض الشفاه تتحرك وتتمتم…تُرى أى مزمور تردد…واى صلاة تسبح. اما عن لحظة الذبح فقد سمعت اصوات تختلط…..يا يسوع المسيح….اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك واعود فاتساءل ترى اى مشهد تجسد امامهم فى تلك اللحظات؟ ثم تسيل الدماء الطاهرة الذكية لتنسكب وتطهر مياة البحر المتوسط. كم انبهرت فى طفولتى بقصص الشهداء والمعترفين لكنى الآن رأيتها وشعرت بها وانا ارى القديسين البسطاء والمختارين من عند الله يتقبلون الموت على اسم المسيح ويكتبون اسماءهم فى سفر الحياة. بالتأكيد لا نعرف اعمالهم او سيرة حياتهم….لكنهم المختارون من عند الله…فكما علمت ان جنود الشيطان كانوا يدخلوا العمارات ليختاروا ابناء المسيح فيأسروهم ومادام الله سمح بهذا فهو اختياره.

ومهما كانت اعمالهم فهم ليسوا اقل من ديماس اللص اليمين الذى سرق الملكوت فى اللحظات الاخيرة..فقد ضمن ابناء المسيح الشهداء الملكوت ايضاً….فهنيئاً لهم به…..وطوبى للواحد وعشرين شهيداً.

(voicy2005@yahoo.com)

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …