الجمعة , أبريل 26 2024

منظومة معتلة بقوانين مختلة!!

المدرس

بقلم .. ياسر العطيفى
قامت الدنيا ولم تقعد بالأمس على معلم الحاسب الألي(عادل السيد على)بمدرسة الاورمان الإعدادية الخاصة بالمعادى وذلك لتعدية بالضرب على طالب(يوسف محمد حسن)بالصف الثالث الاعدادى بالمدرسة،وأصبح المعلم(المسكين)وأقول المسكين وسأوضح لاحقا،مادة طازجة ووجبة دسمة لجميع الموائد الفضائية تنهش كل منها في لحمة ما تشاء،تارة بإتهامة بالقسوة وأخرى بالأجرام وأخرى بنموذج المعلم السىء!! بل وسارعت وزارة التربية والتعليم المتمثلة فى ادارة المعادى التعليمية التابع لها المدرسة في تقمص دور الذات العلية اللتى سارعت بطرد هذا(الشيطان الرجيم) المدرس وفصلة من جنتها المزعومة واللتى رفض فيها المدرس الركوع لقوانينها المليئة بالسماحة والكرم والتعطف والحنو واللين على الطلاب المنتمون لمنظومتها!!وتلك هي أسهل الطرق فى التهرب من المشاكل،نفض الأيدي منها تماماً!!ثم سارعت وسائل الإعلام مكملة وجبتها بالإتصال بالطالب المسكين وأهلة اللذين بالطبع جعلوا من المدرس شيطاناً رجيماً،ومن إبنهم قديساً بل وملكاً لا يخطىء!!! كل هذا ولم يسمع أحد حتى للمدرس!!وما الدافع القوى اللذي اخرج المدرس عن شعورة بتلك القوة للدرجة اللتى جعلتة يفقد السيطرة على تصرفة وإنفعالاتة!!وهل هناك تعمد لإستفزاز المدرس على هذا نحو للقيام بتصويرة وتدميرة معنوياّ لأغراض ربما تكون فى نفوس البعض!!لم ولن يستمع أحد للمدرس فى ظل هذا الغبار الزائف لأحصنة أبطال مزيفين شنوا حرباً وهمية على مدرس قرر أن يكون فردا فى منظومة مهترئة لا يهمها فى المقام الأول سوى إبراز صورة زائفة للإعلام أن تعليمنا هو الأنبل والأروع!!
تعالوا نتفق على بعض البنود كى تنتصب وتستقيم الأمور
1-يجب أن تحذف كلمة(التربية)من إسم(وزارة التربية والتعليم)لتصبح وزارة(التعليم)فقط!فكما نرى أصبح المعلم لا يستطيع ممارسة دور غير الدور التعليمي البحت فقط أما التربوى فكما نرى كل أولياء الأمور يصرخون بوجه المعلمين(إحنا ولادنا متربيين احسن تربية وما بتطلعش منهم العيبة)!!رحم الله أبائنا قديما كانوا يأتون للمدرسة طالبين من المدرس أمامناوبكلامات ليس فيها مراوغة(كسر يا أستاذ وإحنا نجبر ونعالج)المهم الواد يطلع متأسس!!.
2-يجب أن تكون هناك قوانين واضحة لا لبس فيها توضح العلاقة جيداً بين المعلم والطالب وما يعد إنتهاكا فى حق المعلم أو الطالب سواء بالقول او بالفظ أو حتى الإشارة،كي يقف كلآ عند حدودة حيث لا مجال للتجاوز أو حتى الإستفزاز المؤدى لما رأينا.
3-قوانين واضحة تحدد العلاقة وطبيعة التعامل بين المعلم وولى أمر الطالب ومع من يتوجه ولى أمر الطالب فى حالة تجاوز المعلم وكذلك المعلم اذا ماتجاوز ولى امر الطالب وانواع وحدود وعقوبات التجاوز حتى نحفظ لكل ذى حق حقة ويتفرغ المعلم لدورة التعليمي الراقى فقط لا المهاترات
4-يجب أن تخصص مادة للسلوك يشرف عليها أطباء نفسيون وأساتذه متخصصون وتكون تلك الماده منقسمة لجزئين جزء مخصص للمعلمين كى تعاد تهيئة المعلم من فترة إلى اخرى للتعامل وتحمل تلك الضغوط والأعباء النفسية الملقاة على كاهلة من فرط التعامل مع سلوكيات وأمزجة الطلاب المختلفة،وجزء مخصص للطلاب فى محاولة لتهذيب سلوكهم وعلاقاتهم بمحيطهم ويجب ان تكون تلك المواد التعليمية سمعية وبصرية فضلآ عن كونها مكتوبة ومدعومة بقصص ومواقف حياتيه كى يتم ربطها بالواقع العملى ولا تكون مجرد أحلام أفلاطونية.
5-ما يكدح به المعلم من شرح لمواد تعليمية وكذلك ما يستقبلة الطالب للدراسة،يجب ان تكون كل تلك المناهج عملية فاعلة مرتبطة بحياتة شيقة فى العرض والفكر وأسلوب الإقناع،يجب ان تكون المناهج إقناعية تفاعلية لا تعتمد فقط على الحفظ والتلقين ثم تصطدم بصخره واقع لا يعترف بكل تلك الكتب فتشعر المعلم والطالب بالإحباط النفسي على الصعيدين فالمعلم يدرك ان ما يقوم بتلقينة للطالب كلام لن يفيد،وكذلك الطالب المتلقى يعلم جيداً ان هذا الكلام به لن يستفيد في حياتة العملية فيحدث الفتور والفجوة بين الطرفين.
6-إذا ما اتبعنا أسلوب التعليم التفاعلى الغير قائم على التلقين بل القائم على البحث لأحيينا مرة اخرى دور المكتبات وأعدنا الطالب إلى الصديق النبيل الوفى وهو الكتاب ولقضينا على جزء كبير من وقت فراغ الطلاب اللذين يقضونة فى مشاهدة افلام تدمر سلوكياتهم(بلطجة ومخدرات وخمر ونساء) وتدفعهم إلي تقليدها وبالطبع أقرب ما يخرجون فيه شحناتهم السيئة المخزونة تلك هو المعلم بحكم طول اوقاتهم معه.
لو حققنا تلك النقاط لأرحنا وأسترحنا في معتقدى الضعيف،ولحددنا ووضعنا كل مسؤول فى مكانة الصحيح فلا مجال لألقاء اللوم أو التخلى ونفض الأيدي،يؤسفنى أن أقول أن هذا المدرس قد قدم قرباناً لأهلة الإعلام والصحافة ولم يسمعه أحد!!وفي إستمرار تلك المنظومة بهذا الشكل،أبشركم بالمزيد والمزيد من القرابين

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …