الخميس , أبريل 25 2024
أخبار عاجلة

الأحتفال بالذكري الأربعين لشهداء مصر في ليبيا

ليبيا 4

د. صفوت روبيل بسطا
قد يستغرب البعض من هذه الكلمة (الأحتفال) بذكري الأربعين لأنتقال 21 شهيد أغلبهم شباب في عمر الزهور ، وأباء تركوا أولادهم وأسرهم في أمس الأحتياج لهم ووجودهم معهم في هذه الحياة
والمنطق والعرف السائد أن (ذكري الأربعين) ذكري أليمة علي إنتقال الأحبة لأسرهم خاصة وعلي كل المصريين عامة
أما في هذه الذكري بالذات يختلف الوضع تماماً ، مع وضع في الأعتبار المشاعر البشرية أسرهم وأهلهم وحرمانهم من فلذات أكبادهم ، وأيضاً المشاعر الأنسانية الطبيعية التي وضعها الله في كل إنسان من الحزن والزعل ولوعة الفراق ، بالرغم من كل التعزيات التي مًن بها الله (تبارك أسمه) علي هؤلاء الأسر خاصة وعلي الأقباط وعلي كل المصريين
تختلف ذكري الأربعين لشهدائنا الأبرار لما شعرنا به من فخر وإعتزاز بأبنائنا وبإيماننا القبطي الأرثوذوكسي المستقيم الأيمان
تختلف ذكري الأربعين لشهدائنا الأبطال هؤلاء لما أظهروه من رجولة وبسالة وصمود في أصعب لحظات في عمر الأنسان وهي مواجهة الموت وجهاً لوجه من قلوب لا تعرف معني للرحمة أو الأنسانية !!؟؟
تختلف هذه الذكري لأن ما فعله شهدائنا وتأثير ما فعلوه علينا جميعاً ! في أنهم أخذلونا جميعاً (كمؤمنين) خاصة مُدعي التقوي والورع والمعرفة والدراسة ..إلخ !؟ لنقف مذهولين ومتحيرين أمام قوة إيمان هؤلاء الأسود(بُسطاء الأيمان) من غير أن يكونوا قد حصلواً علي أي مؤهلات لاهوتية أو عقائدية أو دراسية !!؟
وتختلف الذكري أيضاً عندما نستقي التعزية من أهاليهم وأسرهم الذين أثبتوا ووضحوا لنا لماذا كان الشهداء بهذا الأيمان القوي ، عندما أجمع الكل علي أنهم فرحااااااااانين جداً وفخورييييييييين جداً جداً بأبنائهم وبأخوتهم شهدائنا الأبرار
لدرجة أنه ..في مكالمة تلفزيونية مع أخو الشهيد (تواضروس) وعندما بدأت المذيعة بالتعزية له
قاطعها قائلاً بفرحة …إحنا مش عاوزين حد يعزينا ، إحنا عاوزين تباركوا لنا
وأكمل …لأنهم أستشهدوا وهما رافعين راسنا ومتمسكين بإسم المسيح ، وشرفونا قدام العالم كله
وعندما سألت المذيعة عن حالة الأمهات!؟
قال أن جميع الأمهات متعزيين جداً جداً …
والسبب والسر كان في ….الفيديو (فيديو الذبح) !!؟؟ الذي كان له مفعول إيجابي وإيماني أكثر مما كُنا نتوقع ، وليس كما تخيل القتلة في أنه سيًصيبنا بالخوف والرعب من أعمالهم الشريرة وجريمتهم النكراء هذه !!؟؟
لماذا …لأن الأمهات بعد أن شاهدوا الفيديو وشافوا رجولة وثبات وعدم خوف أولادهن
وأيضاً إيمانهم القوي وترديدهم …(يارب يسوع) … تأكدوا أنهن أصبحن أمهات لشهداء وقديسيين
هذا جعلني …أذرف الدموع …فرحاً وفخراً ، وليس حزناً علي شهدائنا الأبرار وأهاليهم المؤمنين جداً
ربنا يبارك فيكم وفي إيمانكم العظيم أيها المسيحيون الحقيقيون
عظيم هو إيمانكم
ومن مدعاة الفخر لنا ولأهاليهم أيضاً ما سمعناه من قدس أبونا / أسطفانوس شحاتة كاهن بلدة الشهداء علي قناة سي تي في
عن أن القتلة كانوا يعذبون شهدائنا كثيراً من ضرب وإهانة وأنه تم وضعهم في جحر أسفل الأرض لمدة عشرين يوم !!؟
وكيف كان شهدائنا متمسكون بإيمانهم وهم يصلون دائماً (كيرياليسون) لدرجة أنه في أحد الأيام (تزلزلت) الأرض تحت أرجل الدواعش فخافوا جداً !! وهربوا من المكان !! وهم يرددون أن السبب هو كلمة (سون) علي حد تعبيرهم !! ، وذكر أيضاً أن الشهيد (جرجس سمير) كان بيقوي بقية الشهداء … و كانوا الدواعش بيعملوا له ألف حساب ؟!!!!! . و أطلقوا عليه لقب ( الغول)!؟
فمن حق أهلهم ومن حقنا أن نفخر بهؤلاء الأبطال وأن نبارك لهم ونبارك لأنفسنا
ونحن (نحتفل) بهذه الذكري ..يحضرني سؤال هام
مًن هو المنتصر من هذه المذبحة التي حدثت منذ أربعون يوماً تقريباً!؟
هل الذي كان ملثم ومخبي نفسه ويحمل سيفاً !؟ ولا البطل الشامخ الواضح الواقف أمامهم (كالأسد) والذي لم يحمل معه أي شيئ سوي مجرد (حصوة داوود) !؟
فشهدائنا لم يحملوا شيئاً إلا (مقلاع) الثقة في إيمانهم ومسيحهم و(بحصوة الأيمان) غلبوا جبروت داعش ، كما هزم قديماً داوود النبي جبروت جليات الجبار
لمًن كان النصر والفخر لداوود ولا لجليات !؟
لمًن كان الفخر ..لشهدائنا ولا للقتلة!؟
لمًن المجد والفخر الأن !؟ لشهدائنا بالطبع ، والخزي والعار للقتلة المجرمون
شهدائنا الأن في السماء قدرهم عالي جداً ، وأصبحوا لنا شفعاء عنا وعن كنيستنا وعن بلدنا مصر في السماء ، يصلون من أجلنا بل ويصلون من أجل قاتليهم حتي ما ربنا يرحمهم ويخلصهم من داء الحقد والكراهية ويُنير عيونهم وعقولهم وقلوبهم إلي طريق الأله الحقيقي تبارك أسمه القدوس
شهدائنا الأبرار
هنيئاً لكم السماء وفردوس النعيم
شهدائنا الأبطال
أستحققتم أعلي الرتب في ملكوت السموات
شهداء الأيمان
أكسيوس ..أكسيوس ..أكسيوس
أذكرونا أمام عرش الملك المسيح

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …