الخميس , مارس 28 2024

الذكري المئوية … للأبادة الأرمينية .

د. صفوت روبيل بسطا
24 أبريل 2015
24 أبريل 1915
إن القلم ليتوقف عن الكتابة والعقل يتوقف عن التفكير !! والمشاعر الأنسانية تتضارب ، واللسان يتوقف عن الكلام !! ويصمت كل ذي عقل!!؟؟
أمام بشاعة ما حدث من 100 سنة بالتمام والكمال مع الشعب الأرميني المسالم
من الدولة العثمانية التي قامت بحرب (إبادة) شاملة لأكثر من مليون ونصف إنسان !!؟؟
من قتل وذبح وتهجير وإغتصاب للنساء وصلبهن وقتل الأطفال الأبرياء حتي الأجنة … إلخ!!؟؟
إنها جرائم لا تُعد ولا تُحصي …ولا تُوصف !!!!؟؟
شيئ لا يصدقه العقل …… ولا يستوعبه!!؟؟
أن يصل شر الأنسان مع أخيه الأنسان بهذه الوحشية !!؟؟
أن يتحول الأنسان إلي وحش كاسر (بدون عقل) لا يفكر ولا يميز ولا يحس كإنسان بأخيه الأنسان !!؟؟؟
وقد نظلم حتي الوحوش الشرسة بهذه التهمة !! لأنه ك(حيوان) لا يفعل مع حيوان مثله من نفس فصيلته ونوعه ما يفعله الأنسان مع أخيه الأنسان!!؟؟
بل ماذال شر الأنسان يتوحش ويتوحش ويتغول أكثر وأكثر !! وماذال الأنسان يذبح أخيه الأنسان ويمثل بجثته ويعبث بجماجم البشر بمهانة ليس بعدها مهانة !!؟؟
ماذال البشر يأخذون مكانة الله (تبارك أسمه) في الحكم عليه وتنفيذ الأعدام عليه !! من غير حتي إحترام للقوانين الأرضية أو الأعراف الدولية !! وضاع شيئ أسم (حقوق الأنسان) أمام تجبر الأنسان علي أخيه الأنسان !!؟؟
لا يسعني إلا أن أخاطب الله(أنا الغير مستحق) وأقول له تبارك أسمه القدوس
لماذا يارب لم تفني مثل هؤلاء البشر !! كما أفنيت أهل سدوم وعمورة قديماً !؟
أو … كما أفنيت البشر بالطوفان المعاندين والأشرار أيام .. نوح الصديق !؟
وإن كنت أعلم الأجابة ..لأنه .. من محبتك للبشر ومن رحمتك الواسعة جداً جداً
ولأنك (تبارك أسمك) ..تُريد الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون
والأهم ..لأنك وعدت ووعدك صادق وأمين … عندما قلت
وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.
22 مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ الأَرْضِ: زَرْعٌ وَحَصَادٌ، وَبَرْدٌ وَحَرٌّ، وَصَيْفٌ وَشِتَاءٌ، وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ، لاَ تَزَالُ».تك 9-21
ولكن يارب ..الأنسان لم يتعظ ولم يقدر حنيتك ورحمتك الواسعة جداً هذه !!؟؟
سامحني يارب أنني أنا التراب والرماد ، وأسمح لنفسي أن أخاطبك أو أحاججك !!؟ وأسألك !!؟
سامحني يارب لأنه …ما أبعد أحكامك عن الفحص وطرقك عن الأستقصاء
سامحني يارب ..لأنني أنا أيضاً أستحق الأبادة من كثرة ذنوبي وخطاياي ، ومن رحمتك الواسعة ..تصبر عليً حتي الأن
سامحنا يارب وأرحمنا وأرحم شعبك في كل مكان …
و نجنا من الأنسان الشرير
في هذه الذكري الأليمة علي كل إنسان حباه الله بذرة رحمة من رحمة الله الواسعة
نتقدم بكل التعزية للشعب الأرميني الشقيق البطل
الذي (بالرغم) من كل ماحدث معه من (إبادة) ومذابح وقتل وتهجير ومحاولة القضاء عليه نهائياً!!؟؟
إستطاع أن يتعافي ويعيش ويحافظ علي هويته وثقافته ولغته ووطنه
“إِنْ رَأَيْتَ ظُلْمَ الْفَقِيرِ وَنَزْعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فِي الْبِلاَدِ، فَلاَ تَرْتَعْ مِنَ الأَمْرِ، لأَنَّ فَوْقَ الْعَالِي عَالِيًا يُلاَحِظُ، وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا” (سفر الجامعة 5: 8)

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …