الجمعة , مارس 29 2024
نوري إيشوع

في لحظة حزن…!

بقلم المحامي نوري إيشوع

في لحظة حزن

هب الموت و جنْ

أغتصب الحياة، رماها في المحن

سرق الأحبة، دون موعد

حطم عقارب ساعة الزمن

في لحظة حزن

هبت عواصف الشر، أقتلعت الغد

قتلت البسمة على شفاه العذارى

كسرت القلوب الباسمة

نحرت الأطفال الحالمة

دفنت أجسادهم الغضة دون كفن

في لحظة حزن

إنتفض المارد من القبور المظلمة

فأعلن النفير على البشر

طعن الورود في الخاصرة

نزف من بطشه الجماد و الحجر!

خطف رجال السلام، قتل الداعين

للسلم و الأمان

أطلق صرخاته المرعبة بأسم ربٍ

أهان الكرامة، باع للسماسرة الذمم

الله أكبر ..ألله أكبر.. ألله أكبر.

خاف الصدى

أرتجف الفضاء

أنقطعت مسافات المدى

تلبدت السماء، نثر على المعمورة

لعناته فسادت الفوضى بفكره العفن

في لحظة حزن

شلوا أفكارنا، لوثوا أنهارنا، هزوا جبالنا

هجرّوا بسيفهم أبنائنا، خطفوا بناتنا

لم يسلم من شرهم الرجل الطاعن

والطفل الصغير

و لا حتى الوليد الذي للتوي فطم

في لحظة حزن

سل القاتل الخنجر

قتل، سلب، إغتصاب

حرق و تدمير و نحر

كتموا ترانيمننا، ذبحوا أملنا، باعوا

تعب سنيننا، هتكوا ليالينا

إستحقوا في الوحشية، البربرية

لقب سفير الجريمة

في لحظة حزن

ساد صمت العقول في غابات

الذئاب الدموية الشاردة

أوقفوا رنين أجراسنا، ألبسونا السواد

غيروا لباس أفراحنا وأعراسنا

أطفاؤا شموعنا، نكسوا أعلامنا و أقواسنا

في لحظة حزن

أشرقت شمس الفرح

ضحك قاسيون

تفتحت براعم الجنائن المعلقة

إنتفضت الأهرامات

غنى جبل صنين

تحرك المقطم

من جديد

بدأ بالإهازيج يصدح و يتمايل

في أرض الكنانة

نهر النيل

أختفت الوحوش في غياهب الدهور

ينعت الحروف الأبجدية في الرافدين

عاد الوالي الأمير

يجر أذيال الهزيمة

يقود الحمير ويتحسر

على منصبه كراعٍ للبعير!

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …