الثلاثاء , أبريل 16 2024

خلف التراب .

 

بقلم : أحمد سعيد
عندما تبهت الصورة و تختفي الحقيقة وراء أتربة و سماج ، و يضعف النظر ،
فهنا تتعدد الرؤيا
فكل منا يتخيل الصورة كما يود ، ولا احد يستطيع ان يجزم ان كان هذا التخيل صائب ام في غير محله ،،
فيراها البعض جميلة تحف بها الأنهار و الأشجار و الطيور ،،، و بعض الأطفال الذين يلاحقون الفراشات ،،،، ورجل ممسك بيد زوجته و أولاده ،،،
في حين يراها البعض ان الأنهار ما هي الا برك دماء ،،، و الأشجار ما هي الا دخان القنابل ،،، و الطيور هي طائرات حربيه ،،، والأطفال أوناس يهرولون خوفا من قصف الطائرات و الاسرة أناس يشتبكون مع بعض ،،،،
وأخذ كل طرف يجادل الطرف الاخر ان رؤيته صحيحه ،،، و قد يتهم كلٍ منهم الاخر بالعمي ،،،، و قد يشتبكون سويا ،،،
بل و قد يصل الحال للإقتتال من اجل إثبات رؤيته ….
وتظل الحرب و يتساقط الضحايا ،،، وتظل الصورة باهته ،،،
في حين انهم لو اجهدوا انفسهم قليلا ،،، وتعاونوا علي تنظيف الصورة من ما علق عليها من أتربة و سماج ،،، ستتضح لهم الصورة ،،، وتتجلي الحقيقة ،،،
ولكن عندما تتضح الرؤية ،،، سيصبح فريقا علي صواب و الاخر مخطئ
و بمأن الفريقان لا يثق كلاهما في نظره ،،،
فعليه فضل ان يعيش خلف التراب والوهم علي احتمالية ان يكون علي صواب ،،، علي ان تتضح الرؤية ويكون علي خطأ..
لذلك قد يتفقان رغم اختلافهما علي الدفاع عن الأتربة في حالة ان حاول طرف ثالث ان يزيل الأتربة ،،
لأنهم طرفان وجدا سبيل عيشهما خلف الأتربة ،،

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

التعليم ـ الرهبنة ـ الإدارة : محاور الأزمة ومداخل الإصلاح

كمال زاخرالإثنين 15 ابريل 2024ـــــ اشتبكت مع الملفين القبطى والكنسى، قبل نحو ثلاثة عقود، وكانت …